اصطدام الجم بتقني يدخله مصحة بمكناس
لم يخل مسار محمد الجم المسرحي والفني بشكل عام، من أحداث ومواقف تتوزع بين الألم والفرح وأحيانا أخرى ذات طابع فكاهي، فلا يجد أمامها سوى ابتسامته المعهودة.
ومما يتذكره محمد الجم، أنه أثناء تقديم مسرحية “حكيم قنفود” بإحدى القاعات السينمائية لمكناس، كان العمل يتطلب تغيير الديكور، لكن الضوء الخافت جدا والظلام الدامس، جعلا أحد التقنيين يصطدم به ويصيبه بنزيف في أنفه نتيجة ضربة قوية أسقطته مباشرة فوق الخشبة.
وبينما كانت تضاء الخشبة من جديد، نقل محمد الجم إلى إحدى المصحات على وجه السرعة دون إخبار أحمد الطيب لعلج، الذي اكتشف غيابه في ما بعد، واستطاع أن يتدارك الموقف دون أن يشعر الجمهور بغياب الممثل المتقمص لدور “البراح” في العمل ذاته.
“مازالت آثار الضربة بادية على أنفي، رغم مرور سنوات طويلة على ذلك” يحكي محمد الجم، مؤكدا أنها كانت من المواقف المؤلمة التي لا تنسى.
وأثناء مشاركة الجم في تصوير سلسلة “الثمن” بالمحمدية، اختار خلال فترة لم يكن ملتزما بذلك، التوجه نحو مقهى قريب في انتظار استكمال عمله، ليفاجأ بشاب يطلب منه الدخول إليها تلبية لرغبة والده.
تقدم محمد الجم نحو الرجل المسن، الذي كان يرتدي جلبابا ويضع “طربوشا” أحمر فوق رأسه، والذي طلب من النادل إحضار كأس من العصير، بينما أصر على شرب فنجان القهوة، ثم قدم له في ما بعد علبة سجائر، فرفض قائلا “لا أدخن” ليجيبه “الفقر والنفخة”.
اضطر محمد الجم، حسب تصريحه، إلى امتصاص غضبه احتراما لسن الرجل، الذي قبل مغادرته وتأكيده أنه ملتزم بالتصوير، أعطاه المسن ورقة نقدية من فئة مائة درهم قائلا “هاك باش تشري شندويش”، لكنه رفضها وغادر المقهى مباشرة.
واعتاد الجم على التنقل في حافلة النقل العمومي قرب مقر سكنه بحي الفتح في اتجاهه إلى مقر عمله وسط الرباط، لعدم توفره ليس على سيارة، بل على رخصة السياقة.
ويحكي محمد الجم، أنه ركب الحافلة بعد عطلة نهاية الأسبوع، ولم يكن معه سوى ثمن الرحلة، ليباغته شابان كانا يحاولان سرقته داخلها فلم يعثرا على أي شيء.
بعد وصول الجم إلى محطة “باب الأحد” وأثناء نزوله من الحافلة، اعتذر له أحد الشابين، الذي أخبره أنه لم يكن يعرف أنه ممثل، ليجيبه “الله يعفو عليك”.
لم يكن يعرف محمد الجم أن الأمر سينتهي عند ذلك الحد، إذ تفاجأ أثناء عودته مساء على متن حافلة النقل الحضري ذاتها أن الشابين اللذين باءت محاولة سرقتهما له بالفشل، نشرا خبرا في صفوف الركاب عن حكاية محاولة سرقته، قائلين “إن محمد الجم لا يملك أي نقود، ولم نكن نعلم أن الفنانين يعانون أوضاعا مزرية”، حسب ما أكدت له الفتاة المكلفة باستخلاص سعر التذاكر.
إنجاز: أمينة كندي
