ذاكرة المعتقلات السرية “الكومبليكس”… معتقل فرضته الضرورة7

كان مركبا مهما لاتخاذ القرارات وتنفيذها خاصة المرتبطة بالمس بأمن الدولة كان لمركز الاعتقال "الكومبليكس"، حيز في الكتاب، حتى لو لم يكن كبيرا. وجاء فيه بعض تفاصيل هذا المعتقل الذي استقبل الكثير من المغاربة في لحظات متفرقة، مؤكدا أنه استعمل مركزا للاحتجاز منذ بداية السبعينات، وبلغ الاحتجاز به ذروته إثر أحداث مارس 1973، واختلفت مدة الإقامة به حسن حالات المحتجزين وطبيعة التهم الموجهة إليهم. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ يرى بعض من مروا به، أنه كان فعلا مركبا مهما لاتخاذ القرارات وتنفيذها، خاصة المرتبطة بما أدرج في خانة المس بأمن الدولة، إذ احتجز في المكان، حسب المعلومات المتوفرة في الكتاب، طلبة يساريون وأطر نقابية ومعارضون بارزون بتوجهاتهم الراديكالية المعارضة، وأشخاص من جنسيات أجنبية، خاصة المعارضين المقيمين بالخارج، أو ممن كانت لهم علاقات بتنظيمات أجنبية معادية لمصالح المغرب ومهددة لأمنه واستقراره.وحسب بعض الشهادات التي جاءت في الكتاب، فقد كان يتم تكثيف تعذيب بعض المحتجزين ليلا لانتزاع اعترافات منهم قبل تصفيتهم. وتحول من مروا بهذا المركز إلى رموز للمعارضة، نذكر منهم عبد العزيز المنبهي، ومحمد نوبير الأموي، وعبد الحميد أمين، وأحمد بنجلون. وقد قضت المجموعة المعروفة لمجموعة بنو هاشم، وهي أربعة طلبة، إضافة إلى تلميذ واحد، ستة عشر شهرا من الاحتجاز بالمركب قبل نقلها الي مركز أكدز، وكانت آخر حالة تم احتجازها به، حسب تقرير هيأة الإنصاف والمصالحة، برلماني هولندي من أصل مغربي. واعتبارا للمعلومات المقدمة في الكتاب، فإن المحتجزين كانوا ينامون على أسرة رديئة، مع نقص كبير في الغطاء، مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين، ممنوعين من الكلام والحركة، موزعين على ست زنازين أو ثمان يتوسطها دهليز. وكان المحتجزون معرضين للاستنطاق والتعذيب في اي وقت. وكانت كل زنزانة مهيأة، نظريا، لإيواء خمسة محتجزين، لكنها قد تكتظ في أحيان كثيرة تبعا للأحداث والمتغيرات التي تفضي إلى تزايد عدد "ضيوف الكومبليكس".تفيد شهادة أحد المعتقلين السابقين أن التغذية كانت متنوعة، تأتيهم من مستشفى ابن سينا، وقد تحتوي على الفواكه والمربى ومشتقات الحليب، لكن دون التمكن من رؤيتها لأن عيونهم كانت معصوبة باستمرار.وعن أسباب وضع المعتقل، أكد الكتاب أنه بعد توقيع معاهدة الحماية الفرنسية خلال 1912، عنت لليوطي فكرة نقل العاصمة من فاس إلى الرباط، فكان طبيعيا أن تفتح بها أول جامعة بالمغرب المستقل، وأن تحتضن الشباب المتعلم الوافد من مختلف جهات الوطن. وكشف الكتاب أنه ظهرت بالمدينة المنتديات الفكرية والثقافية، وبدأت تتشكل بها نخب جديدة تنهل من مشارب معرفية إيديولوجية مختلفة . وبعد أن حطمت الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمغرب المستقل أفق انتظار فئات واسعة من المغاربة، تبنى العديد من شباب جامعة الرباط، وغيرهم من المتضررين من الوضع القائم والناقمين عليه أطروحات وأفكار مناهضة لهذه الاختيارات، فبدأت عملية شد الحبل والمواجهة، فتم التفكير في إيجاد مراكز الاحتجاز هؤلاء المعارضين واستنطاقهم بالرباط، خاصة بعد تحويل دار المقري لفائدة مؤسسة الهلال الأحمر المغرب. وجاء هذا البديل في شكل مركب عرف بـ "الكومبليكس"، يتوفر على ملحقات في شكل مراكز احتجاز توجد في محور الرباط البيضاء، كانت تعرف بالنقط الثابتة. يقع مركز الاحتجاز، حسب ما جاء في الكتاب بشارع ماء العينين بأكدال، وسط الرباط، على مقربة من ثكنة رجال المطافئ ومستشفى ابن سينا، وهو عبارة عن عمارة بها نوافذ مغلقة تتوسط مجموعة من العمارات المخصصة لسكن الموظفين لسلك الشرطة، وبعض البنايات الأخرى. إعداد: إيمان رضيف

ذاكرة المعتقلات السرية “الكومبليكس”… معتقل فرضته الضرورة7

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بعثات رياضية في الجحيم الحلقة الحادية عشرة

السيكتور يرغب في تأسيس مدرسة للكوميديا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات