مرشحون رهائن”الكسالات”

نساء بسيطات يستثمرن "علاقات حميمية" لإقناع الناخبين بالتصويت لمشغلهن قبل أن تقرر وزارة الداخلية أن بداية الحملة الانتخابية ستكون اليوم (السبت)، كان أقطاب المرشحين للانتخابات الجماعية والجهوية في دائرة عين الشق بالبيضاء قد اقتسموا أخطر أسلحة معركة "العمودية"، نساء يتحكمن في أصوات هذه المقاطعة التي توصف بأنها دائرة الموت على حد تعبير هواة الكرة.يدرك المنتخبون أن نسبة كبيرة من مفاتيح النجاح في الانتخابية المقبلة بالمنطقة الجنوبية للبيضاء توجد عند نساء "شعبيات" يزاولن مهنا بسيطة، أثبتن مع توالي الاستحقاقات أن قهر شبح العزوف السياسي لا يحتاج إلى الندوات والبرامج، بقدر ما يتطلب الاختراق و التواصل اليومي مع الناس، ولا يمكن أن يفوق أحد في ذلك على خدوج "الكسالة" والسعدية "الكونسيارج".لكن خدوج والسعدية ليستا إلا نموذجين لعشرات النساء اللواتي يتحكمن في صبيب الوافدين على مكاتب التصويت يوم الاقتراع، وذلك من خلال استثمار العلاقات "الحميمية" لصاحبات المهن الملتصقة بالمعاش اليومي للسكان، مثل العاملات في الحمامات الشعبية، أو اللواتي ينظفن سلالم العمارات و يسهرن على حل مشاكل السكن المشترك.تركت خدوج مؤقتا "الخرقة" وتعب تنظيف الأجساد ، إذ أخذت منذ الأيام الأولى من رمضان عطلة من صاحب الحمام الذي وافق على طلبها لأنه يعرف أنه سيحتاج لأجندة هاتفها المحمول، الذي تجمع فيه هواتف "المسؤولين"، إذ قلما تتأخر في تقديم الخدمة لأصحاب المشاكل مع الجماعة أو القيادة أو حتى الأمن، وأشرفت طيلة أيام الشهر الفضيل على تقديم مساعدات غذائية تحت يافطة مائدة من موائد الرحمان، التي أصرت أن تنصب خيمتها غير بعيد عن مسكنها في أحد "الكريانات" القريبة من شارع القدس."الناس باغين لي يكون معاهم ديما" تقول خدوج مدافعة عن مرشحها المفضل، الذي تصر على أنه "رجل خلا ليه جدو باش عيش ألف عام" وذلك في إشارة إلى أنه لن يمد يده إلى أموال الجماعة وأن السكان سيعيدون انتخابه لأنهم جربوه " وقفوا ولقاوه". لم يقتصر عمل خدوج الصيفي على موائد الإفطار، فمباشرة بعد عيد الفطر تكلفت بعملية تخييم جماعي لأطفال الكريان والأحياء المجاورة، تبدأ يومها منذ الفجر بجمع المغادرين، في محيط حافلة تمكنت من توفير ثمن كرائها، بالإضافة إلى تدبير أمور الطريق المأكل ومصاريف التنقل ذهابا وإيابا نحو كل الشواطئ القريبة من البيضاء.من جهتها تؤكد السعدية أن العمل سيتضاعف مع بداية الحملة، "هاديك الساعة تبدا الخدمة ديال زنقة زنقة ودار دار"، موضحة أن ما تقدمه للمنتخبين ليس له ثمن فهي تبيع له جهد أربع سنوات من العمل المجاني مع الناس، وذلك في إشارة إلى عملها مكلفة أعمال "السانديك" في عدد من عمارات الأحياء الجديدة رغم أنها تسكن في دوار صيفيحي.ولا تخفي "السانديكا" كما يحلو لسكان الحي تسميتها، تقديرها واحترامها لبعض خصوم مرشحها، فقد كانت في الماضي القريب ضمن فرق عملهم وهي اليوم تريد أن تساعد وجها جديدا، تقول إنه "أثبت لنا حسن نيته لسنوات طويلة في الجمعية التي يرأسها قبل أن يطلب منه سكان الإقامات الجديدة الترشح والمنافسة على رئاسة المقاطعة لم لا العمودية" تقول السانديكا متأسفة على كل الرؤساء السابقين، الذين كانوا يسكنون خارج تراب الجماعة. ياسين قُطيب

مرشحون رهائن”الكسالات”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الشناقة"في خدمة من يدفع أكثر

شاعلة المرسي أبو العباس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات