خارج الحدود

فتيات يحترفن النصب انتقاما من الدجالين «لست متهمة ولا أخجل من شيء ولكن الظروف وضعتنا هنا لنعيد الحق لأصحابه، ننتقم من نصابين ونثأر للبنات في جميع أنحاء الأرض، البداية كانت فكرة بسيطة للانتقام من الدجالين، كانت تراودني منذ سنوات، عرضت الموضوع على شقيقتي شيماء، في البداية رفضت ولكنها أعجبتها الفكرة، فأقنعتها بالإضرار بهؤلاء، إنهم هم الضرر نفسه ومن حقنا النصب عليهم ولهف أموالهم». مصيدة الطماعين! هكذا بدأت «هبة» اعترافاتها أمام النيابة، بعد اتهامها مع شقيقتها وصديقتهما، باصطياد المعالجين الروحانيين من فيسبوك والنصب عليهم. بلاغات عدة رصدتها المتابعة بمباحث القاهرة وأن صاحباتها تتنازلن عنها بعد فترة قصيرة، لذلك أمر مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة ومدير المباحث الجنائية بالتحري حول الفتيات المتهمات بدائرة قسم شرطة الحدائق.وبتكثيف التحريات تبين أن (ه.ر) 26 سنة، ربة منزل، وشقيقتها شيماء 28 سنة، وزميلتهما مروة 20 سنة، اتفقن في ما بينهن على ابتكار وسيلة نصب جديدة سوف تدر عليهن دخلاً ماديًا دون أن يتمكن أحد من الإبلاغ عنهن لأن المجني عليهم، متهمون بممارسة الدجل والسحر، فلا يجرؤون على إبلاغ الشرطة.وبالفعل تمكنت الفتيات من إسقاط أكثر من ضحية عن طريق الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي، وبعدها يبلغن الشرطة أن هؤلاء دجالون ونصابون حاولوا النصب عليهن مقابل مبلغ مالي، يفاجأ الدجال والمعالج الروحاني بدلا من أنه كان ذاهبا لتحصيل الأموال ولهفها دون تعب، وبوسيلة مقنعة للحصول على المال يسقط في فخ الفتيات اللاتي يستحققن لقب «الجبارات». رصدت المتابعة بمباحث القاهرة الفتيات، كانت إحداهن أثناء جلسة العلاج الروحاني تبلغن الشرطة وعلى الفور يتم إعداد كمائن لتبدأ عملية الابتزاز. المريضة والوسيط! هبة وشقيقتها شيماء وزميلتهما مروة، خلال البحث معهن، صرحن بأن الأمر لا يعدو أن يكون سوى انتقام، إذ قالت هبة: « انتقمنا لعشرات وآلاف الفتيات و النساء سقطن ضحايا طمع الرجال وغدرهم، هؤلاء إن لم يكونوا طماعين وإذا لم يسعوا وراء الضرر وإيهام ضحاياهم بالسحر مقابل المال ما فعلنا ذلك وما كنا جرؤنا على ابتزازهم أو النصب عليهم، كان سيأخذ مني ثمن الجلسة والعلاج الروحاني الوهمي، ونحن إن لم نسبق، كانوا سيقومون هم بخداعنا، هذه هي الدنيا غابة، القوي يأكل فيها الضعيف لا مجال للضعف أو الطيبة الكل ذئاب»،واستطردت قائلة: «الفكرة جاءت لي عندما كنت على «النت» والتنقل بين صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، فجأة وقعت عيناي على صفحة مدون عليها عادل للعلاج الروحاني، شاهدت عشرات ومئات من النساء والرجال ضحايا لهذا الرجل، الجميع يعرض مشكلته ويقدم آلامه ويشرح مأساته، الكل يريد التقرب، معظمهم يعانون أشد المعاناة سواء رجال أو نساء لا فرق ولكن كانت غالبية أصدقائه على الصفحة من النساء»، وتضيف هبة: «وبالفعل دخلنا على صفحة لشخص يدعى عبد الرحمن ويدعي أيضا أنه معالج روحاني، تحدثنا معه في البداية وبأسلوب رصين وهادئ تحدث معنا وأعطانا عنوان منزله لكننا رفضنا وأبلغناه أننا سوف نعطيه مقابلا كبيرا نظير انتقاله إلى مكان إقامتنا، لأن والدنا يرفض ذلك وبالفعل فوجئت بموافقته وجاء في المكان المحدد وعرضنا عليه مشكلتنا حيث أنني أعاني مشاكل في العلاقة الشرعية مع زوجي، وبدأ يعطينا وصفات العلاج ويقرأ علينا كلمات غير مفهومة، ساعتها كانت أختي قد بلغت الشرطة وتم القبض عليه،مر يوم ذهبت مروة زميلتنا له لزيارته وبالفعل نجحت في مقابلته بالقسم وعرضت عليه التنازل عن البلاغ مقابل دفعه مبلغا ماليا كبيرا، وافق المعالج الروحاني الذي لا يعرف شيئا عن العلاج الروحاني فقط هو نصاب مثلنا، وبالفعل أرسل المبلغ المالي المتفق عليه، وتنازلت عن المحضر».أما مروة المتهمة الثالثة فقالت: «كنت أقوم بدور الوسيط ، وأنا نادمة على أنني ضاعفت مقابل المال، فأنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاما وأعاني مشاكل كثيرة أسرية وأخرى خاصة بي ووجدت أن المال هو الحل».أما شيماء شقيقة هبة زعيمة العصابة، فقالت «كثيرا ما كنت ألعب دور المريضة وأقوم بتمثيلية على هؤلاء الدجالين وكان ضمنهم عامل مسجد لا يجيد القراءة ولا الكتابة وكان يدعي أن له قدرات خرافية ويمتلك كرامات في تسخير الجان وبعد أن اختبرته وجدته لا يفقه شيئا في أي شيء وماهو إلا نصاب وكان علينا أن ننصب عليه حتى يكون عبرة، كما أنه متهم وليس ملاك». وتضيف شيماء؛ «كنت أضحك كثيرا على طريقة كلامهم باللغة العربية الفصحى وهم لا يجيدونها مطلقا بالإضافة إلى طريقة حوارهم معنا على «فيسبوك» في قمة الغرابة توحي بجهل شديد. لذلك كانوا يستحقون الوقوع ضحايا للنصب».مواقع

خارج الحدود

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشرطة تتعقب المشرملين الجدد

التحقيق مع بناء قتل زوجته وشقيقتيها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات