محمد المزكلدي… مسار فنان18

تلقى وساما من عبد الوهاب ينتمي الفنان محمد المزكلدي، إلى الرعيل الأول من المطربين المغاربة الذين أسسوا لبدايات الأغنية المغربية العصرية، ومن أوائل الفنانين الذين عرفوا بالأغنية المغربية بالشرق العربي خلال مرحلة الخمسينات، عندما قضى بأرض الكنانة أزيد من 6 سنوات، مكنته من الاحتكاك عن قرب بفطاحلة الطرب العربي . عبر هذه الحلقات تستعيد "الصباح" مع صاحب أغنية "العروسة" جوانب من مسار حياته الشخصية والفنية، وذكرياته مع شخصيات عاصرها. واكب محمد المزكلدي الحراك الفني والثقافي الذي كانت تعيشه مصر، خاصة خلال النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي، وهي الفترة التي اتسمت بالحماس القومي الذي بثه الزعيم المصري جمال عبد الناصر في نفوس المصريين ومنطقة الشرق الأوسط ككل.كما كانت الحركة الفنية في أوج ازدهارها وهو ما أفرز أصواتا غنائية جديدة وتجارب لحنية مختلفة، واتجاهات متعددة في مجال السينما والمسرح والتأليف الغنائي، كما تعددت الأنشطة الفنية والسهرات الفنية ذات البعد القومي والسياسي، وهو ما يفسر كم الأغاني الوطنية التي أفرزتها تلك المرحلة والموثقة بأصوات عمالقة الطرب العربي منهم أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايدة كامل وغيرهم.لم يكن المزكلدي بعيدا عن كل هذه الأجواء، بل وجد نفسه منخرطا فيها بكل جوارحه الفنية، خاصة بعد أن سجل أغانيه الأولى التي جعلت اسمه معتمدا في إذاعة "صوت العرب"، قبل أن تتم دعوته إلى مختلف الأنشطة الفنية والسهرات التي كانت تقام على مسارح القاهرة وقاعاتها السينمائية، وكان يتم تقديمه على أساس أنه سفير الأغنية المغربية والمغاربية بالشرق.في تلك الفترة توطدت علاقة المزكلدي بالشاعر الغنائي المغربي حسن المفتي، الذي التحق بمصر سنة 1957، والتحق بقسم التمثيل التابع لمعهد الفنون المسرحية وقضى به سنتين، قبل أن يقرر تركه، بعد أن اقتنع بأنه لا يصلح للتمثيل، ويوجه تركيزه نحو التكوين في مجال الإخراج السينمائي، وهو ما سيتأتى له بعد مرافقة المخرج المصري يوسف شاهين.وبدأت محاولات المفتي الشعرية والزجلية تظهر في تلك الفترة، وكان المزكلدي من بين المؤمنين بموهبته كما شكل بالنسبة إليه مصدرا جديدا لكلمات مغربية يلحنها، وصداقة إنسانية عميقة ستجمعهما على أرض مصر، ستثمر عددا من الأغاني التي سجلها المزكلدي للإذاعة المصرية.كما جدد المزكلدي صلته بالموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي نصحه في بدايته الفنية بالاتجاه إلى تقديم الأغاني المغربي الخالصة والابتعاد عن تقليد اللون الشرقي، وحدثت لقاءات بينهما، منها لقاء تناول فيه المزكلدي وجبة العشاء بمنزل الموسيقار المصري بعد أن رافق صحافيا إلى هناك، ويحكي المزكلدي عن هذا اللقاء قائلا إن عبد الوهاب قال له إنه يسمع بعض أغانيه التي تبثها الإذاعة المصرية، وأكد له أن أعجبه عندما عاد إلى أصله، ونصحه بأن لا يقلد أحدا ويحافظ على شخصيته الفنية وهوية بلده.كانت هذه الشهادة من اسم في حجم محمد عبد الوهاب بمثابة وسام ظل المزكلدي معتزا به، وهو ما حفزه معنويا على مواصلة العطاء، بتسجيل مزيد من الأغاني بلغ عددها أزيد من عشرين قطعة غنائية في ظرف ست سنوات قضاها بمصر.وفي سنة 1959 سافر المزكلدي في رحلته قصيرة قادته إلى لبنان وسوريا حيث سجل مجموعة من الأغاني هناك، كما سجل خمس قطع غنائية أخرى لفائدة إذاعة ال"بي بي سي" اللندنية.عزيز المجدوب

محمد المزكلدي… مسار فنان18

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جماعة بوفكران على صفيح ساخن

فضائح عقارية تهز بيت "بيجيدي" بالقنيطرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات