المغاربة متسامحون… من قال ذلك؟

لم يتقبلوا بعد فكرة الحق في تغيير المعتقد استطاع المغرب أن يبقى مكانا للسلم وأرضا للتقاليد العريقة في التسامح الديني، وبغض النظر عما تقوم به السلطات من أجل النهوض بقيم الإنسانية والحوار والانفتاح، فإن المغاربة شكلوا نموذجا للتعايش بين أتباع مختلف الديانات، وحتى مع من لا دين لهم، على اعتبار أن الدين عندهم الإسلام، وأن ماسوى ذلك فهو كفر واحد، لكن ذلك لم يستوجب منهم جهادا ولاشهادة، إلا عندما أرادوا التحرر من وطأة الاستعمار. هذا الإرث التاريخي، الذي مكن المغرب من الاضطلاع بدور رائد على الساحة الدولية، خاصة في ما يتصل بإطلاق مسلسل السلام بالشرق الأوسط، أصبح مهددا بعد أن تزايدت نسبة التشدد في دين المغاربة في السنين القليلة الماضية، بل منذ بداية دخول رياح الإسلام الإخواني المصري، وبعده الأفغاني، إذ وقع انقلاب في الأخلاق والقيم، لم يقف عند حدود احترام الاختلاف في الدين بل ضم عددا من المؤشرات الأخرى كالحرية الجنسية والإجهاض و الأمهات العازبات والعنف ضد النساء، فقد أكدت الدراسات ارتفاع نسبة التشدد عند المغاربة بهذا الخصوص، كما هو الحال بالنسبة إلى الدراسة، التي أنجزها المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة، وخلص من خلالها إلى أن صعود مؤشرات التدين في المغرب لم ينعكس علَى مستوى القيم، بمعنى أن التغيير لم يمتد إلى داخل العقول التي اقتصرت على استنساخ الممارسات القادمة من الخارج من قبيل الرجم والجلد في الشارع العام.ولعل ذلك ما دفع وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، إلى القول بأن من يريد تغيير دينه من الإسلام إلى المسيحية لن تطوله أي عقوبة على الإطلاق، وذلك اعتبارا لمبدأ «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، مضيفا أن مسودة القانون الجنائي التي أعدتها وزارة العدل ليس فيها «نص يجرم تغيير الديانة، حتى وإن تعلق الأمر بتغيير الديانة من الإسلام إلى دين آخر».وربط الرميد ما وصفه باستغلال الهشاشة الاقتصادية والعمرية، ببرامج التعليم أو الصحة، أو الملاجئ، التي تقوم بها بعض المؤسسات الدولية، موردا مثلا لهذه الحالات من خلال «مؤسسة تعليمية دولية، استغلت تسامح المغرب، من أجل أن تغير دين ناشئته» يقول الرميد. وفي هذا الإطار، وجه وزير العدل والحريات خطابه للأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله بالقول «لا تسمح لأحد أن يستغل تسامحك وحداثتك وتقدميتك من أجل تغيير دين ابنك»، وذلك في إشارة إلى رفضه لعمليات التبشير وصرامته في مواجهتها.ياسين قُطيب

المغاربة متسامحون… من قال ذلك؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لن ننجر إلى نقاش لا يفيد المجتمع

"مسار" يستضيف بوشناق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات