أنصار الحريات الفردية يخرجون إلى الشارع

حكومة بنكيران ترى في مطالب المتظاهرين إلهاء لها عن القضايا الأساسية لم يمنع الإعلان، أول أمس (الاثنين)، عن توجه القضاء نحو تبرئة فتاتي إنزكان، مئات المغاربة، يتقدمهم سياسيون وحقوقيون، من الخروج إلى الشوارع ليلة اليوم ذاته، في وقفات احتجاجية بالرباط والبيضاء، من أجل المطالبة باحترام الحريات الفردية، وهو الشعار، الذي ردت الحكومة، تزامنا مع رفعه بالشوارع، بأنه زوبعة هامشية لن تنساق إليها.وتميزت وقفتا ساحة الأمم المتحدة بالبيضاء، ووقفة باحة مبنى البرلمان في الرباط، بازدياد حجم المشاركين فيهما، مقارنة مع وقفتين مماثلتين، نظمتا قبل أسبوع، في التوقيت والمكانين ذاتهما، تضامنا مع فتاتي إنزكان، فقدر مجموع المشاركين، بحوالي ألفي شخص.وعاينت "الصباح"، في وقفة ساحة الأمم المتحدة، بالبيضاء، دعم حزب الاستقلال المحافظ، لمطلب باقي أطياف المجتمع المدني والأحزاب التقدميةّ، بإقرار الحريات الفردية غير مجزأة بالمغرب، إذ مثلت قيادة الحزب خلال الوقفة، عن طريق ياسمينة بادو، وزيرة الصحة سابقا ورئيسة مقاطعة آنفا بالبيضاء.وإلى جانب القيادات النسائية لعدد من الأحزاب، نظير حنان رحاب، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، ونجوى كوسكوس، رئيسة المنظمة الشبيبية لحزب الأصالة والمعاصرة، وحورية التازي صادق، المحامية عضو اللجنة التأسيسية لحزب البديل الديمقراطي، حضرت أسر إلى الوقفة، بكامل أفرادها، فشوهد أطفال يرددون شعارات ويحملون لافتات مطالبة بصيانة "التسامح والاحترام المتبادل بين المكونات المختلفة للمجتمع المغربي".وأظهر عدد المشاركين في وقفة الحريات الفردية، اتساع قاعدة الفئات المساندة بالمغرب لأكثر الحريات الفردية إثارة للجدل، بالمقارنة مع وقفات حركة "مالي" للدفاع عن الحريات الفردية في السنوات الماضية، فرفع أول أمس (الاثنين)، شعار "الحب ليس جريمة"، الداعي إلى إلغاء تجريم المثلية الجنسية، وترديد شعارات "المغرب بلد للتسامح" و"حرية وكرامة وعدالة اجتماعية"، و"يحيا الشعب"، و"بلد للأنوار وليس بلدا للظلمات". وأثناء وقوف مئات المغاربة أمام مبنى البرلمان في الرباط وفي ساحة الأمم المتحدة وسط البيضاء، استغل نبيل بنعبد الله، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، ووزير السكنى وسياسة المدينة، ومصطفى الرميد، وزير العدل والحريات والقيادي في حزب العدالة والتنمية، حضورهما ندوة بالرباط، حول مشروع القانون الجنائي، للرد على المتظاهرين من أجل الحريات الفردية.ولم يتردد بنعبد الله، في النظر إلى الدينامية التي يعرفها المغرب هذه الأيام، من أجل الحريات الفردية، بغير البريئة، ملمحا إلى وقوف جهات وراء تصاعد الجدل، في المدة الأخيرة، حول قضية الحريات.وقلل بنعبد الله، من أهمية الموضوع، بالقول إنه يترفع عن الخوض في "بيكيني بعض السائحات، ولا الصايات ولا ما حدث في فاس"، بسبب وجود، من "يسعى إلى تحريف النقاش في اتجاهات غير الدفاع عن الحريات"، مشتكيا من وجود "توجيه للنقاش"، و"سعي إلى إلهاء الحكومة بقضايا هامشية".وفهم من حديث زعيم الجناح اليساري في الحكومة، أن الأخيرة، تشك في سعي المعارضة إلى الركوب على احتجاجات الشارع، بتقديم الحكومة، في صورة التي تدعم فئات من المغاربة ضد أخرى، إذ قال إن "هناك من يوقع عرائض، وسبحان الله، يتم التوجه إلى الحكومة مباشرة، ويطلب منها أن تكون حكومة الجميع، وكأننا لسنا حكومة جميع المغاربة".وبدوره، احتمى حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة، بخطاب وجود مؤامرة، فقال في كلمة على موقعه الإلكتروني بعنوان "الفتنة النائمة"، إنه بقدر يدين الحوادث الأخيرة، ومنها ما وقع بفاس من اعتداء على شخص مشتبه في مثليته الجنسية، يدين بشكل "أكثر، الاستغلال البشع"، لتلك الوقائع، من قبل "بعض مرضى القلوب ومدمني إيقاظ الفتن ممن يستثمرون في جراح الوطن".واعتبر الحزب، مطالب حماية الحريات الفردية والأساسية التي أقرها دستور 2011، وصيانة حرمة القانون وسلطة المؤسسات، "دقا لطبول فتنة نائمة"، و"سعيا حثيثا إلى خلق تقاطبات اجتماعية تهدد توازن المجتمع وتروم بت القطيعة بين مكوناته وإنماء للتقابل بين ميولاته وأذواقه واتجاهاته".امحمد خيي

أنصار الحريات الفردية يخرجون إلى الشارع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المناصب الشاغرة تغير الخارطة القضائية

صمت بنكيران والخلفي على سباب مذيع الجزيرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات