بنسودة… أستاذة “الشباكية” ببني ملال

تبيع يوميا 100 كيلوغرام من الحلوى التي تعرف إقبالا كبيرا الحاجة الزوهرة مردوم، أشهر من نار على علم في بني ملال بحكم إتقانها صناعة الحلويات بمختلف أنواعها، ما يجعل محليها التجاريين الخاصين بالأكلات السريعة والحلويات الرمضانية المواجهين لشارع محمد الخامس، قبلة للراغبين في إطفاء حرقة الجوع والاستلذاذ بنكهة الحلويات التي تحوي مذاقا سحريا لا يقاوم.تحدثت الحاجة عن شهرتها التي منحتها اسم «بنسودة»، معتبرة أن سر نجاحها يكمن في مراكمتها معرفة دقيقة بفن الحلويات والطبخ الذي تعلمته من والدتها في فترة الخمسينات، عندما كانت تعمل مع مجموعة من الفرنسيين واليهود الذين رفض بعضهم الرحيل إلى إسرائيل، وفضلوا المكوث في بني ملال بالقرب من جيرانهم المغاربة الذين تربطهم بهم مودة وتقدير كبيران، وتوسعت معرفتها بأمور الحياة وتفاصيلها، بمزاولتها في سلك التعليم بنيابة بني ملال، بعدها انتقلت إلى الدار البيضاء، رئيسة مصلحة مكتب الضبط بمكتب التسويق والتصدير، حيث قضت أكثر من 15 سنة، لكنها غادرت عملها بعد إصابتها بمرض الربو، وعادت إلى بني ملال لممارسة هوايتها المفضلة، المتمثلة في الطبخ وبيع الحلويات التي يزداد عشقها لدى زبنائها بحلول رمضان.لا تخفي بنسودة أحد أسرارها الذي يدفع عددا من المواطنين للتعلق بها، فبالإضافة إلى انخراطها في العديد من جمعيات المجتمع المدني، يقبل بعض المرضى المصابين بحروق من الدرجة الثالثة على منزلها للاستعانة بـ»بركتها» ويتحقق لهم ما يصبون إليه من الشفاء بعد جلسات من التطبيب تكشف فيه الحاجة عن «خوارق» تتبدى بعد أن يستعيد المريض عافيته.وعن استعداداتها لرمضان، قالت بنسودة إن عملها لا ينطلق بحلول هذا الشهر ، بل «إني أقوم باستعدادات مكثفة لتلبية رغبات زبنائي بعد صيانة معدات العمل بمحلي التجاري، وشراء كميات من المواد التي أستعملها في صناعة الحلويات مثل السمسم، الجوز، اللوز، النكهات.. لأستعملها عند الحاجة وتوفير أشكال الحلويات التي يرغب الزبناء في شرائها في رمضان، علما أن محلي التجاري يشهد رواجا منقطع النظير بحكم الشهرة التي اكتسبتها على مدى فترة طويلة من الزمن». وكشفت المتحدثة ذاتها أن العديد من الزبناء يحرصون على شراء كميات مهمة من حلوى «الشباكية» و»المسمن»، و»السفوف»، و»البسطيلة» و»البريوات» وغيرها من الحلويات، قبل حلول رمضان، لإرسالها إلى عائلاتهم المقيمة بالخارج، لوجود مهاجرين يتحدرون من بني ملال.وتضيف المرأة أن زبناءها يقبلون على شراء حلوى «الشباكية»، التي تعرف إقبالا منقطع النظير، إلى حد أن الكميات المخزنة في المتجر تنفد ما يستدعي نشاطا إضافيا لتوفير كميات أخرى للزبناء الذين يستهلكونها في رمضان، إذ تصل الكميات المبيعة أكثر من 100 كيلوغرام يوميا. كما تعرف بعض أنواع الحلويات إقبالا كبيرا على الحلويات المملحة، والبسطيلة والحلويات المحشوة بالسمك واللحم المفروم، لمذاقها المتميز.سعيد فالق (بني ملال) ضعف الإقبال على "السندويشات" في سياق حديثها مع «الصباح»، قالت بنسودة إنها اضطررت إلى إغلاق محل تملكه لبيع المأكولات الخفيفة وسط بني ملال، خلال رمضان، لضعف الإقبال على هذا النوع من الأطعمة. وأوضحت بنسودة أن أغلب زبنائها يفضلون تناول وجباتهم في منازلهم «رغم أني كنت قدمت لهم اختيارات مهمة وبأثمنة مناسبة».وتوقعت المتحدثة ذاتها الأمر يعود إلى سيادة عقليات محافظة تعتبر الأمر مخالفا للعادات والتقاليد، لأنه لا يجب، حسب اعتقادهم، «تناول وجبة العشاء خارج المنزل في شهر الصيام الذي يتميز بطقوس خاصة».

بنسودة… أستاذة “الشباكية” ببني ملال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أمـلال...إمـام مـن الجيـل الجديـد

الحديـدي... نجـم كاليفورنيـا

مقالات ذات صلة