آباء وأمهات مرشحين يبحثون عن أفضل الطرق لمساعدة أبنائهم على الاستعداد جيدا منهن اللواتي يؤمن بالقدرات الخارقة للتمر والحليب، ومنهن من تضع الثقة الكاملة في الجوز، ومنهن من لا تعتقد بدور المطبخ والوجبات في تقوية الذاكرة، ولجأت إلى قدرات «الشوافات»، وسحر «الرشوة».هذا حال أمهات تلاميذ مقبلين على امتحانات الباكلوريا بكثير من الخوف، وقليل من التخطيط الجيد للاستعداد بالطريقة الأمثل. فالأمهات يعتقدن أن أي إخلال بظروف الاستعداد الجيد، قد ينعكس على النتائج، لذلك تجدهن يواكبن استعدادات أبنائهن عبر الحفظ وتقوية الحضور في الساعات الإضافية، بالاستعداد من جهتهن بتهييء الأجواء المناسبة داخل البيت، حتى ولو كان ذلك على حساب باقي الأبناء.«أنا شخصيا منعت أبنائي من دخول الغرفة المخصصة للحفظ، كما لا أستقبل الضيوف، منعت الزيارات العائلية كي لا يضيع وقت ابني المقبل على الامتحان». تقول سعيدة التي تدلل ابنها كي لا يشعر بأي توتر وهو يستعد للامتحانات، وتضيف أنها تحاول امتصاص كل الخوف والتوتر الذي قد يشعر به ابنها، وتهييء له ظروفا جيدة للاستعداد، «لا أضغط عليه، بل أخبره دائما أن «اللي بغاها الله هي اللي غادية تكون»، ودائما ما تنجح هذه العبارة في تهدئته، قبل أن أضيف أن عليه الاستعداد بتركيز».تختلف طريقة مريم في مساعدة ابنها هي الأخرى في الاستعداد، فهي تحول بيتها إلى مدرسة، تستقبل أساتذة في أهم المواد في البيت، وتغلق باب غرفة النوم على باقي الأبناء، كما أنها تمنع التلفزيون، «هذا ما فعلته في امتحانات الجهوية، ونجح الأمر، والآن أكرر التجربة استعدادا ل»الباك»، فعلى الجميع تفهم الوضع، إذ أحيانا يحتج علي أبنائي الآخرون، بسبب التلفزيون، خاصة أن الشقة صغيرة، وليساعد الأساتذة أبنائي يجب أن يعم الهدوء البيت».ينبع هذا الاهتمام من حالة توتر تعم الأسرة بجميع أفرادها، فتعيش في قلق، وضغط كبيرين قد يضطرانها إلى بيع أغراض لمساعدة المرشح على تلقي ساعات إضافية، «لم أشعر بضغط مثل هذا الذي أعيشه اليوم»، يقول أحمد والد مرشحة ل»الباك»، حتى أنه ندم لأنه لم يسجلها منذ بداية السنة في دروس التقوية والدعم، «لم يكن بإمكاني أداء ما يقارب 750 درهما شهريا، وكنت أطلب من ابنتي أن تحضر دروسها وأن تراجع في البيت». بعد بداية العد العكسي لدخول الامتحانات، وجد الأب نفسه يبيع دراجته النارية لتوفير الدعم لابنته، «في ماي سمعت زملائي في العمل يتحدثون عن استعدادات أبنائهم، وعن دور الساعات الإضافية، لذلك شعرت بتأنيب الضمير، وأسرعت بعرض دراجتي للبيع، لاقتناء كتب دعم، وتسجيل ابنتي في مدرسة خاصة تقدم دروسا ليلية استعدادا للامتحانات». في كل تلك الخطوات عادات وتقاليد بدأت تجد لنفسها مكانا في بيوت المغاربة، وتشق طريقها رأسا إلى لائحة متطلباتهم اليومية، فأصبحت نفقات الاستعداد ل»الباك» مثلها مثل نفقات التطبيب والتغذية والسكن، «أخصص شهريا 1500 درهم للساعات الإضافية، منذ السنة الماضية، ولو أني سجلت ابني في التعليم الخاص لكان أرحم، لكن بعد فوات الأوان سجلتهما معا في مدرسة للدعم ليلا، وأتى ذلك بنتيجة في الدورة الأولى، وأعتقد أنه سيأتي أكله في الامتحانات الوطنية» يسجل عبد الإله والد تلميذين يدرسان في الأولى والثانية باكلوريا.ضحى زين الدين