قيادة الأصالة والمعاصرة تراهن عليهما لتقوية هياكله الداخلية وتنشيط الدورة الانتخابية لم يفاجأ هشام لمهاجري بقرار عودته إلى المكتب السياسي، الذي أعلنت عنه فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الجماعية لـ "البام"، بل فوجئ بحجم وقوة التضامن معه، عندما وقفت القاعة التي احتضنت أشغال المجلس الوطني بسلا بأكملها لتصفق طويلا على "عودته الميمونة". وإذا كان لمهاجري يدرك قبل غيره، أنه عائد إلى ممارسة مهامه التنظيمية والحزبية والبرلمانية، فإنه لم يكن يعلم بعودته إلى المكتب السياسي، إلا خلال اجتماع فعاليات المجلس الوطني، عندما أعلنت المنصوري تعزيز صفوف المكتب السياسي بعنصرين من خيرة ما أنجب الحزب، وهما عادل بيطار، المرشح لقيادة جمعية الموثقين وطنيا، وهشام المهاجري، المدين كثيرا لرئيسة القيادة الثلاثية التي وصفها بنظافة اليد وصاحب القلب الكبير، التي لا تكن حقدا لأحد، والقيادة الكفؤة القادرة على الإقناع. وأكدت المنصوري، وهي تزف نبأ تعزيز المكتب السياسي بعنصرين، وهو القرار الذي ظل طي الكتمان، ولم تكن تعلم به إلا الدائرة الضيقة، أنه (القرار) يأتي في إطار صلاحيات القيادة الجماعية، ووفقا لقوانين الحزب، معتبرة أن المرحلة السياسية الراهنة تتطلب تعزيز المكتب السياسي بكفاءات قادرة على مواكبة النقاشات الكبرى، المتعلقة بالسياسات العمومية والدفاع عن القضايا الوطنية الأساسية، مضيفة أن انضمام المهاجري وبيطار إلى المكتب السياسي يعكس رغبة الحزب في تقوية هياكله الداخلية، والارتقاء بالأداء السياسي والتنظيمي، تماشيا مع تحديات المرحلة وطموحات المواطنات والمواطنين. ويعد عادل بيطار، واحدا من برلمانيي "البام" الذين اعتادوا تنشيط نقاشات لجنة المالية بمجلس النواب، خلال مناقشة مشروع قانون المالية، حيث ذات ليلة عندما اشتد النقاش، سأل فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالمالية أحد الصحافيين عنه، خصوصا أنه كان يناقش بمرجعيات مالية واقتصادية مضبوطة. وعرف عن بيطار، الذي ظل يشتكي في الخفاء من ظلم ذوي القربى في البيضاء، ما جعله يضع مسافة بينه وبين الحزب في الكثير من المناسبات، وتخصصه في مقارعة كبار نواب "بيجيدي داخل لجنة المالية". وصفق الكثير من قادة "البام" ووزرائه لاختيار بيطار لعضوية المكتب السياسي، لأنه سيكون قيمة مضافة على مستوى مناقشة الملفات الكبرى، التي تحتاج إلى كفاءات سياسية واقتصادية، خصوصا أنه يجيد التحدث بأكثر من لغة. وبدأ عادل بيطار مسيرته المهنية مختصا في التوثيق، إذ سرعان ما اكتسب مكانة محترمة في الأوساط القانونية بفضل كفاءته والتزامه، ما أهله لشغل مناصب داخل هيآت الموثقين أبرزها عضويته بمكتب المجلس الجهوي للموثقين بالبيضاء، كما لمع نجم بيطار سياسيا داخل البام بداية من نشاطه التنظيمي المحلي، وصولا إلى تمثيل دائرته (عن السبع الحي المحمدي) في مجلس النواب منذ 2016 كما تولى خلال مسيرته مسؤوليات تشريعية بارزة، من بينها رئاسة لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان ثم انتقاله إلى لجنة المالية والتنمية الاقتصادية، حيث تميز بمداخلاته الدقيقة. وعكس القراءات المتعسفة، فإن عودة لمهاجري إلى المكتب السياسي، لا تحمل أي رسائل سلبية تجاه الحلفاء، خصوصا التجمع الوطني للأحرار، بل عودته تأتي من أجل إعطاء نفس انتخابي وتنظيمي للحزب، والحضور والمشاركة في القضايا الكبرى، سواء تحت قبة البرلمان، الذي يعود إليه صباح، اليوم (الاثنين)، ليحضر اجتماع الفريق النيابي لحزبه، والمشاركة في جلسة الأسئلة الشفوية، أو خارجه. عبد الله الكوزي