إشاعة اختطاف أطفال "زوهريين" أثارت الهلع بين السكان للإشاعة مبدعوها ومروجوها، فهي خطاب شفاهي، ينطلق من الفم إلى الآذان، توزع بالمجان ويصدقها الإنسان في كل زمان ومكان. وقد عرفت الجديدة خلال السنوات الأخيرة، عدة إشاعات روجها أناس كانوا يرغبون في البداية في التسلية وتزجية الوقت، لكنهم فوجئوا لما صدقها السكان، إلى درجة أنهم بهتوا لانتشارها بهذه السرعة وفرض نفسها بشكل لم يكونوا ينتظرونه.ومن أهم هذه الإشاعات، ما نسجه سكان المدينة ذاتها، حول شخصية "العزوة"، الذي أثار حوله الكثير من الجدل، وخلق الرعب في صفوف الفتيات والنساء. واستنفرت إشاعة وجود متهم بالغابة الموجودة قرب الكولف الملكي، السلطات المحلية والأمنية والدركية، ودفعتها إلى تجنيد كل قواتها للبحث عمن استأثر بالرأي المحلي والوطني.ووجد العديد من هواة إطلاق الإشاعات مادة خامة في هذا المتهم المدعو "العزوة"، وأطلقوا العنان لخيالهم ونسجوا العديد من الحكايات المثيرة، الكفيلة بتحويلها إلى سيناريو سينمائي. ودفعت هذه الروايات النساء والفتيات إلى اتخاذ الحيطة والحذر وتفادي الخروج وحدهن، بل إن الكثير منهن، أحجم عن ارتياد الأماكن المعزولة والشوارع البعيدة والفارغة من المارة والعابرين، وتراجعت النساء عن ارتياد الحدائق والشواطئ والبقاء خارج المنزل في وقت متأخر من الليل. وقال بعضهم، إن "العزوة" هارب من العدالة، يترصد خطوات الفتيات والنساء من أجل اختطافهن واغتصابهن قبل الانتقام منهن. واستمعت "الصباح"، لحكاية تبدو طريفة وغريبة في الوقت ذاته، تشير إلى أن "العزوة"، تتبع خطوات امرأة بكدية بن إدريس، إلى أن ولجت مسكنها، ثم طرق الباب ولما فتحته، دفعها بقوة إلى داخله، وجرها إلى إحدى الغرف وقام باغتصابها بطريقة شاذة. وأضاف الراوي أن المتهم هدد الضحية بقتلها، إن باحت لأحد من معارفها بما صدر عنه، قبل أن يقوم بالاستيلاء على ما غلا ثمنه وخف وزنه والعودة إلى مكان اختبائه.وتواترت الحكايات وقال أحدهم بلغة الواثق من نفسه، إن "العزوة" اختطف فتاة واحتجزها بالغابة عدة أيام، واستغلها جنسيا قبل أن يجهز عليها ويمثل بجسدها، مضيفا أن السلطات الأمنية وجدت جثها مرمية قرب الطريق الوطنية الرابطة بين أزمور والجديدة.وتبين بعد الترصد له من طرف مختلف السلطات الأمنية وإلقاء القبض عليه، أن الأمر يتعلق بشخص مبحوث عنه من طرف الدرك الملكي لتورطه في قضايا تتعلق بترويج المخدرات، وتبين أن كل ما قيل في حقه لا أساس له من الصحة.وفي موضوع ذي صلة، انتشرت إشاعة أخرى، تشير إلى تردد بعض الغرباء على المؤسسات التعليمية بالجديدة من أجل اختطاف الأطفال "الزوهريين"، لاستغلالهم في عملية استخراج الكنوز. والزوهري في عرف الفقهاء هو من يوجد خط متصل في راحة إحدى يديه. وخلقت هذه الإشاعة رعبا وهلعا في صفوف الآباء والأمهات على الخصوص. وبدأت السيناريوهات تتناسل، فمن قائلة، إن طفلا اختطف قرب الثانوية التأهيلية بئر إنزران ووجد ميتا قرب بسيدي بوزيد ومن قائلة، إن مصالح الأمن الوطني، أفشلت محاولة اختطاف طفل بعد أن توصلت إلى معلومة تفيد تردد أحد الأشخاص على باب مؤسسة تعليمية ابتدائية بالجديدة.وتزامنت هذه الإشاعة مع أخرى، تشير إلى اختطاف أطفال من أجل سرقة بعض أعضائهم الحيوية كالكلي مثلا. ودفع ذلك بعض الأمهات والآباء إلى منع أبنائهم من الذهاب إلى المدارس، ووجدت المصالح الأمنية صعوبة في إقناعهم بعدم صحة ما يروج من أكاذيب وأضاليل، وفرض ذلك عليها، تخصيص دوريات أمنية قارة أمام المؤسسات التعليمية، إلى حين عودة الأمن والطمأنينة إلى أولياء التلاميذ. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)