دخلوا مغامرة الاستثمار في قطاع كان حكرا على أصحاب رؤوس الأموال لم يعد الاستثمار في قطاع العقار حكرا على كبار المستثمرين، كما هو الأمر في العقود الماضية، بل تمكنت فئة من الشباب من ولوج هذا القطاع، رغم حجم المنافسة والصعوبات التي يواجهها العاملون في المجال. وساعدت الوسائط التكنولوجية بشكل كبير في ركوب المستثمرين الشباب سفينة العقار، سواء تعلق الأمر بسوق العقار التي أصبح جزء منها يسوق على المواقع، ناهيك عن ظهور منصات جديدة للعرض، وتطبيقات ووكالات تمكن المستثمر من كراء عقاره بسهولة. وهناك فئات كثيرة من الشباب الذين ولجوا هذا العالم، الأولى تتعلق بفئة تقتني منازل في الأحياء القديمة أو المناطق المحاطة بالأسواق الشعبية، ويدخلون عليها إصلاحات، لتصبح جاهزة للكراء للأجانب، خاصة الذين يعشقون الحياة الاجتماعية والأسواق والمناطق الأكثر دفئا وحرارة في المدينة. وأما الفئة الثانية، فسلكت طريقا آخر متمثلا في اقتناء بقع أرضية، ويحصل أصحابها على قروض أو يدخلون مع شركاء، ويبنون عمارات من ثلاثة أو أربعة طوابق، ويبيعونها للراغبين في اقتناء الشقق الجاهزة، ويحققون أرباحا جيدة. وهناك فئة أخرى تهتم بالشقق الصغيرة في المناطق الراقية، ويشرف أصحابها على عملية الكراء اليومي للأجانب، ويحققون منها أرباحا جيدة، خاصة في وقت يرتفع فيه عدد السياح القادمين إلى المغرب سنويا. وهناك أشكال أخرى للاستثمار العقاري التي أصبح يمارسها الشباب بدرجة أقل، من قبيل اقتناء أسهم شركات في البورصة، تهتم أساسا ببناء وكراء المكاتب التي تستعمل من قبل الشركات. وأصبح ممكنا في ظل الزخم التنموي الذي يعيشه المغرب في السنوات الأخيرة، وتزايد الطلب الدولي عليه، تحقيق أرباح في قطاع العقار، دون الحاجة إلى رؤوس أموال كبيرة، إذ أصبح بعض الشباب يلجؤون إلى البنوك من أجل تمويل مشاريعهم العقارية، من خلال اقتناء عقار وعرضه للكراء. ومكنت بعض الوكالات من توفير خدمات تسويق جيدة لأصحاب العقار، إذ يمكن التعاقد مع وكالة بهدف جلب زبائن مقابل نسبة من الأرباح، وهنا يتحرر الشخص من مسؤولية الإشراف على العقار، ويمكنه مزاولة عمله الأصلي دون مشاكل. وهناك نوع آخر من الوكالات التي تكتري العقار من صاحبه مقابل أجرة شهرية محددة، لا تتأثر بتغيرات السوق، إذ يحافظ على دخله الشهري سواء تمكنت الوكالة من إعادة كرائه أم لا. عصام الناصيري