شباب وفي للأصل يبادر بإطلاق قوافل خيرية لمساعدة الأيتام والأرامل والفقراء وفاء لروح صلة الرحم لم يخلف شباب جماعة السفالات بمولاي علي الشريف في دائرة الريصاني، موعد التضامن مع فقرائها وأيتامها وأراملها، رغم هجرتهم وهجرانهم الأرض والديار بحثا عن سبل لتحسين أوضاعهم. أبناؤها المستقرون بفاس، لبوا النداء سريعا نهاية الأسبوع الماضي، في مبادرة إنسانية لصلة الرحم، تنضح بالوفاء والمحبة والعطاء والتفاني. "أنا إنسان" شعار اختاروه لحملة خيرية واجتماعية استفادت منها 500 أرملة ويتيم من نحو 30 قصرا بالجماعة، ونظمها شباب نادي الأمل وأمل المستقبل لاتحاد الصناع الحرفيين بفاس، بشراكة مع زملائهم في جمعية شباب المغرب للتنمية ومركز "سكاي فور يو" وبتنسيق محلي مع جمعية الشروق للثقافة والتنمية بتابوعاصمت. واحتضنت ثانوية أبي بكر الصديق بتابوعاصمت، مختلف محطات الحملة وشارك فيها متطوعو مجموعة زيز غريس التي تضم شبابا من أرفود. فقرات تربوية وترفيهية متنوعة ومختلفة وجهت للتلاميذ وتخللها توزيع جوائز وهدايا وتقديم شهادات تشجيعية على المتفوقين منهم دراسيا في أجواء تربوية ملؤها الفرح والتحفيز والدعم. مساعدات ومواد غذائية وملابس وزعت على المحتاجين في الحملة المجسدة لروح صلة الرحم والوفاء للأصل العائد هؤلاء الشباب إليه ولأحضان منطقتهم الحاضرة دوما في وجدانهم رغم مرور سنوات قضوها في الغربة بعيدا عنها بمسافات طويلة. إنها نموذج لروح التطوع والعمل لأجل الصالح العام دون انتظار الشكر أو الجزاء. إن قافلة "أنا إنسان"، "لم تكن مجرد عمل خيري، بل كانت تجربة إنسانية ملهمة تروم تعزيز روح العمل الإنساني والتضامن ودعم الأرامل بالمناطق النائية، وتركت بصمة في قلوب الكل. ونجاحها يعكس أهمية الشراكة بين الأفراد والجمعيات لخدمة الفئات الهشة في المناطق النائية" يقول الجمعوي أحمد العايدي. وأوضح أنها كشفت عمق الروابط بين أبناء الوطن وأرض الآباء والأجداد، لأن الإنسان مهما ابتعد عن مسقط رأسه، فالحنين إليه يحضره كما حبه للأرض والإنسان بأي منطقة ترعرع فيها، ولها عليه فضل وجميل مفروض أن يرده بما هو أكبر، مثنيا على تضحية زملائه لتوفير مختلف أنواع الإعانات والمواد الأساسية الموزعة على المستفيدين. ولم تكن القافلة الأولى التي يطلقها هؤلاء الشباب، بل سبقتها قوافل أخرى إلى دوار إجرغني بمبادرة من شباب الجمعية المهنية لنجارة الألمنيوم وجمعيتي شباب تافيلالت والمرس للتنمية، استفاد منها 200 شخص، إضافة إلى تنظيم قافلة لغرس 6 آلاف شجرة مثمرة بقريتي تاكوراست وعطشانة بجماعة ويزغت بميسور. "نغرسها لننال أجرها" شعار اختاره هؤلاء الشباب لتلك المبادرة الخيرية لغرس أشجار الزيتون واللوز والخروب والرمان، موازاة مع تكريم 14 امرأة مسنة بتوزيع مصاحف قرآنية عليهن اعترافا بمجهوداتهن المتفانية وتحملهن للظروف الصعبة والشاقة ولأنهن مربيات أجيال في محيط صعب تضاريس وظروفا. وقال يوسف العلمي رئيس مركز "سكاي يو" المشارك في مثل هذه القوافل، إن جهودا تبذل للرفع من رقم المستفيدين من مختلف المبادرات وتوسيع رقعتها لمناطق أخرى أكثر تضررا، مؤكدا أن الهدف من كل ذلك إسعاد الفقراء والأيتام وإدخال الفرحة والبسمة إلى قلوبهم ليس بالإعانة فقط، بل بالتنشيط وغيره. وتحدث عن شباب نشيط في جمعيات مختلفة توحده الرغبة في مساعدة الغير بمناطق متفرقة، غالبا ما يتحدر منها بعضهم، وتهمها قوافل تضامنية بعضها نظم لجبال الأطلس في فصل الشتاء، على غرار قافلة بدوار تيجمة بكيكو ببولمان، لأن "الهدف الأسمى هو احتضان هذه الفئة المحتاجة لمن يحضنها ويحس بآلامها وقلقها". وأشار أحمد العايدي بدوره إلى تنوع المبادرات من أطراف منسقة بين أبناء مناطق متفرقة، تمتد إلى مجالات أخرى، بما في ذلك إطلاق أنشطة وفقرات تهتم بالأسرة، واعدا بنشاط قريب في إطار دورات تكوينية وتحسيسية على غرار دورة مرتقبة قريبا تهم المقبلين على الزواج والمحتاجين للنصيحة والدعم والتوعية. حميد الأبيض (فاس)