خليفـة … مستشفـى بمواصفـات عالميـة

مجهز بأحدث التقنيات وسيتعايش فيه بعض معوزي "راميد" مع مرضى "في . آي . بي" إنه «مستشفى جامعي مرجعي متعدد التخصصات، وصمم وفق آخر وأحدث الطرق في مجال بناء المستشفيات وجهز بآخر التقنيات الطبية والجراحية»، يقول البروفيسور المنتصر شريف الشفشاوني، المدير العام لمستشفى خليفة بن زايد آل نهيان بالبيضاء، المرفق الصحي الجامعي الدولي، الذي نالت العاصمة الاقتصادية حظ احتضانه، ويعد ثمرة تعاون بين المغرب ودولة الإمارات العربية المتحدة. وقبل أن يشرع المستشفى الذي دشنه، جلالة الملك محمد السادس، الثلاثاء الماضي، برفقة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد إمارة أبو ظبي، في فتح أبوابه للمرتفقين، ابتداء من الاثنين 23 مارس الجاري، فضل مديره العام، استقبال رجال السلطة الرابعة، في جولة للوقوف على حقيقة كلامه. مواصفات حديثة المستشفى مبنى مساحته 41 ألف متر مربع، ويتكون من أربعة طوابق، يوجد في شارع محمد الطيب الناصري، قرب المحكمة الاجتماعية بحي الألفة في مقاطعة الحي الحسني. واختيار هذا الموقع لتشييده على وعاء عقاري بلغ ستة هكتارات ونصف، ليس وليد الصدفة، حسب مديره العام: "لأن هذه المنطقة، هي التي ستصير مدينة آنفا الجديدة، وستصبح في المقبل من الأيام، المركز الجديد للدار البيضاء". ومنذ الآن، صنف المستشفى، أكبر مصحة "خاصة" بالمغرب وشمال إفريقيا، تحقيقا لطموح مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد، غير الربحية، والتي خرجت إلى الوجود في 2007، بموجب القانون 12.07، إذ يتوفر على 205 أسرة، منها 62 سريرا مخصصا للاستشفاء اليومي، ويقصد بها تلك التي تستقبل مرضى يخضعون لعلاجات لا تتطلب المبيت بالمستشفى، و 46 قاعة للاستشارات الطبية، و 85 قاعة للعلاج والاستكشافات. وفيما يتوفر المستشفى على ثماني قاعات للجراحة، فإن الزيارة التي قامت بها "الصباح"، كان اللافت فيها للانتباه، أكثر، المواصفات التكنولوجية الحديثة لتجهيزاتها، وتعد قاعات متعددة الوسائط (مولتيميديا)، لما جهزت بنظام إلكتروني للنقل المباشر لسير العملية، فيسمح بالتواصل مع أطباء في الخارج، كما جهزت بنظام إلكتروني، يسمح للطبيب الجراح، أن يعد، قبل موعد العملية، مخططه للتدخل، أثاء دراسة الحالة في مكتبه. وزيادة على آليات وأنظمة إلكترونية، بعضها يعمل بنظام الأشعة فوق الحمراء (الآنفراغوج)، كشف المدير العام للمستشفى، أثناء استعراضه للمواصفات الحديثة لتجهيزات المستشفى، أن أقسام الفحص بالأشعة فيه، إلكترونية بشكل مطلق، فأوضح، مثالا عن ذلك، أن صور الفحص لا تطبع، بل يتوصل بها الطبيب الذي طلبها، بشكل إلكتروني، كما تسلم للمريض في أقراص مدمجة. وتمتد "الحداثة" من التجهيزات، لتشمل حكامة وتسيير المستشفى، إذ كشف البروفيسور المنتصر شريف الشفشاوني، المدير العام الذي عينه جلالة الملك محمد السادس، وسبق له أن تولى تسيير المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، أنه تم اعتماد نظام العيادات شبه المستقلة داخل المستشفى الواحد، فيعد كل قسم مصحة لها مصلحتها الخاصة للاستقبال، كما يتوفر على مختبر للتحليلات. ومن أجل بلوغ هدف أسماه المدير العام في حديث إلى "الصباح"، أن لا تتجاوز المدة الزمنية لقيام المريض بالاستشارة الطبية والفحوص بالأشعة واستخراج التحاليل والحصول على الرأي النهائي للطبيب أربع ساعات، تمت إقامة مركز للنداء داخله، وأطلق موقع إلكتروني حديث، وكلاهما يسمحان للمرتفقين بأخذ المواعد، والقيام بجزء كبير من ترتيبات ولوج المستشفى، عن بعد. عرض صحي مدروس لا مجال للصدفة في هذا المستشفى، الذي رصد لبنائه وتجهيزه غلاف مالي مجموعه مليار و200 مليون درهم. وهذا ما كشفته تصريحات مديره أثناء الجولة التفقدية داخل فضاءاته، فكشف أن عرض العلاجات والتخصصات التي تقرر أن يقدمها، سبقت تحديدها ، دراسة توقعية للحاجات وأبرز الأمراض التي ستستفحل بالمغرب مستقبلا، ويتوجب إعداد عرض صحي يغطيها، أنجزت في 2007. وتبعا لذلك، أقر المستشفى أربعة أقطاب للتميز، وهي قطب أمراض القلب والشرايين، وقطب لطب التوليد والأم والطفل، ثم قطب الأمراض السرطانية، فقطب جراحة العظام ومستعجلات حوادث السير، بعدما كشفت الدراسة المذكورة، أن ارتفاع نسب التدخين واكتساب المغاربة لعادات غذائية سيئة وحرب الطرق في المغرب، تؤشر أن الحاجات الصحية المتعلقة بتلك الأقطاب ستشتد في الفترة الراهنة والمقبلة. وقال المنتصر شريف الشفشاوني، إن قطب الأمراض السرطانية، يأتي في مقدمة أقطاب التميز، باعتبار الإقبال الشديد على هذا التخصص، وباعتبار توقعات بارتفاع عدد الحالات المرضية التي ستسجل بالمغرب، بسبب الشيخوخة وعادات العيش الجديدة للمواطنين. وأضاف المتحدث، أن وجود القطب في الواجهة، يأتي أيضا، من منطلق أن التكفل بالحالات السرطانية، يتطلب تدخل أطباء من تخصصات مختلفة، كما يتطلب اعتماد آخر صيحات التجهيزات الخاصة بالتشخيص والجراحة. أما اختيار أمراض القلب والشرايين، قطبا للتميز، فقد فرضه كون هذا التخصص الطبي، ذو أهمية راهنا في المغرب، بفعل استفحال تلك الأمراض، بسبب ارتفاع نسب التدخين بشكل حاد، ولأن تلك الأمراض، مستفحلة أيضا بدول غرب إفريقيا، التي يسعى المستشفى أن تكون نسبة 10 في المائة من طالبي خدماته، قادمين من تلك الدول. فتقرر أن يفرد لهذا القطب 12 سريرا للعلاج تحت المراقبة، و5 أسرة للإنعاش الطبي، وأجهزة طبية من آخر جيل. وأكد المدير العام للمستشفى، أنه بسبب التأخر في سن الزواج بالمغرب، يقع الحمل لدى المغربيات وهن متقدمات في السن، ما ترافقه متاعب صحية خطيرة، تهدد صحتهن وصحة المواليد، ليتقرر، في غياب أي مركز متخصص في صحة الحوامل بالقطاع الخاص بالمغرب، أن يكون هذا التخصص القطب الثالث الذي يسعى المستشفى الجديد للتميز فيه، ومن مؤشرات ذلك، توفره على 8 حاضنات من الجيل الجديد، خاصة برعاية الرضع والمواليد الخدج. قطب التميز الرابع، خاص بجراحة العظام ومستعجلات حوادث السير، وكشف المدير العام للمستشفى، والذي كان رئيسا للجنة التقنية لإخراج المشروع إلى حيز الوجود، أنه يأتي، بدوره، ارتكازا على الدراسة ذاتها، والتي أبرزت وجود إقبال شديد وحاجة إلى عرض صحي متطور بشأنه، بفعل آفة حرب الطرق بالمغرب. ويتمثل تميز المستشفى في هذا التخصص، في توفره على فرق إسعاف وتدخل خاصة به، عن طريق سيارات إسعاف مجهزة وتمكن من إنعاش الضحايا والشروع في علاجهم، في الطريق نحو المستشفى. وأوضح المدير العام، جوابا عن أسئلة "الصباح" حول ما إذا كان مسموحا التدخل قبل فرق الوقاية المدنية، أنه جرى توقيع اتفاقيات تخول للفرق التدخل، ويجري التفاوض لتوسيع النطاق. وزيادة على أقطاب التميز، يسعى المستشفى أن يكون مرجعا في الطب النووي، وفي طب معالجة الآلام والإنعاش الطبي، فتم إحداث مركز للتنظير الباطني متعدد التخصصات، ومركز للألم يجمع بين تخصصات التخدير والأمراض العصبية والأمراض العقلية. ويضم قطب المستعجلات، مركزا للصدمات يتشكل من 6 قاعات للفحوصات والعلاج، و4 مراكز لاستقبال الحالات المستعجلة الحرجة و4 سيارات إسعاف خاصة بالإنعاش مجهزة بالأدوية و سريرين للعناية المركزة متعددة التخصصات وقاعتين للعمليات متعددة التخصصات و 4 أسرة خاصة بعلاج ضحايا الحروق بمختلف درجاتها. وكشف مدير المستشفى أن خدماته الطبية، سيسهر على تقديمها طاقم من 740 موظفا، ضمنهم 130 طبيبا تابعون للمستشفى، وأطباء أساتذة متعاونون. مساع من أجل عدالة الولوج إلى هنا، يبدو أن المستشفى، ثورة في القطاع الصحي بالمغرب، وتجهيزاته ونظامه يغريان بالتوجه إليه، غير أننا حينما نعلم، أنه من الناحية القانونية يعد مصحة خاصة، كباقي "الكلينيكات"، يطرح سؤال أسعار خدماته وشروط الولوج إليه بقوة. وهذا ما حدث أثناء الزيارة التعريفية التي نظمتها إدارته إلى مرافقه. وبالنسبة إلى المنتصر شريف الشفشاوني، المدير العام، كانت مسألة تعريفة الخدمات، موضوع نقاش طويل بين مسؤولي المستشفى. وفي النهاية تقرر أن يتم اعتماد الأسعار المرجعية المفروضة من قبل الدولة على المصحات الخاصة، رغم أن جودة تلك الخدمات، "ستكون أفضل"، ومن أجل التطمين، قال إن ما يشفع في ذلك، هو أن المؤسسة غير ربحية، ولا يقف وراءه مستثمر، والعائدات ستخصص لتطوير الخدمات وتمويل مشاريع خيرية أخرى. ويظهر أن القائمين على المستشفى الجديد، بذلوا مساعي لتوفير أدنى شروط العدالة في الولوج إليه، فكشف مديره العام، أنه جرى توقيع اتفاقيات، تجعل خدماته مشمولة بالتعويض من نظام التغطية الصحية الإجبارية، ومن قبل صناديق اجتماعية عمومية وشركات التأمين الخاص، ومع ذلك، سيبقى فارق يدفعه المستفيد من العلاج. وسيكون للحاملين لبطاقة المساعدة الطبية "راميد"، حظهم من خدمات المستشفى. إذ حرصت قصاصة وكالة المغرب العربي للأنباء حول تدشين جلالة الملك محمد السادس للمستشفى، على الإشارة إلى ذلك. كما أوضح المدير، أنه تم توقيع اتفاقية مع وزارة الصحة، ستقوم المراكز الاستشفائية، بموجبها، بإحالة بعض الحالات المستعصية المشمولة بنظام "راميد"، على مستشفى خليفة بن زايد. أجندة افتتاح الأقسام أقرت الإدارة العامة للمستشفى، برنامجا متدرجا من أربع مراحل في فتح خدماته. فكشف المدير العام، أن الشروع في الاستشارات الخارجية والكشوفات الوظيفية والكشوفات القلبية اللاتدخلية والتصوير الطبي والباطني، سيتم ابتداء من 23 مارس الجاري. وفي 6 أبريل المقبل، تاريخ المرحلة الثانية، سيشرع في تقديم الكشوفات القلبية التدخلية، وفتح المختبر ومركز الطب النووي، ومستشفى النهار، واستشفاءات العناية المركزة والإنعاش المتعدد الاختصاصات ومركز طب الأسنان. وابتداء من 22 أبريل، سيكون بالإمكان الاستفادة من خدمات المجمع الجراحي وطب التوليد وإنعاش حديثي الولادة ومستشفى النهار للعمليات الجراحية واستشفاءات الجراحة وقسم المستعجلات. وبخصوص خدمة المساعدة الطبية المستعجلة وخدمة المستعجلات والإنعاش المتنقل وخدمات سيارات الإسعاف المجهزة بالأدوية، فلن تشرع في تقديم خدماتها، إلا في فاتح يونيو المقبل. خدمات فندقية وخدمة العلاج في المنزل بحكم طبيعته الدولية، خصص المستشفى خدمات تستجيب لمتطلبات فئات "هاي كلاس" من المرضى. فأنشئ فيه جناح فندقي استشفائي من صنف أربعة نجوم، موجه للشخصيات المهمة "في آي بي". هذا الجناح الذي يضم غرفا وأجنحة إقامة، يحاكي الفنادق في خدماته، وكلفت مريم آيت حدو، الحاملة وراءها تجربة عشر سنوات من العمل في سلسلة فنادق "شيراتون"، بتدبيره. ويعتمد الجناح أربع لغات في الاستقبال، ويوفر خدمة السائقين والحراس الخاصين، وخدمات المطعمة المغربية والمتوسطية والإفريقية، وخدمات سياحية، من قبيل النقل ذهابا وإيابا إلى المطار، وخدمة حجز تذاكر السفر، وسيارة "ليموزين" بسائق. من جهة أخرى، يوفر المستشفى خدمة العلاج والفحص داخل المنازل في المغرب، إذ يمكن لفرقه التنقل إلى بيوت المرضى، كما أن سياراته للإسعاف المجهزة بأجهزة الإنعاش، لضحايا حوادث السير وأمراض القلب والشرايين، تتدخل أيضا في المنازل. امحمد خيي- تصوير: (أحمد جرفي)

أجواء مشحونة في دورة فبراير لمجلس طنجة

المعارضة تشتكي بنكيران إلى اضريس

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات