رصدت المندوبية السامية للتخطيط تفاقما في الفوارق الاجتماعية، وكانت الفئات المتوسطة الأكثر تضررا، وفق ما كشفت عنه خلاصات البحث الوطني حول مستوى معيشة الأسر، الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط حول الفترة الممتدة ما بين 2014 و2022. وأبرزت المندوبية السامية للتخطيط أن مستوى معيشة فئة 20 في المائة من السكان الأقل يسرا عرف ارتفاعا سنويا بنسبة 1.1 في المائة، في المتوسط، وأرجعت هذا التحسن إلى زيادة بـ 3.9 في المائة ما بين 2014 و2019، وانخفاض بناقص 4.6 في المائة، كما عرف مستوى معيشة 20 في المائة الأكثر يسرا تحسن مستوى معيشتها، بنسبة سنوية، في المتوسط، في حدود 1.4 في المائة، خلال الفترة الممتدة ما بين 2014 و 2022، وعرف مستوى معيشة هذه الفئة ارتفاعا بـ 2.8 في المائة، ما بين 2014 و2019، قبل أن يتراجع بناقص 1.7 في المائة بين 2019 و2022. وخلص بحث المندوبية إلى أن مستوى معيشة الفئات الأكثر فقرا والأكثر يسرا عرف تحسنا عاما، في حين لم تستفد الطبقة المتوسطة بالوتيرة نفسها، سواء من ثمرات النمو أو من سياسات إعادة التوزيع المعتمدة. وهكذا تفاقمت الفوارق في مستوى المعيشة، التي تقاس بمؤشر "جيني"، بين 2014 و2022، إذ انتقل هذا المؤشر من 39.5 في المائة إلى 40.5. أما في ما يتعلق بالفجوة بين الوسطين الحضري والقروي، التي تقاس بنسبة متوسط مستوى المعيشة لدى سكان المدن مقارنة بنظرائهم في القرى، فقد ظلت في المستوى نفسه خلال الفترة التي شملها البحث. وسجل البحث ارتفاعا طفيفا في معدل الهشاشة، التي تشير إلى مدى تعرض الأسر لخطر الوقوع في الفقر، في حال غياب شبكات الأمان التي تمكنها من مواجهة الصدمات الاقتصادية والاجتماعية. وانتقل هذا المعدل من 12.5 في المائة، خلال 2014 إلى 12.9 في 2022، بعدما تقلص إلى 7.3 في المائة خلال 2019. وظل معدل الهشاشة في الوسط القروي شبه مستقر في حدود 19.2. وبلغ عدد الأشخاص الذين يعانون الهشاشة الاقتصادية، خلال 2022، 4 ملايين و750 ألف شخص، من بينهم مليونان و240 ألف شخص بالوسط الحضري، والباقي في البوادي. وأكد بحث المندوبية بالمقابل تحسنا في متوسط النفقة السنوية للأسر، إذ انتقلت، خلال الفترة ذاتها، من 76317 درهما إلى 83 ألفا و713، وانتقل متوسط النفقات السنوية للفرد من 15876 درهما إلى 20658، مشيرا إلى ارتفاع النفقات الغذائية وتلك المخصصة للسكن والطاقة، على حساب نفقات الرعاية الصحية التي تراجعت من 6.1 في المائة إلى 5.9. وبلغ متوسط الدخل السنوي للأسر 89 ألفا و170 درهما على المستوى الوطني، مع تسجيل فارق بين الوسط الحضري، الذي يصل فيه المتوسط إلى 103 آلاف و520 درهما، مقابل 56 ألفا و47 درهما بالوسط القروي. وأكد البحث أن 70 في المائة من الأسر يقل دخلها عن المتوسط الوطني، مع تفاوت بين الوسطين الحضري والقروي. عبد الواحد كنفاوي