عجز السلطات المحلية عن حل المشاكل العالقة يعيد الاحتجاج أمام البرلمان انفرط عقد الحوار بين ضحايا الزلزال والسلطات المحلية بالأقاليم المتضررة، سواء تعلق الأمر بالقياد أو العمال، وأحالوا مشاكلهم على المركز، بسبب غياب الحلول على المستوى المحلي، خاصة أن حل المشاكل المطروحة يتجاوز قدرة وصلاحيات العمال. وعلمت "الصباح" أن الاجتماعات التي كانت تعقد مع عمالة الحوز وتارودانت ومراكش وغيرها من المناطق المتضررة، توقفت بسبب حجم المشاكل المطروحة، التي لا يوجد جوابها في الأقاليم، إنما تحتاج إلى حل مركزي. ولا يجد العمال والقياد أجوبة يواجهون بها المتضررين، سواء تعلق الأمر بالمحرومين من الاستفادة، رغم وقوع الضرر، وهم الأشخاص الذين لا يتوفرون على ملكية المساكن أو توجد محط نزاع الورثة، أو بأصحاب المنازل الثانوية، أو مشاكل التعليم، أو إزالة الردم لإفساح المجال أمام البناء أو غيرها. وقرر ضحايا الزلزال الاحتجاج، اليوم (الاثنين)، أمام البرلمان، بعدما لم يجدوا أجوبة لأسئلتهم في مكاتب القياد والعمال، ومن أجل دفع الحكومة لإعادة النظر في عدد من القواعد والإجراءات، التي وضعت للاستفادة من دعم إعادة الإعمار، وإيجاد حلول لمشاكل تعثر البناء، بسبب غلاء اليد العاملة ومواد البناء. وتسلل اليأس إلى نفوس الضحايا، إذ أصبحوا يطالبون بلجنة مستقلة للوقوف على الاختلالات والتلاعبات الكثيرة، والخروقات التي شابت ملفات المتضررين المقصيين، والمحرومين من الدعم والتعويضات الملكية، حسب بيان الإعلان عن الاحتجاج بالرباط. ورغم مرور أزيد من سنة ونصف سنة من وقوع الحادث، ما تزال حياة ضحايا الزلزال متعثرة، إذ أن عددا قليلا منهم تمكن من تشييد منزله، في حين أن أزيد من 80 في المائة ما تزال أشغال مساكنهم متعثرة، لأسباب مختلفة، كما أن هناك نسبة كبيرة لم تبدأ في الأصل عملية البناء. ورغم تحركات الحكومة لتسريع عملية إعادة الإعمار، إلا أنها متعثرة، إذ قامت باحتجاز المساعدات الشهرية لعدد مهم من السكان، من أجل تحفيزهم على إكمال الشطر الأول من البناء، وإعادة صرفها، كما وجهت للسكان تحذيرات من صرف الأموال، التي توصلوا بها في أغراض أخرى. ورغم محاولة الحكومة تسريع البناء، إلا أن هناك عوامل طبيعية تمنع رغبة الحكومة، خاصة غلاء اليد العاملة وعدم توفرها وغلاء مواد البناء، بسبب غياب الطرق المعبدة أو تخريبها أثناء الزلزال، ناهيك عن عدم قدرة السلطات التصرف في الركام، التي لم تجد له حلا إلى حدود الساعة، إذ تحتاج إلى جهود جبارة لنقله خارج المجال المتضرر. عصام الناصيري