حسن الزكري يترجم كتاب الصحافي الإنجليزي والتر هاريس صدرت حديثا للباحث حسن الزكري الترجمة العربية لكتاب "أرض سلطان إفريقي: رحلات عبر بلاد المغرب" للكاتب والصحافي الإنجليزي والتر هاريس والذي دَوَّن فيه ارتساماته حول المغرب والمغاربة وأخبار رحلاته وجولاته في ربوع البلد عندما كان مراسلا لصحيفة "التايمز" في المغرب. ويتناول هاريس في الكتاب رحلاته في أواخر القرن التاسع عشر، ويُدون فيه أسفاره عبر المدن والقرى التي زارها، ويقدم وصفاً مفصلاً لطبائع الناس وخصائصهم، وللبلاط المغربي في ذلك العهد، وللمراسيم السلطانية، وللعلاقة المعقدة بين القوى القبلية والسياسية. كما يستكشف الكتاب الأعراف والتقاليد والحياة اليومية المغربية، ويقدم نظرة شاملة عن المجتمع المغربي في ذلك الحين. وتدور وقائع الكتاب خلال فترة حكم السلطان الحسن الأول، التي اتسمت بكثرة الدسائس السياسية وبداية التحولات الاجتماعية، وهو ما يصوره هاريس بوضوح في كتابه. ويزخر الكتاب بالصور الحية للمدن والبلدات والقرى التي زارها هاريس، ويحفل بالأوصاف المفصلة للمناظر الطبيعية في المغرب، كما يسلط الضوء على تعقيدات الحياة في ظل السلطة الحاكمة وقتئذ، وعلى ثقافة البلاد وسياستها ومجتمعها في ذلك العهد، وكل ذلك بأسلوب سردي جذاب ومسترسل، غالبا ما يمزجه هاريس بالحكايات الشخصية جنبا إلى جنب مع الملاحظات التاريخية والثقافية والجغرافية. ورغم أن وجهة نظره تعكس المواقف الاستعمارية في عصره، إلا أن افتتانه بالطبيعة المغربية وبالثقافة المغربية بكل تجلياتها تظل جلية وواضحة طيلة فصول الكتاب. و يقع كتاب "أرض سلطان إفريقي" في أربعة أجزاء. الجزء الأول بدوره ينقسم إلى ستة فصول، ويبدؤه هاريس بالحديث عن وصول جماعة من المغامرين الأوربيين إلى طنجة بغرض مرافقته في رحلة إلى المدن الداخلية للمغرب، ويُتبِع ذلك بوصف شامل لمدينة طنجة، ثم بوصف الرحلة التي قاموا بها من هناك إلى مختلف المناطق الشمالية، مرورا بأصيلا والقصر الكبير والعرائش ومكناس، وصولا إلى فاس، ثم العودة من هناك إلى طنجة مجددا عبر وزان. أما الجزء الثاني فينقسم إلى خمسة فصول، ويحكي فيه المؤلف عن الرحلة التي قام بها إلى المدن والمناطق الجنوبية، خاصة زيارته للسلطان الحسن الأول في مراكش ضمن بعثة السفير البريطاني وليام كيربي كرين، وكذا زيارته لجبال الأطلس الكبير، وللعديد من المدن الساحلية التي مر بها في طريق عودته إلى طنجة، ومنها آسفي والصويرة، والدار البيضاء، وسلا، والرباط. وينقسم الجزء الثالث، إلى فصلين، يتولى هاريس في الفصل الأول منه الحديث عن ذهابه إلى وزان لزيارة مولاي محمد، الابن الثاني لشريف وزان الأكبر عبد السلام بن العربي الوزاني، بينما يخصص الفصل الثاني للحديث عن الزيارة التي قام بها متنكرا إلى شفشاون. أما الجزء الرابع والأخير فيلخص فيه انطباعاته عن المغاربة ويتناول فيه بالوصف أعرافهم وعاداتهم وأنماط حياتهم. عزيز المجدوب