إنذارات زائفة تستهدف المنتوج المغربي

كشف معهد «كورديناكوس» الإسباني عن حيل خبيثة، استخدمت بشكل مكثف في 2024، لمنع وصول كميات كبيرة من المنتجات الفلاحية المغربية إلى السوق الأوربية، من خلال استغلال كيدي لنظام الإنذار الصحي. وأوضح المعهد المتخصص في الحوكمة والاقتصاد التطبيقي، أن 2024 سجلت أعلى رقم لنظام الإنذار السريع للأعلاف والأغذية في أوربا (RASFF)، إذ بلغ عدد الإنذارات 5364، وهو أعلى رقم يسجل في الحدود الأوربية مع شمال إفريقيا. وأشار المعهد إلى أن بعض الإنذارات تم تحليلها عند الجمارك، غير أنه تبين أن جزءا كبيرا منها كان غير مبرر أو زائف أو ناتج عن دوافع معينة، مما تسبب في أضرار اقتصادية وسمعة سيئة للقطاعات والشركات المتضررة. وحسب المعطيات ذاتها الواردة في التقرير، فإن الإنذارات الغذائية الكاذبة تسببت في انخفاض المبيعات بنسبة تصل إلى 15 في المائة، وتلحق أضرارا جسيمة بسلسلة التوريد. وفي ما يخص مصدر تلك الإنذارات الزائفة، يقول التقرير إنها صادرة عن منظمات استهلاكية ومنظمات غير حكومية، وهيآت أخرى تدعي مراقبة جودة الأغذية، مشددا على أن تلك التقارير تفتقر إلى أسس علمية أو رسمية. ولا تتعلق الخسائر والمضايقات، بالشركات المغربية والأجنبية المستثمرة في المغرب فقط، بل وصل الأمر إلى ممثلي كبرى سلاسل التوزيع والمتاجر الكبرى في إسبانيا، إذ حذرت هذه الجهات من الأضرار غير المبررة، التي لحقت بمبيعات العديد من المنتجات، بسبب إنذارات مشبوهة عن سلامة الأغذية. وأضاف التقرير أن قطاع الأغذية هو الأكثر تأثرا بالارتفاع الكبير في الإنذارات الصحية، مشيرا إلى أن تلك الأخبار المشبوهة حول مزاعم تلوث الأغذية المستوردة، تؤدي إلى حالة من الخوف، وتؤثر بشكل خطير على ثقة المستهلكين والشركات المستوردة والأسواق الأوربية والإسبانية. ونبه التقرير إلى أنه وفقا لتحليل أجراه معهد الإحداثيات للحوكمة والاقتصاد التطبيقي، فغالبا ما تكون تلك الإنذارات نتيجة تضليل أو مصالح تجارية، تسعى إلى تقويض المنافسين، بما في ذلك الشركات الإسبانية. واستحضر التقرير إحدى أكثر القضايا شهرة في هذا الصدد، ويتعلق الأمر بمزاعم اكتشاف فيروس التهاب الكبد في شحنة من الفراولة، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام وجمعيات المزارعين تداولت الخبر، بناء على تقرير منشور في بواية الإخطارات الصحية الأوربية، لكن بالمقابل لم تتم الإشارة إلى الاختبارات، التي أجراها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والذي أثبت عدم وجود فيروس التهاب الكبد أو فيروس «نورو» في مياه الري، أو في الفراولة التي تم تحليلها من الحقل الذي خرجت منه الدفعة التي أثارت الجدل. عصام الناصيري

إنذارات زائفة تستهدف المنتوج المغربي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

‭ ‬تجديد‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الغلبزوري

لقطات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات