لا يختلف اثنان، في أن نادر المياغري، المعتزل أخيرا، يعد آخر الحراس الكبار في البطولة الوطنية... المياغري الذي اختار الاعتزال بقميص الوداد الرياضي، شكل إلى حدود الأمس القريب، حارس عرين الأسود الأمين، وكان الورقة الرابحة لجميع المدربين الذين توالوا على تدريب المنتخب، منذ الزاكي في 2004، ومرورا بلومير وغريتس ووصولا إلى الطاوسي...المياغري، من طينة الحراس الكبار، رغم أن الإنجازات والألقاب خاصمته، إلا أنه يظل علامة بارزة في كل المنافسات التي شارك فيها رفقة الأسود والوداد الرياضي على حد سواء.لم يتكون داخل أكاديمية لحراس المرمى، بل كانت بداياته في الشارع، قبل أن يصطحبه والده إلى الراسينغ البيضاوي حيث تلقى أبجديات الحراسة، قبل أن ترمقه أعين الوداد الذي أعاره إلى حسنية أكادير، حيث كانت البداية والانطلاقة...المياغري المولود بالعاصمة الإسماعيلية، شكل عملة نادرة داخل البطولة، لتفانيه في الدفاع عن قميص الوداد، ومشاركته في جميع المباريات، الودية منها والرسمية، ما جعل حراس الاحتياط، يفقدون الأمل في الدفاع عن عرين الفريق الأحمر في يوم من الأيام. نادر المياغري، على خطى الزاكي وكل الحراس الكبار، رفض التجنيس حبا في القميص الوطني، مسيرته القصيرة رفقة الوحدة الإماراتي، جعلته يدخل عالم الكبار من أوسع الأبواب، وكان من بين اللاعبين القلائل الذين جمعوا بين عصبتين في مسيرتهم الكروية، بعدما خاض بقميص الوداد عصبة الأبطال الإفريقية، ودافع عن قميص الوحدة في عصبة الأبطال الأسيوية، وكان بحق "قلب الأسد"، كما لقبه الإخوة في الإمارات.في سن التاسعة والثلاثين، قرر المياغري، دخول مجال التكوين والتحصيل، مع أن العديد من المتتبعين، يرون فيه حارس مرمى من طينة الكبار، قادرا على الدفاع عن ألوان أي فريق في البطولة، لكنه احتراما لتاريخه واسمه، الذي كتبه بمداد فخر، فضل الانسحاب في صمت، تاركا وراءه سيرة ذاتية يفتخر بها أي رياضي، في زمن قلت فيه الإنجازات... ن. ك