أبعد عبد الإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، رئيس الحكومة، التهمة عن حزبه بالخلط بين الدين والسياسة، على مقربة من موعد إجراء الانتخابات الجماعية في 4 شتنبر 2015 والتشريعية، منتصف يونيو 2016.واستبق بنكيران الانتقادات التي يوجهها الفاعلون السياسيون عادة، خاصة أحزاب المعارضة لحزب "المصباح"، باستغلال باحة المسجد في الفضاء السياسي، لكسب الأصوات واستمالة الناخبين، عبر استغلال الدين الإسلامي، كقاسم مشترك بين المغاربة. وأكد بنكيران، الذي كان يتحدث إلى أعضاء شبيبة حزبه في اجتماع دورة المجلس الوطني ببوزنيقة، مساء أول أمس ( السبت)، أن حزبه ليس جماعة دينية، بل حزبا سياسيا، يستحضر المرجعية الإسلامية، التي هي مرجعية الشعب المغربي في ممارساته للعمل السياسي.وأوضح بنكيران أن تمثل حزبه للمرجعية الإسلامية محدود، لأن "أعضاء الحزب ليسوا من طينة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يعملون، وفق ما يؤمنون وما هم مقتنعون به".وثمن بنكيران العمل الذي قام به أعضاء شبيبة حزبه، بتسجيل الناخبين في اللوائح الانتخابية، بشكل مكثف ومنظم، قائلا "توفقتم في مهمتكم، وأنتم في بداية الطريق، وأقول لكم ذلك، حتى لا يقع لكم، كما وقع لبني إسرائيل، الذين أمروا بأن يهدوا الناس في سبيل الله، فتسلطوا عليهم وسلبوهم حياتهم"، ناصحا إياهم بـ"الالتزام بتعاليم الإسلام، وجعل الراحل عبد الله باها، نموذجا للاقتداء به، في زهده، وابتعاده على التنافس على المناصب ومواقع المسؤوليات".وشدد بنكيران أن من أسرار نجاح الحزب وإشعاعه الوطني، ليس تدبيره للشأن العام فحسب، ولكن عدم منازعة السلطان، الملك محمد السادس، بل التعاون معه كمؤسسة موحدة للمغاربة، جامعة ومانعة لهم، لأجل خدمة الوطن والمواطنين، مضيفا أن الذين يفكرون بمنطق من سيهيمن على المؤسسات، لا يفقهون شيئا في تدبير الشأن العام، لأن الصراع يؤدي إلى الخراب، في إشارة يستفاد منها الرد على مواقف الاتحاد الاشتراكي الذي اتهم بنكيران بالتنازل عن صلاحياته الدستورية، رئيسا للحكومة، لفائدة مؤسسة القصرالملكي، وللملك محمد السادس.وطمأن بنيكران خصومه السياسيين، موضحا أن حزبه ليس في أجندته المستقبلية التوغل في دواليب الدولة، والهمينة على مؤسساتها، أو سلب عقول المواطنين، وتحقيق اكتساح انتخابي، ولكنه من موقعه، سيساهم في الإصلاح ما استطاع إليه سبيلا، في اشارة يرد فيها على الأصالة والمعاصرة، الذي يتهم "إخوان بنكيران" بمحاولة ابتلاع كل مؤسسات الدولة، وتقزيم المعارضة، ومحوها من الخريطة السياسية.وقال بنكيران إن الهدف من العمل السياسي، هو تحقيق مطالب المواطنين، عبر مباشرة الإصلاحات بجرأة أكبر، وإذا أراد المغاربة عودة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة، فلهم ذلك، ومناضلو الحزب موجودون لمواصلة الإنجازات، وإذا كان لهم رأي آخر مخالف، فإن الحزب سيخضع لنتائج صناديق الاقتراع، مشيرا إلى أن منجزات الحكومة واضحة للجميع، إلا الذين يسعون إلى إخفاء الحقيقة.ورأف بنكيران بخصومه السياسيين، إذ لم يستعمل رشاشه اللفظي، في توزيع الاتهامات عليهم، مكتفيا بالقول"إن خصومنا السياسيين مهزوزون، فاقدون للبوصلة، ولا يعرفون ماذا سيفعلون، ويخبطون خبط عشواء". وأضاف أن خصوم حزبه دون المستوى، مخاطبا شبيبة حزبه،"يا ليتكم كنتم تنافسون مع من هم أحسن منكم، ولكنكم تتنافسون مع أناس دون المستوى"، مبرزا أن العدالة والتنمية برهن على أن هناك نموذجا آخر ممكنا في السياسة بالمغرب.أحمد الأرقام