الكاتب المغربي يصدر نصه الجديد "الساروت" في كتاب قال الصحافي والكاتب المسرحي الحسين الشعبي إن أخطر ما يهدد الخطاب المسرحي في المغرب هم من أسماهم حملة فكر اللامعنى والغموض، الذين ساهموا في تعميق الهوة بين فن المسرح والمتلقين. وأضاف الشعبي خلال تقديم نصه المسرحي الجديد «الساروت»، الخميس الماضي، بالمعهد العالي للصحافة والاتصال بالبيضاء، أنه مع الحداثة التي تحمل مضمونا ومعنى للبشرية، وأنه ليس مطلوبا بالضرورة من الكاتب المسرحي أن يرفع شعارات مباشرة، بل يترافع عن قضية معينة بطريقة مسرحية. وشدد الكاتب المسرحي على ضرورة طرح سؤال الكتابة والمعنى، خاصة أن المسرح، في تصوره، قائم على فكرة الصراع والحوار، ومستغربا في الوقت نفسه من الكتاب المسرحيين الذين يقولون إن الجمهور لا يهمهم معتبرا مثل هذه التصريحات منتهى اللامسؤولية في الكتابة والنشر. وأردف الشعبي أنه في الشعر، وفي بعض الأجناس الأدبية والفنية الأخرى، يمكن أن نسمح بهامش الهذيان، أما المسرح فإنه بحاجة ماسة إلى التواصل مع الجمهور، ومخاطبتهم بلغة يفهمونها، وهذا ما جعل، في رأيه، كتاب المسرح قليلون في العالم مقارنة مع كتاب الرواية والشعر، متسائلا في الوقت نفسه حول كيفية استفزاز المتلقي دون السقوط في الوعظ والإرشاد؟ وكيف يجد بعض الكتاب المسرحيون ذاتهم في الغموض؟ اللقاء الذي أشرف على تقديمه الإعلامي والباحث حسن حبيبي، عرف مشاركة الكاتب المسرحي محمد قاوتي الذي تولى تحليل مضامين النص المسرحي الذي صدر، أخيرا، عن منشورات مركز المسرح الثالث للدراسات والأبحاث، والحديث عن تجربة الحسين الشعبي مع أبو الفنون. وقال قاوتي إن الكتابة بئر يؤدي إلى متاهات لا حصر لها، وأنه منذ تعرف على الحسين الشعبي نهاية السبعينات عرف فيه رجلا «يخشى الكتابة»، مضيفا أن «من يخشى الكتابة هو الذي أوتي منها حظا عظيما». وأضاف صاحب النص المسرحي «بوغابة» إن الحسين الشعبي تردد كثيرا في دخول غمار النشر، خاصة أنه بدأ مساره المسرحي في فترة مبكرة من عمره، وتمرس على التعامل مع النصوص، إلا أن فكرة نشر إبداعاته المسرحية كان دائما يؤجلها لأنه «عندو علاش يحشم». وانتقل قاوتي في حديثه إلى التطرق إلى مسرحية «الساروت» معتبرا أنه نص يتضمن نوعا من الكوميديا السوداء، ويقارب مواضيع الحق في العدالة والمساواة والوجود، ويعطينا أيضا وجها آخر للحسين الشعبي الذي اعتدناه ناقدا وصحافيا، مشددا على أن البحث عن المعنى ظل شيئا يؤرق هذا الكاتب المسرحي. وتجدر الإشارة إلى أن النص المسرحي «الساروت» الذي يعد أول إصدار للحسين الشعبي، الذي سبق له أن ألف مسرحيات عديدة لم ينشرها، اشتغلت عليه فرقة نادي المرآة للمسرح بفاس خلال الموسمين الماضيين، وأخرجه حسن علوي المراني. كما عرضت مسرحية «الساروت» في العديد من المناطق والمدن المغربية، وقدمت في عدة مهرجانات منها الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس، ومهرجان الموناستير بتونس، ومهرجان مسرح الجنوب بكلميم، إضافة إلى مهرجان المسرح الاحترافي بفاس حيث نالت جائزة برج النور للتأليف، إضافة إلى مهرجان طنجة المشهدية. عزيز المجدوب