فاخر: الانتدابات دمرت الأندية

قال المدرب الوطني امحمد فاخر، إن مستوى ونتائج المنتخب الجيدة، ليست معيارا لقياس تطور الكرة الوطنية. وأضاف فاخر في حوار مع "الصباح"، أن بعض المسؤولين يستفيدون من صفقات انتقال اللاعبين، ويثقلون كاهل الأندية بالنزاعات. وكشف فاخر أن كرة القدم تسير بوتيرتين مختلفتين، واحدة تمثل الأندية الوطنية، وأخرى تسهر عليها الجامعة، وتخص المنتخبات الوطنية. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: نور الدين الكرف ما هو السبيل للقضاء على النزاعات التي تهدد مستقبل كرة القدم الوطنية؟ > ليس هناك من سبيل سوى الاعتماد على التكوين، ومنح فرصة للاعبين الشباب المكونين داخل الأندية، بدل اللجوء إلى الانتدابات "الفارغة"، التي تكلف الخزينة مبالغ كبيرة، وربما تجر الفرق إلى عقوبات وخيمة وتسيء إلى سمعة الكرة الوطنية في المحافل الدولية. لكن ذلك قد يتنافى مع مبادئ المنافسة العادلة... > أبدا، لأن الغاية من الانتدابات ليست في الكمية، وإنما في النوعية، من خلال جلب لاعبين قادرين على تقديم الإضافة، لهم إمكانيات غير متوفرة في البطولة، وليس انتداب عناصر لملء دكة الاحتياط كما هو موجود في اغلب الفرق الوطنية. اللاعب الأجنبي من المفروض أن يقدم الإضافة وتستفيد منه البطولة ويكون بمثابة القدوة التي يتبعها اللاعب المحلي، الذي يتابع جل البطولات الدولية، وعلى دراية تامة بما يجري في الدوريات العالمية. هناك من يتهم فاخر بعدم منح فرصة للشباب، هل هذا صحيح ؟ > غير صحيح، والتاريخ شاهد على ذلك، إذ منحت عدة فرص للعديد من الشباب الذين تألقوا في البطولة، ومنهم من احترف خارج أرض الوطن. أعطي الأولوية للجاهزية التي لا يحددها السن، بقدر ما تتحكم فيها أمور أخرى. ما هو دور الجامعة حسب رأيك؟ > دور الجامعة يتجلى في تنظيم المنافسة ومراقبتها، مع الحرص على مراقبة الصفقات المشبوهة، التي من شأنها أن تؤثر على صورة المغرب على المستويين المالي والرياضي. تشارك أنديتنا في المنافسات القارية والعالمية، ولا يمكن تقديم منتوج ضعيف، كما أن منتخبنا بلغ العالمية وتأهل إلى نصف نهائي مونديال قطر، لذلك يجب أن تكون أنديتنا مهيكلة على أعلى مستوى، ويشرف متخصصون على عملية الانتدابات بدل مسيرين لا يفكرون سوى في تلميع صورتهم والاستفادة من بعض الصفقات. كيف ذلك؟ > للأسف هي حقيقة لا غبار عليها، هناك من يستفيد من بعض الصفقات، ولا يهمه المستوى التقني بقدر ما تهمه استفادته الشخصية. ولو وضعنا أشخاصا مثل فوزي لقجع رئيس الجامعة، على رأس الأندية لضمنا على الأقل تكوينا على مستوى عال، ولم نكن لنحتاج لانتداب لاعبين يبحثون فقط عن المال، ويرون في المغرب بوابة نحو أوربا. ما هي في نظرك الأندية التي تعتمد على التكوين؟ > لا أريد الخوض في هذا الموضوع كي لا أتهم بالتشويش، لكن واقع الحال، يؤكد أن أندية كالفتح الرياضي وأكاديمية محمد السادس والجيش الملكي رائدة في المجال، عكس بعض الفرق الكبرى، التي تجد صعوبة في الاستثمار في المجال بسبب المشاكل السابق ذكرها، في مقدمتها تدخل جهات لا تهمها سوى مصلحتها الشخصية على حساب المصلحة العامة. كيف يمكن التغلب على هذه الظاهرة؟ > الجامعة لديها آليات المراقبة، ويمكنها محاربة هذه الظواهر المسيئة لسمعة كرة القدم الوطنية، من خلال الضرب بقوة على أيدي المستهترين الذين لا يفكرون سوى في مصالحهم الشخصية. قطعنا أشواطا بعيدة على مستوى المنتخبات لكن للأسف لا ينعكس ذلك على الأندية باستثناء البعض، وهي أندية معدودة، ولكن لا يمكن لقطار التنمية أن يسير بسرعة متفاوتة بين القاعدة والقمة. ماذا عن مستقبل فاخر؟ > في الوقت الحالي أنا في فترة راحة، أتابع المباريات وأسجل بعض الملاحظات التي من شأنها أن تفيد كرة القدم الوطنية مستقبلا. صحيح أنني راكمت تجارب كثيرة لكنني أشعر أنني في حاجة إلى المعرفة والاستفادة من تجارب مدربين كبار، لأن أساليب اللعب تتغير بسرعة كبيرة، والمدرب في حاجة لمواكبة هذا التطور، فكرة القدم اليوم غير كرة الأمس، وهذا أمر طبيعي في كل المجالات وعلى المدرب الطموح أن يجتهد للمواكبة. بطاقة تقنية جيل الأسود محظوظ هل بإمكان الأسود أن يواصلوا توهجهم مستقبلا؟ > لم يعد أمامهم من خيار غير ذلك، لأنهم بلغوا القمة بعد وصولهم لنصف نهائي المونديال، والمحطة المقبلة ستكون هي التتويج باللقب القاري، لأن كل شيء متوفر طاقم تقني في المستوى وجامعة تسهر على كل صغيرة وكبيرة، والمنافسة ستقام على أرضنا وبين جماهيرنا، واعتقد أن هذا الجيل محظوظ لأن كل الظروف مواتية للتتويج الذي غاب عن خزانتنا منذ فترة بعيدة. كرة القدم في إفريقيا تشهد طفرة نوعية في السنوات الأخيرة، لأن كل المنتخبات تعتمد على اللاعبين الذين يمارسون في أوربا، مع بعض الاستثناءات طبعا، لكن المنافسة لن تخرج عن المنتخبات الكلاسيكية من قبيل المغرب وتونس والجزائر ومصر والسنغال والكامرون مع إمكانية ظهور بعض المنتخبات المتطورة. على العموم تظل فرصة المغرب وافرة، ومع ذلك وجب الاحتياط، لأن كرة القدم لا تعترف سوى بالمردود داخل أرضية الميدان، وغير مسموح لنا بإضاعة هذه الفرصة، بعد طول انتظار. الكرة الوطنية تسير بوتيرتين ومع ذلك نجح المنتخب الوطني في بلوغ نصف نهائي المونديال... > هذا ليس معيارا لقياس مستوى تطور الكرة في بلادنا، إذ يجب إحصاء عدد اللاعبين المكونين بالمغرب الذين شاركوا في مونديال قطر، لأن الناخب الوطني اعتمد بشكل كبير على اللاعبين المحترفين الذين قدموا إضافة حقيقية للأسود. هل يجب إعادة النظر في التكوين؟ > نعم، والابتعاد عن التعامل مع المجال بمنطق تجاري مع اللاعبين. هناك مسيرون اشتغلت معهم يقدسون عملهم ويحترمون قرارات المدرب، عكس آخرين لا يفكرون سوى في استفادتهم أو فقط في تدبير المرحلة ولا يضعون أرضية للخلف، وهذا ما لاحظناه في الآونة الأخيرة، إذ أن معظم المسيرين لا يفكرون سوى في تدبير المرحلة التي يوجدون فيها، وبعد ذهابهم يتركون الفرق غارقة في الديون وهكذا دواليك، لذلك أطالب بالمحاسبة. هذا يعني أن كرة القدم الوطنية تسير بوتيرتين مختلفتين... > بطبيعة الحال، وهناك وتيرة المنتخبات التي تسهر عليها الجامعة، وفق استراتيجية واضحة، ووتيرة الأندية التي تسهر عليها المكاتب المسيرة بعقليات مختلفة، تتحكم فيها العديد من الأمور في مقدمتها الضغط الجماهيري. في سطور ■ الاسم الكامل: امحمد فاخر ■ تاريخ ومكان الميلاد: 27 يوليوز 1957 بالبيضاء ■ المهمة: مدرب وطني ■ الأندية التي دربها: الرجاء الرياضي والجيش الملكي ونهضة سطات واتحاد سيدي قاسم وحسنية أكادير والمغرب الفاسي والمغرب التطواني والنجم الساحلي التونسي سبق له تدريب المنتخب الأول في 2006

فاخر: الانتدابات دمرت الأندية

المدرب الوطني قال إن هناك من يستفيد من صفقات انتقال اللاعبين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تطوان يحصن مواهبه

كمين يقود إلى حجز 40 ألف "قرقوبية"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات