يكثر الحديث عن التكوين في الملتقيات التي لها علاقة بالشباب، إذ تعقد سنويا مجموعة من اللقاءات التوجيهية للتلاميذ، سواء من قبل الوزارة أو المدارس والجماعات الخاصة، التي ترغب في استقطاب الطلبة، لكن هناك فرص كبيرة لا يتم الترويج لها بشكل كبير رغم أهميتها. وإذا كانت مدارس الهندسة والتدبير والتجارة قليلة مقارنة بعدد الحاصلين سنويا على الباكلوريا، ما يجعل كثيرين يتوجهون إلى الكليات دون هدف، باعتبارها الخيار الأخير للطالب، فإن هناك مدارس التكوين المهني التي أصبحت أكثر أهمية من الكليات. واستمدت مكاتب التكوين المهني قوتها وجاذبيتها من الإصلاح الذي شملها في السنوات الخمس الأخيرة، بإدخال تخصصات جديدة، وتحيين برامج التدريس، وتحسين نوعية الطلبة الذين يلجونها. وبخصوص هذه الثورة التي يشهدها التكوين المهني، فتستمد قوتها بدورها من تحول المغرب إلى قاعدة صناعية دولية، فبالإضافة إلى المشاريع القائمة حاليا، والتي تشغل عشرات الآلاف في قطاعات مثل السيارات وأجزاء الطائرات، فهناك مشاريع ضخمة ستفتح في المغرب وتحتاج إلى يد عاملة مؤهلة، خاصة في ميدان الطاقات النظيفة والمواصلات والتعدين وغيرها. ع.ن