الفنانة التشكيلية تقدم أعمالها برواق محمد الفاسي يتواصل إلى غاية 17 دجنبر الجاري، برواق محمد الفاسي بالرباط، معرض فني للفنانة التشكيلية فاطمة العسري تحت اسم "بدون عنوان". وتعد الفنانة فاطمة العسري، خريجة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، وسبق أن نظمت العديد من المعارض الفنية داخل المغرب وخارجه، وهي مصممة لعدد من الأعمال الفنية لعدد من المواعيد والتظاهرات الفنية الكبيرة، منها تصميم درع التكريم للمهرجان الدولي للعود وملتقى الأندلسيات بشفشاون 2024، ومصممة سينوغرافيا ملتقى الأندلسيات بشفشاون 2024، وسينوغرافيا 2023 للمهرجان الدولي للعود بتطوان، وسينوغرافية مسرحية السفر في زمن معطل 2022. وعن معرضها "بدون عنوان" أوضح عز الدين بوركة، باحث في الفنون البصرية المعاصرة، أن أعمال فاطمة العسري ليست مجرد لوحات، بل هي مشاهد درامية، مساحات من القلق والتساؤل، تصرخ فيها الألوان والأشكال بما لا يمكن للكلمات أن تقوله. إنها دعوة للتأمل، ليس فقط في الأعمال ذاتها، بل في ذواتنا، في علاقتنا بالعالم وبأنفسنا. في النهاية، تبقى هذه اللوحات "بدون عنوان"، لكنها تحمل في طياتها كل العناوين الممكنة، لأنها تعكس حقيقتنا العارية، تلك التي لا يمكن اختزالها في جملة واحدة. وقال عز الدين بوركة: في عتبة اللون، حيث تتقاطع الخطوط مع الفراغ والكتلة مع الهاوية، ينهض عمل فاطمة العسري بوصفه صرخة بصرية، كأنما تستدعي الغياب لتجعله حضورا مشحونا بالأسئلة. هنا، لا يمكن أن تُقرأ اللوحة بوصفها سطحا مبسطا، بل هي تضاريس معقدة تتشابك فيها الألوان والأشكال، تلتقي وتتنافر، كما لو أنها مرآة تتشظى لتعكس هشاشة الإنسان في عالم متسارع كالسيل الجارف. في هذا الحيز الذي تسميه الفنانة "بدون عنوان"، نواجه انكسارات الهوية وارتباكات الذات في عصر تتكاثر فيه الصور حد الاختناق، وتكاد الأشكال الهندسية تبتلع أي معنى. تتبدى اللوحات كشبكة من التوترات، حيث تتعايش الضربات الحرة مع قسوة الزوايا، وكأنها استعارة بصرية للإنسان الممزق بين رغبته في الحرية وسجنه داخل إطارات نمطية صنعها بيديه. تلك الأشكال الهندسية ليست مجرد مربعات أو مستطيلات، بل هي أقفاص رمزية، تحكم قبضتها على الذات، تضيّق عليها الحلم والامتداد، وتُعلّقها في فضاء متشابك، بلا بداية ولا نهاية. الإنسان هنا ليس كيانًا متكاملًا، بل أجزاء متفرقة، أشلاء من المعاني التي فقدت انسجامها، تبحث عن مأوى في الفوضى. الألوان في أعمال العسري ليست مجرد عناصر تجميلية، بل هي لغة بصرية نابضة بالصراع. الأحمر، الحاضر بقوة، يبدو كأنه دم ينزف من جرح مفتوح، أو صرخة ضد التسطح والاختزال. الأخضر، الذي يتناثر كوميض أمل، يتكسر أمام الأسود، الذي يبتلع كل شيء في دوامة من العدم. الأزرق ينساب كأنفاس متقطعة، يلامس الحافة ثم يتراجع، وكأنه يحاول أن يجد فضاءً رحبًا لكنه يصطدم بجدار صلب. وتعتبر فاطمة العسري، من بين الفنانات التشكيليات اللواتي بصمن على أكثر من عمل فني، سواء داخل المغرب أو خارجه، كما كان لها دور بارز في إثراء المشهد الثقافي بالمغرب، من خلال معارضها الفنية بعدد من التظاهرات الفنية، إذ تكونت وشاركت في عدة ورشات فنية مثل ورشة الحفر بمهرجان أصيلة الدولي، وورشة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بالإضافة إلى ورشة الحفر بالمعهد الاسباني بطنجة. أحمد سكاب (الجديدة)