رواق «ألما آر» لخليل بوعناني فضاء لالتقاء الحداثة بالتراث يحتضن رواق "ألما آر غاليري" بالبيضاء، ابتداء من 12 دجنبر الجاري، معرضا تشكيليا استعاديا للفنان عبد الله الديباجي تحت عنوان "ذكريات". ويستعيد المعرض الذي يحتضنه الرواق، الموجود بزنقة "ميشيل أنج" المتفرعة عن شارع أنفا، لوحات من محطات إبداعية مختلفة في مسار الديباجي، تعكسه تطور منجزه الصباغي، على امتداد مسيرته الإبداعية منذ نهاية السبعينات، أي منذ مرحلة التصوير التعبيري في البدايات إلى التجريد الغنائي المعاصر. وتتسم لوحات الفنان التشكيلي بالاعتماد على المزج بين الخيال والظل عبر تموجات تعتمد اللون الأزرق، في إحالة على لون البحر، الذي ترعرع الفنان عبد الديباجي على جنباته. ورأى عبد الله الديباجي النور في 1952 بأزمور وتلقى تعليمه في مدارس الفنون الجميلة بتطوان ولييج البلجيكية، وهو معروف بمشاهده الحضرية النابضة بالحياة وتقنياته التصويرية الفريدة. يلتقط الديباجي عناصر مثل الأبواب والنوافذ والشوارع والحشود، معبرا عن انعكاسها على البشر وبيئتهم. ويتخذ الفنان التشكيلي عبد الله الديباجي، المولود بمدينة أزمور، ويعيش ويشتغل بالجديدة، بعدا فاصلا بينه وبين لوحاته، التي أسس لها عبر مسار غني ومثقل بالتجارب الشخصية. درس عبد الله الديباجي أصول الفن التشكيلي بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان قبل أن يلتحق بأكاديمية الفنون الجميلة بلييج في بلجيكا، ونظم عدة معارض فردية منذ 1981 بكل من ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والجزائر وعدد من المدن المغربية، كما شارك في معارض جماعية منذ 1977 بأوربا في كل من ألمانيا وفرنسا وإيران. ويعد رواق "ألما آر" لصاحبه خليل بوعناني فضاء فنيا في قلب العاصمة الاقتصادية مفتوحا من أجل تعزيز الفنون البصرية، إذ يقدم الرواق نفسه باعتباره مساحة يلتقي فيها التراث والحداثة، حيث تختلط أصوات الفنانين المعروفين والمواهب الشابة الواعدة، ويعد هذا النهج الفريد بإثراء المشهد الفني المغربي المزدهر من خلال تعزيز الحوار بين الأجيال. وحسب المشرفين على الرواق فإنه يهدف إلى المساهمة في الحركية التي يعيشها سوق الفن بالمغرب، من خلال توفير منصة عامة لكبار الفنانين الذين يتمتعون بشرعية معينة ويتمتعون بخبرة طويلة، من خلال تنظيم معارض فردية لهؤلاء الفنانين الكبار، مع السماح في بعض الأحيان للمواهب الشابة بتقديم أعمالها، بشكل يمكن الفنانين المخضرمين من الاقتراب من الأجيال الجديدة للانغماس في الفن التشكيلي الجديد. عزيز المجدوب