المخابرات والإرهاب… لعبة القط والفأر

اختراق شبكات المتطوعين للقتال وتحديد مسارات الجهاديين القاعدة هي أنه كلما تطورت أساليب البحث والتحري، طور المجرمون تقنيات التخفي وتنفيذ الجرائم، في ما يشبه لعبة القط والفأر، بين الأجهزة الأمنية والمطلوبين للعدالة.هذه التقنية لم تغفلها عناصر "ديستي"، إذ تعاملت بذكاء مع الخلايا الإرهابية ما مكن من تفكيك العديد منها. وبالنظر إلى مجموع الخلايا الإرهابية التي تم تفكيكها منذ أحداث الدار البيضاء 2003، ومرورا بأحداث حي الفرح 2007، راكمت مديرية مراقبة التراب الوطني، تجربة مكنتها من التعرف بشكل واضح على ملامح العدو رقم 1، في العالم، وهو الخلايا الإرهابية، سواء منها النائمة، أو التي هي في آخر أطوار الإعداد لعمليات تخريبية.ومكنت الأبحاث والتحاليل التي أجرتها عناصر الفرقة، في تحديد مسارات الإرهاب، وطريقة تحويل اتجاه تجمعات التنظيمات المتطرفة المخصصة للتدريب شبه العسكري، أو التجنيد الذي يسبق التوجيه إلى بؤر التوتر التي تؤجج حماسة الجهاديين، وتستهوي شغفهم الجهادي.فمن أفغانستان إلى العراق ثم منطقة الساحل ومالي فسوريا وليبيا، تغيرت معها إستراتيجية تتبع خريطة المنافذ المؤدية إلى هذه البؤر، سيما أن المقاتلين، غالبا ما ينوون العودة إلى بلدهم، محملين بأفكار تكفيرية وبتجربة قتالية، يبحثون عن فتح جديد لترجمتها على أرض الواقع.ومن بين العمليات التي أحبطتها "ديستي" بعد تتبع خلية إرهابية تطلق على اسمها خلية "البتار"، واستعانت عناصر مكافحة الإرهاب، بكل الوسائل العلمية لتتبع أفراد الخلية قصد إيقافهم في الوقت المناسب. وكانت رسالة وداع أطلقها أمير الخلية في الشبكة العنكبوتية، نقطة الإسراع في إيقاف المتهمين، الذين أظهرت الأبحاث معهم أنهم خططوا لاغتيال شخصيات عمومية وأجانب وضرب أهداف أجنبية وأخرى وطنية، والسطو على المؤسسات البنكية وسيارات نقل الأموال لتمويل مخططاتهم التخريبية.ومن بين المخطوطات التي حجزت في منزل المشتبه فيه الرئيسي، صاحب "رسالة الوداع" كتابات تشير إلى الأهداف التي رسمتها الخلية، من بينها مخطوط يحتوي على تصميم يحدد موقع مقر أمني بالبيضاء، كان الغرض منه الاعتداء على عنصري شرطة ونزع سلاحهما، إذ أن المراقبة التي أجراها أمير الخلية لهذا المقر، بينت له أن عنصري أمن يتكلفان بالحراسة الثابتة، وخطط لاغتيالهما ونزع سلاحهما، رفقة معاونيه، إلا أنه في يوم التنفيذ فوجئ بأن المقر يوجد به أزيد من ستة عناصر ما دفعه إلى العدول عن التنفيذ. وكان المتهم الرئيسي خطط لتحويل سلاح الشرطيين، إلى سلاح كاتم للصوت، يمكن من إنجاز المهمات بسهولة وسرعة تؤمنان نجاح العمليات. وكشف البحث أيضا أن أمير الخلية متخصص في المعلوميات ويسير شركة مختصة في الاستشارات المعلوماتية، سعى إلى ربط الاتصال بعناصر القاعدة في المغرب الإسلامي، كما طالبهم بتزويدهم بالسلاح، مقابل تأمين اتصالاتهم الالكترونية في المغرب مع تابعيهم، عن طريق حمايتها وعدم اختراقها من قبل الأجهزة الأمنية.هذه صورة واحدة للعمليات التي تنفذها مصالح الاستخبارات، ناهيك عن تفكيك العديد من شبكات تهجير المقاتلين إلى بؤر التوتر، والتي نشطت بشكل كبير في مدن الشمال، إذ تم تحديد مسارات المرشحين والوصول إلى أعوانهم بإسبانيا، ما شكل تعاونا بين السلطات المغربية والإسبانية، لإيقاف العديد من أباطرة تهجير المغرر بهم تحت ذريعة القتال، وطرق تمويل رحلاتهم وأيضا الجهات المستقبلة لهم.المصطفى صفر

المخابرات والإرهاب… لعبة القط والفأر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إسبانيا خارج مرمى "داعش" بفضل "ديستي"

الاستخبارات... عيون لا تنام

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات