أسرار الجهاز القوي في كشف الجرائم العابرة للقارات وتفكيك خلايا الإرهاب قبل سنوات كانت لبعض المغاربة نظرة سلبية على عمل الاستخبارات، بدعوى أنه قائم على أساليب غير شرعية وفيه انتهاك كبير للحقوق والحريات، وهي نظرة موروثة عن نظرة الفرنسيين لعمل الاستخبارات، الذي ارتبط في أذهانهم بتواطؤ بعض رجال المخابرات الفرنسيين مع العدو الألماني خلال الحرب بين البلدين.غير أن هذه النظرة السلبية بدأت تتغير في السنوات الأخيرة، خاصة بعد حدوث تطور سريع للجرائم العابرة للقارات، كان أهم تجلياته، الأحداث الإرهابية ل11 شتنبر 2001، بأمريكا، و16 ماي بالبيضاء 2003، وأحداث 11 مدريد 2004، وتنامي التنظيمات الإرهابية وإحساس المواطنين المغاربة بأن الأمن أساسي وبأن ما تقوم به المخابرات المغربية من عمل هدفه الأول والأخير الحفاظ على سلامة هذا المواطن.فتحت "الصباح" النقاش في هذا الملف الذي يسعى إلى الجواب عن مجموعة أسئلة من قبيل ما أسباب قوة المخابرات المغربية؟ وما هي طرق اشتغالها التي جعلت دولا عريقة مثل إسبانيا وفرنسا تعترف بهذه القوة وتطلب "ودها"؟أسئلة حاولنا الإجابة عليها من خلال خبراء أمنيين وإستراتيجيين وكذا من خلال تقديم أرقام وإحصائيات تظهر هذا المجهود، الذي نأمل أن يتضاعف حتى تصبح لدى المواطن المغربي، نظرة شبيهة بالنظرة الأنجلوساكسونية لعمل الاستخبارات الذي تعتبره "عملا نبيلا"...الصديق بوكزول