شباب الجالية بالجارة الشمالية ينخرطون في الإنقاذ والتنظيف وإطعام المتضررين لا يمر حدث وطني أو دولي، خاصة عندما يتعلق الأمر بكوارث طبيعية، إلا ويترك الشباب المغربي أثرا طيبا، ولمسة واضحة في نفوس المتضررين، وهو ما بدا بشكل جلي في الأحداث الأليمة الأخيرة، في منطقة فالنسيا بإسبانيا. وتدخل الشباب المغاربة لمساعدة السلطات الإسبانية منذ الساعات الأولى للكارثة، إذ ساهموا في الإنقاذ، كما كانوا حاسمين في البداية قبل وصول فرق الإنقاذ، في انتشال الجثث من الأودية والبرك المائية. وانخرط الشباب المغربي، من الجنسين، في تقديم المساعدة، وكسبوا قلوب الإسبان، الذين كانوا مذهولين من قوة الكارثة الطبيعية، التي لم يشهدوا لها مثيلا في العقود الأخيرة. ووردت عشرات المقاطع المصورة، التي تظهر همة المغاربة وخصالهم، إذ في وقت استسلم فيه الإسبان لقوة الكارثة، تدخل الشباب المغربي وعدد من الإسبان، إضافة إلى شباب جاليات أخرى، في عمليات انتشال الجثث، في مشاهد مؤثرة جدا، إذ كان بعضها يطفو فوق المياه، بينما كان آخرون عالقين وسط الركام. وجمع المغاربة عشرات الجثث، إذ لم يجدوا مكانا لوضعها فيه، خاصة في اليوم الأول، الذي انقطعت فيه الطرق ودمرت البنية التحتية، ما جعل الجيش الإسباني يركز على عمليات الإنقاذ باستخدام طائرات الهيلوكوبتر، وكان المغاربة يضعون الجثث في مناطق لا يصل إليها الماء، والبعض الآخر وضعوه في صناديق السيارات. وبعد نجاح الإسبان في الوصول إلى المناطق المنكوبة، لم تتوقف جهود المغاربة، إذ انصرفوا لأعمال أخرى، بعد استكمال انتشال الجثث، إذ حملوا معداتهم، وانخرطوا في التنظيف، إذ أن جميع الشوارع والأزقة، كانت مكسوة بالوحل. وبما أن المحلات التجارية والسلع أفسدتها مياه الفيضان، ظل جزء كبير من السكان بدون مطاعم، كما أن السلع كانت شحيحة، وهو ما قرر المغاربة تعويضه، إذ أطلقت نداءات جعلت العديد من الأشخاص ينتقلون إلى مكان الحادث، وتوفير مطاعم متنقلة، وشرعوا في إعداد الطعام للمتضررين. ومن جهة أخرى، هناك من تطوع لمساعدة السلطات الإسبانية في توزيع المساعدات الغذائية، الأمر الذي ترك أثرا طيبا في نفوس مواطني الجارة الشمالية، إذ أشادوا بجهود المغاربة، إلى درجة أن الجيش الإسباني كرم بعض الشباب منهم، لتفانيهم في العمل والتطوع في أعمال التضامن. عصام الناصيري