شهادات إنسانية ونقدية تدارست تجربته الإبداعية والشعرية استحضر الأديب عبد اللطيف شهبون، صورا ولحظات جميلة في علاقته بزميله الشاعر عبد السلام الموساوي منذ أن تعارفا في بدايات مشوارهما الإبداعي والنقدي والمهني، مثنيا على صداقتهما جعلاها "معنى للأخوة"، مستعرضا جوانب الصدق في صداقة شاعر وأديب توطدت "لاحترامهما وتقديرهما فكرة الصداقة أحسن تقدير". وقال في شهادته في حق الموساوي المكرم الجمعة الماضي في حفل بمديرية الثقافة بفاس، "الصداقة الحقيقية، في عرف السي عبد السلام الموساوي، ليست صلة دم أو جيرة أو زمالة أو شراكة فحسب"، و"ليس كل من يتحدث عن الصداقة، يكون قادرا على زرعها في محيطه، فلا يزرع الصداقة إلا من يسقيها بماء من إنسانيته". الإخلاص والمودة والتسامح، ماء إنسانية سقى به هذا الشاعر التاوناتي، صداقته بزميله الأديب شهبون، بعد "تجارب كثيرة في الحياة تعرفت فيها على أصدقاء المصالح وما أكثرهم، كما توطدت علاقتي بأصدقاء يقدرونك لذاتك وليس لأن معك يحققون مصلحة خاصة" يقول شهبون في شهادته في حق المحتفى به. لقاءات ثنائية وجماعية جمعت الرجلين بمقاهي فاس العالمية أيام كانت "عامرة بالمثقفين في ثمانينات قرن أفل قبل أن تصبح اليوم غاصة بجمهور كرة القدم ويحتل فضاءها اليباب حين هيمن عليها جمهور الإلتراس"، بتعبير الأديب والكاتب والجامعي شهبون، مسترجعا ذكرياتهما بمقاه شاهدة على مشاريعهما في الكتابة. وقرب شهبون جمهور قاعة دار الثقافة بفاس، من مشاهد وصور علاقة صداقة وطيدة مع الموساوي، مسترجعا ما خزنته ذاكرته من ذكريات في جلساتهما بمقاهي فاس وجولاتهما بشارع محمد الخامس وتزودهما بزاد العلم والثقافة من أكشاكه المختفية، وتجوالهما في الدروب الضيقة لفاس العتيقة، لحد التعب وتخمة الاستمتاع. واسترجع عبد اللطيف شهبون عادة الرسائل المكتوبة بخط اليد وبأسلوب شاعري وبفقرات بليغة وبروح حميمية شفيقة، وكيف كانت "تشحن أمسياتي الباردة ببعض الدفء وتحمل لي الجديد من المعطيات والمستجدات"، ليخلص إلى "ما كان يهمه من تلك الرسائل، هو الحيوية التي تمنحها للمرسل إليه" يختم شهادته في حق الموساوي. واحتفى معهد صروح للثقافة والإبداع وترأسته الشاعرة نبيلة حماني، بالتجربة الشعرية للموساوي في حفل قدمت فيه قراءات فيها من قبل مبدعين ونقاد وباحثين من مجايليه، من قبيل محمد الفتحي ونصر الدين شردال ومحمد وهابي ومحمد السعيدي، بحضور أدباء وأساتذة جامعيين وجمهور شغوف بالشعر ومشتقاته. وللشاعر الموساوي ابن دوار آيلة بظهر السوق بتاونات، عدة مؤلفات وإصدارات منها دواوين "خطاب إلى قريتي" و"عصافير الوشاية" و"هذا جناه الشعر علي" و"لحن عسكري لأغنية عاطفية" و"عناكب من دم المكان"، إضافة إلى كتب أخرى منها "البينات الدالة في شعر أمل دنقل" و"الموت المتخيل في شعر أدونيس". حميد الأبيض (فاس)