تنامي الجرائم العائلية بدكالة

عرفت دكالة مجموعة من جرائم القتل راح ضحيتها أصول وفروع بتراب إقليمي الجديدة وسيدي بنور، واتخذت منحى تصاعديا خلال العشرية الأخيرة، وباتت فعلا ظاهرة تؤرق المجتمع وتخلخل قيمه وتوازناته. وأضحت قاعة الجلسات رقم 1 بمحكمة الاستئناف بالجديدة، تعرف باستمرار محاكمة ضالعين في القتل تحركت ميولاتهم العدوانية بدوافع متعددة، في مقدمتها نقص في القوى العقلية لحظة القيام بها، وإتيانها تحت تأثير منبهات عقلية، والشك بالخيانة والتصفية الجسدية للاستفراد بالإرث. وتمتلك دكالة سجلا حافلا بهذا النوع من جرائم القتل العائلية، ولعل أبشعها تلك التي تورط فيها "ع ذ" في 2016 إثر مذبحة بدوار "القدامرة" بجماعة سبت سايس، أزهق من خلالها أرواح عشرة ضحايا ضمنهم والده ووالدته وزوجته، واختلط فيها الدافع باضطرابات نفسية والشك بالخيانة. وغير بعيد، وبالضبط في جماعة سبت سايس المجاورة، أجهزت امرأة على شريك حياتها بضربة قاتلة على الرأس لخيانته لها . وفي العونات، أجهز شخص خمسيني على شقيقه الستيني بطعنه حد الموت، طمعا في الاستحواذ عما يمتلكه من أرض وأموال، سيما أن الضحية غير متزوج وبدون أولاد . وبسيدي بنور كانت فصول أفظع جريمة لتصفية شريك الحياة، خططت لها الزوجة بإحكام شديد وأعدت لها العدة الكافية لتنفيذها، بل حاولت بكل ذكاء طمس معالم جريمتها النكراء وتمويه مسار البحث. وفي التفاصيل، اهتز سكان تجزئة الفتح على وقع اندلاع النيران بمنزل كان يؤوي زوجين وطفلهما، وكانت الزوجة باكية مولولة تزف للجيران انفجار قنينة الغاز واحتراق زوجها، انطلى في البداية هذا الخبر الزائف عليهم وتقاسموا معها المواساة. وعلى خلفية ذلك، حضر رجال الدرك والوقاية المدنية وانتشلوا جثة الزوج المتفحمة من ألسنة اللهيب، وأفادت الزوجة أن تسرب الغاز أدى إلى وقوع انفجار ومصرع الزوج في عز نومه. وفي الغد، وببيت العزاء، لبست الزوجة المزدادة في 1974 البياض وتقبلت التعازي في زوجها المزداد في 1946 والمتقاعد من معمل السكر لدكالة، الأب لطفل آخر من زواج أول، لكن على الجهة الأخرى كان المركز القضائي للدرك الملكي بسيدي بنور، يستجمع كل التفاصيل المملة عن الحياة الزوجية التي كانت تجمعهما، وفي خضم ذلك ظهر خيط رفيع من إفادة الجيران بأن الخلافات كانت بينهما متأججة باستمرار. استدعيت الزوجة إلى مقر الدرك بشارع الجيش الملكي، وحوصرت بالعديد من الأسئلة التقنية والدقيقة، وفي لحظة طأطأت رأسها وباحت بالمستور، إذ صرحت أنها ضاقت ذرعا بتصرفات الضحية واشتكته مرارا إلى السلطات الأمنية والقضائية لتعنيفه لها، وأنها في ليلة الجريمة عقدت العزم على تصفيته وطلبت من ابنها منه جلب البنزين، موهمة إياه أنها تحتاجه لغسل أوان منزلية. وانتظرت عودة زوجها في حالة سكر، ولما استوى في فراش نومه قامت بتغطيته وهي بذلك منحته كل الأمان الممكن، قبل سكب كمية البنزين كاملة عليه وهو في عز نومه، ثم أطلقت صنبور غاز البوتان من قنينة صغيرة، ولما عم مختلف أرجاء غرفة النوم أضرمت النار فيها ، وتركت زوجها يتفحم وسط لهيب النار، وخرجت مولولة صارخة طالبة نجدة الجيران. وبعد إعادة تمثيل جريمتها العائلية، وخضوعها للتحقيق، حكمت عليها غرفة الجنايات بالجديدة بالإعدام. عبد الله غيتومي (الجديدة)

تنامي الجرائم العائلية بدكالة

دوافعها كثيرة وفي مقدمتها اضطرابات نفسية وشكوك بالخيانة والطمع في الإرث

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأسود يتألقون بالملاعب الأوربية

«كلنا نغني" يصل المغرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات