فريق من الشباب المغاربة يحرز المركز الثاني في مسابقة دولية تحولت المدارس العليا المغربية وبعض الجامعات إلى مشتل للطاقات الشابة، التي تشبعت بثقافة المقاولة، وتقديم الحلول لمختلف المشاكل التي يعانيها العالم، في وقت لم تتمكن فيه الشركات بعد من الوصول إلى حلول مستدامة في مختلف المجالات، على رأس الانتقال الطاقي والطاقات النظيفة وحلول لمواجهة نقص المياه وغيرها. وهناك مئات المقاولات الناشئة داخل هذه المدارس والجامعات، إذ في وقت يدرس فيه الطلبة مواضيع نظرية في الفصول، يحاولون تطبيق معارفهم واختبارها ميدانيا، من خلال إنشاء مقالات تبحث وتطور حلولا مستقبلية، يمكن أن ترافقهم في حياتهم المهنية، إذا ما تمكنت هذه المقاولات من الحصول على دعم وتمويل. وفي هذا السياق تمكن فريق المغرب، الذي يمثله طلبة المدرسة المحمدية للمهندسين، التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، من حصد إنجاز مشرف، بحصوله على المركز الثاني عالميا، في مسابقة كأس العالم "إناكتوس" 2024، التي أقيمت في الأسابيع الأخيرة بكازاخستان. وشارك الفريق المغربي بمشروع حول تطوير حلول مستدامة وفعالة في تربية النحل، إذ يهدف المشروع إلى معالجة التحديات البيئية والاقتصادية مع تعزيز ممارسات الزراعة المستدامة. ويعرف كأس العالم للمقاولة الاجتماعية، بأنه حدث دولي يجمع طلبة المدارس والمعاهد العليا، والذين يقدمون مشاريع رائدة قادرة على مواجهة التحديات الآنية. واستطاع الفريق المغربي أن يحصد المركز الثاني في المسابقة، وهو ما يظهر أهمية المشاريع التي يتقدم بها المغاربة. ويأتي هذا التتويج في سياق شهد تتويج مجموعة من الفرق المغربية، سواء كانت المشاريع للتلاميذ أو الطلبة، في مجالات جديدة، من قبيل الروبوتات والذكاء الاصطناعي. وتعتبر مشاركة المغرب في هذه السنة، امتدادا لمشاركات منتظمة، إذ يحضر ممثله في المسابقة للمرة 21 في تاريخ المسابقة التي تنظم سنويا في دول مختلفة. ويشارك الفريق في المسابقة الدولية، بعد مسابقة وطنية يتبارى فيها المشاركون من المدارس المغربية، والفائز يمثل المغرب في المسابقة الدولية. وتشارك في المسابقة 33 دولة من مختلف قارات العالم، بينها ثلاث دول من إفريقيا، ويتعلق الأمر بمصر وتونس والمغرب. يذكر أن المغرب سبق له أن احتل مراكز متقدمة في النسخ الماضية، إذ كان وصيفا للبطل في 2014، كما احتل المركز الثالث في 2015. عصام الناصيري