من حضر المؤتمر 33 للاتحاد الإفريقي للموثقين، سيتأكد لا محالة، أن الدبلوماسية ليست حكرا على من فوضتهم الدولة مباشرة للتحدث باسمها ونسج علاقات مع الدول الأجنبية، والدفاع عن المصالح العليا، وسيتأكد أيضا أن الدبلوماسية متاحة لأي كان، ومن أي موقع، بل إنها رسالة نبيلة للتعريف بالقضايا العادلة، ودفع الأمم والدول إلى التعرف على واقع الحال، واتخاذ قرارات، لا يؤثر عليها تأثير مستلب أو معاد، بل رسالة تظهر الحقيقة للغير، ويعترف بها ويدرك المكائد التي تحاك في الخفاء، والسيناريوهات التي تنسج في صالونات العسكر. لم أجد واحدا ممن حضروا مؤتمر الاتحاد الإفريقي للموثقين بمراكش، يتحفظ عن التحدث عن عظمة المملكة، وجمال مدن الصحراء المغربية، بل ويعلن صراحة عن موقفه الداعم لقضية الوحدة الترابية، ويستفيض في شرح البواعث الخفية لمن يكن العداء. أجمل ما سمعته استشهاد أكثر من مؤتمر، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الإفريقي للموثقين، بمقولات صاحب الجلالة، بل وجدت نفسي، حائرا أمام ترديده جملا من الخطابات التي تناولت إفريقيا، في قوله السامي، واضطررت غير ما مرة إلى محاولة استكشاف إن كان المتحدث يحفظ فقط المقولات، أو تملى عليه، بمباغتته بسؤال حول مصدر الخطاب ومناسبته، لأجد الرد سريعا وشافيا. لنتحدث إفريقيا، ولنجعل إفريقيا تثق في إفريقيا، وغيرها من المقولات التي أوردها الملك في خطاباته، لم تنس، بل ظلت راسخة في أذهان الأفارقة، وعلى رأسهم موثقو الاتحاد الإفريقي. قد نكون نحن من يعيش داخل المملكة، بعيدين عن التأثير والتأثر، لكن العبارات التي يرددها جلالة الملك، في خطاباته السامية، تظل راسخة في أذهان الأفارقة، بل ويتخذونها منهاجا، للسير وفقها قصد تحقيق التنمية والرقي والازدهار، إنهم فعلا يشعرون أنها تمثلهم، وأنها تستجيب لطموحاتهم. رئيس الاتحاد الإفريقي، لم يتردد في التعبير عن إعجابه بالمغرب، وعن التذكير بمقولاته التي تخص إفريقيا، بل إنه يحفظها عن ظهر قلب، ويعتبرها نبراسا يستنير به، كما يثني على الموثقين المغاربة، وما يقدمونه عبر مجلسهم الوطني، من دعم لزملائهم في القارة، بل يعتبر أن المهنيين المغاربة فخر لإفريقيا، بما حققوه من تقدم في الرقمنة، وما قدموه من دعم وشراكات لأشقائهم في مختلف دول القارة السمراء، في سبيل تجويد الخدمات وركوب التحول التكنولوجي نحو رقمة مختلف الخدمات. غابت الجزائر وتونس عن المؤتمر 33 للاتحاد الإفريقي، لكن حضرت كل دول الاتحاد، بل أكد متدخلوها في جلسات وأشغال المؤتمر، أن المغرب قوة، وأن مهنيي التوثيق المغربي، تبوؤوا المكانة العالمية، في مجال الرقمنة، بل شكلت الداخلة محطة لانتقاء أول مرشح إفريقي لرئاسة الاتحاد الدولي، المحتكر من أوربا وأمريكا. قد لا نشاهد ما يقع، ولا نستشعر أين نحن، لأننا داخل الميدان، بينما المتفرج من خارج الميدان، يرى الصورة كاملة قبل أن يحكم. المصطفى صفر للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma