أعتقد أن جل المغاربة يؤمنون بالحب، إلا أنني لا أتصور أن هذه المشاعر كافية لإنجاح العلاقات، سيما الزوجية، إذ لابد أن ترافقها نقط أخرى، لا تعد أقل أهمية من الحب، من قبيل الاحترام وتقدير الآخر، والتفاهم، والمساندة المعنوية بين الطرفين.في منظوري أن الحب بدون احترام، يخلق المشاكل ويكون سببا في قتل المشاعر الصادقة. بالنسبة إلى الرومانسية وعلاقتها بالمجتمع المغربي، أعتقد أن فئة كبيرة من المغاربة يحملون في طياتهم هذه الصفة الجميلة والنبيلة، إلا أنها تفشل في التعبير عنها أو ممارستها، لاعتبارات كثيرة. ومن النقط التي لا تساعدها على ذلك، الدارجة المغربية، إذ يجد الشخص صعوبة كبيرة في التعبير عن مشاعره وحبه، باستعمالها، وهذا ما يفسر الاستعانة بكلمات أجنبية لتوصيل حبه للطرف الآخر، عكس اللبنانيين والمصريين، الذين ينطقون بكلمات الحب، بكل جمالية ورقة. دون أن ننسى أن الثقافة المغربية، من بين الأسباب التي تجعل الكثير من المغاربة يبقون مشاعرهم سرا، إذ أن إعلان مظاهر الرومانسية، يمكن أن تعتبره بعض فئات المجتمع المغربي نوعا من الضعف. من جهة أخرى، فإن فئة كبيرة يتظاهرون بالرومانسية، وينجحون في إقناع الطرف الآخر بأنهم كذلك، إلا أنهم في الحقيقة يصطنعون الأمر، لأسباب تختلف من شخص إلى آخر.ممثلة ومطربة بودربالة: عيد الحب ضرب من الوثنية الخطير في الاحتفال بعيد الحب، أن بعض المغاربة يخلدون هذه المناسبة دون وعيهم بقصة هذا اليوم وتاريخه، والأمر يهم أيضا شباب الدول الأجنبية. وللأسف فهذه الفئة، سيما المغاربة، تكون بذلك تخلد عيدا كان من عبادات الوثنية، وصار من عادة النصرانيين. وشخصيا لن أنتظر هــذا العيــد لأعبــر لزوجتي عــن حبي وعشقــي لها، فلابد أن يكــون ذلك فــي كــل يــوم، وكلما دخلت إلى منزلي، سيما أن الاحتفال بهذا العيد لا علاقة له بثقافة المغاربة ولا بعاداتها. من جهة أخرى الكثير من المغاربة، لديهم مفهوم خاطئ عن الرومانسية، إذ يتصورون أن تعدد الصديقات وإظهار الحب لكل واحدة منها، تدخل في الشق المتعلق بهذه الصفة الجميلة، لابد أن تعي هذه الفئة مفهوم الحب في الدين الإسلامي، صحيح أنها كلمة تتكون في حرفين فقط، إلا أن مفهومها كبير، وهي أصل من أصول الإسلام، ومن حقائق الإيمان. أتأسف لمفهوم هذه الكلمة لدى الكثير من الشباب المغربي، الذين يعانون فقرا في الحب الحقيقي الذي أوصى به ديننا الإسلامي، إذ أضحى، بالنسبة إليهم، وسيلة للوصول إلى بعض المصالح المختلفة. أنا متأكد أنه إذا تعرف بعض الشباب على مفهوم الحب الخالي من المصالح، سيكونون أكثر رومانسية، وستكون حقيقية وليست مصطنعة. على العموم فأنا أؤمن بالمقولة "لا تعتمد على الحب فهو نادر". لاعب دولي سابق غاني: بعض المغاربة "حشوميين" أعتبر أن الحب محور حياة كل شخص، سيما الفنانين، وأنا شخصيا آخذ بعين الاعتبار هذه النقطة لاختيار أعمالي الغنائية، إذ غالبا ما تدور مواضيعه حول الحب، سواء كان من طرف واحد، أو متبادل. كما أن الكثيــر من الأشخــاص غير الحب مجــرى حيــاتهم، وقلبها رأسا على عقب، وكان له تأثير كبير في اتخاذ قرارات مصيــرية بالحيــاة ســــواء المهنيــة، أو الـعــائليــة، أو الشخصيــة. من جهة أخرى، فالرومانسية، انطلاقا من منظوري الخاص، من سمات المغاربة، إلا أن أسبابا كثيرة تمنعهم من ممارستها وإعلانها أمام الملأ. وأبرز تلك الأسباب، "الحشومة"، إذ مازال البعض يعتبرها "طابو"، ومن المشاعر أو الصفات التي يجب أن تظل سرا بين الشريكين، وهو ما يجب أن يتغير بشكل جذري، باعتبار أن كبت الأمر يمكن أن يعود سلبا على الشريكين، ويكون سببا في إنهاء العلاقات، سيما إذا كان أحد الطرفين يهتم برومانسية الطرف الآخر، ويحب أن يلمسها فيه، وأن يظل الأمر مناسباتيا، كما يحدث خلال الاحتفال بعيد الحب. ولمناسبة ذكر هذا العيد، أريد التأكيد أن هذه الاحتفالات أضحت بدعة، لا أجد أنها مناسبة يجب تخليدها، والسبب بكل بساطة أن الاحتفال بالحب يجب أن يكون على مدار السنة، وألا يخصص له يوم واحد. هي مشاعر يجب أن يعبر عنها في كل يوم، وفي كل ساعة.مطرب العلوي: طرق التعبير تختلف لا يوجد شيء يمنعني من الاحتفال بالحب، إلا أنني أفضل أن أحتفل به على مدار السنة، وألا أخصص له يوما واحدا في 365، علما أنني أسعد كثيرا إذا توصلت بهدية من زوجي لهذه المناسبة. الحب هو مسألة وجود. أحب عائلتي والحياة والجمال وزوجي، وهو من بين المشاعر التي يمكن أن تؤثر في بدرجة كبيرة. ولا أعتقد أن اختياري لشريكي، اعتمادا على الحب، كان خطأ، إذ في كل مرة أتأكد أنه كان اختيارا صائبا ومناسبا. الأمر الوحيد الذي يزعجني في الاحتفال بالحب، إضافة إلى أنه يكون ليوم واحد، أن البعض يستغل هذه المناسبة لأسباب تجارية لا علاقة لها بمشاعر الحب والرومانسية، إذ تحاول الكثير من المحلات التجارية جذب الزبناء، من خلال وضع عروض خاصة لهذه المناسبة، وترويج تجارتهم. المغاربة لا يحتاجون إلى مبادرة تلك المحلات لإظهار رومانسيتهم، باعتبار أنها جزء من كل واحد منا، إلا أن طرق التعبير عنها تختلف من شخص إلى آخر. كما أن ثقافتنا لها دور كبير في "خنق" الرومانسية فينا، إذ غالبا ما يخجل البعض من التعبير عنها، عكس ثقافة شعوب الكثير من الدول، الذين لا يضيعون الفرصة لكشف تلك الأحاسيس، بالقول والفعل، دون مناسبة.ممثلة استقتها: إيمان رضيف