دراسة لـ"اليونيسيف" تؤكد أن أزيد من 300 ألف يغادرون الدراسة سنويا دون شهادة كشفت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف" وجود أزيد من 300 ألف مراهق وشاب يغادرون مقاعد الدراسة سنويا قبل التمكن من إتمام السلك التعليمي الإلزامي الذي يخول لهم الحصول على شهادة تمكنهم من الاندماج في سوق الشغل. معطى أكده رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، الذي شدد خلال ندوة نظمتها اليونيسف، مساء أول أمس (الأربعاء) بالرباط، على أن كثيرا من الشباب لم يتمكنوا من إتمام دراستهم والنجاح في حياتهم، "وحين نحلل الأرقام والتفاصيل، نجد أن شرائح معينة هي التي تقع ضحية هذا الوضع"، محيلا على المعطيات الإحصائية التي قدمها المرصد الوطني للتنمية البشرية أخيرا.ورغم أن وزير التربية الوطنية، ثمن خلال الندوة ذاتها التقدم الذي حققه المغرب في مجال تعميم التمدرس وتحقيق أهداف الألفية "فربما المغرب هو البلد الذي استدرك أكبر قسط من العجز في هذا المجال"، إلا أنه نبه إلى وجود مخزون في المقابل، يكشف أن مغربيا من بين كل ثلاثة اليوم ليس له أي مستوى تعليمي، ما يعني أن لدينا عملا كبيرا لنقوم به لنطور هذه الإحصائيات.وأردف بلمختار، في السياق ذاته، بالقول إنه رغم تعميم التمدرس، مازال الهدر وعدم المساواة سائدين، "ففي المستوى الابتدائي، وصلنا إلى معدل يقارب 100 في المائة، لكن في الإعدادي لا يتعدى هذا المعدل 79 في المائة، و50 في المائة في الثانوي.أرقام مثيرة أخرى كشف عنها وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، خلال اللقاء ذاته، تبرز أن 14 في المائة من الأسر التي لها طفل بين السابعة والخامسة عشرة سنة، لديهم على الأقل طفل لا يتمدرس، مضيفا أن أطفال الوالدين اللذين لا مستوى دراسي لهما، 30 في المائة منهم فقط يتمكنون من بلوغ الثانوي، والذين وصل آباؤهم إلى الابتدائي تبلغ نسبتهم في الثانوي، 50 في المائة، "وهذا يعني أن هذا المخزون سيستمر ولا يمكننا القضاء عليه بشكل مفاجئ"، يتأسف بلمختار.وضع تعليمي مقلق، جعل منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف" وسفارة كندا بالمغرب، تطلقان، خلال اللقاء ذاته مشروع "فرصة" لدعم الشباب في وضعية هشاشة بالمغرب من أجل تنمية مهاراتهم الحياتية.وتستند هذه المبادرة التي تدعمها وزارة الشؤون الخارجية والتجارة والتنمية بكندا إلى تجربة اليونيسيف بالمغرب منذ عقود في الإنجاز الملموس لبرامج ترمي إلى إحداث تغيرات هيكلية لتيسير الاندماج الاجتماعي والاقتصادي للشباب الأكثر هشاشة. كما يدعم هذا البرنامج أيضا إدماج التدخلات الوطنية لصالح هذه الفئة ووضع حل مندمج بالعمل إن على مستوى المراهقين المهددين بالانقطاع الدراسي، أو على مستوى الشباب والمراهقين خارج المدرسة.وفيما نوه وزير التربية الوطنية والتكوين المهني بتفعيل هذه المبادرة التي قال إنها تدخل ضمن المحاور ذات الأولوية بالوزارة، وتأتي في سياق مبادرات سبق أن قامت بها وزارته تستهدف بالأساس الشباب في وضعية هشاشة، وسيمكن بالتالي برنامج "فرصة" من تعزيزها بغية الحصول إلى نتائج ناجعة وسريعة، أفادت ساندرا ماكارديل، سفيرة كندا بالمغرب، أن هذا المشروع يأتي ضمن أولويات سياسة التعاون الكندية في المغرب، مشيرة إلى أن التعاون الكندي بالمملكة يتمحور حول الشباب والتنمية الاقتصادية "ونحن فخورون بالإسهام ب8 ملايين دولار في هذا المشروع الذي نأمل أن يضمن مستقبلا للعديد من الشباب المغاربة".هجر المغلي
.jpg)
دراسة لـ”اليونيسيف” تؤكد أن أزيد من 300 ألف يغادرون الدراسة سنويا دون شهادة
