أكاديمية البارصا… استثمار تؤرقه الملاعب

الفريق الإسباني يشترط الإشراف على الاختباراتأعطت أغلب بلدان العالم اهتماما واسعا للمدارس الكروية، اعتمادا على منهجيات علمية مدروسة من أجل نشأة صحيحة للممارس ، وزرع حب هذه الرياضة في دواخله ليكون لاعبا مميزا في المستقبل، لكن الآية معكوسة تماما عندنا في المغرب، فالهدف الأساسي لهذه المدارس خصوصا الخاصة منها، الربح المالي بعيدا عن أي منهجيات تدريسية أو تأطيرية.في أغلب دول العالم عندما ترغب أي مؤسسة في افتتاح مدرسة لكرة القدم يتم الاتفاق على دفتر تحملات من أجل تحديد الأهداف تحت وصاية من جامعتها، لكن الآية معكوسة أيضا ومن أراد افتتاح مدرسة فعليه البحث عن أرض معشوشبة ويبدأ في توزيع مناشير يحدد فيها ثمن الخدمة، إلا في استثناءات قليلة، هذا دون الحديث عن الأشخاص الذي يدعون امتلاكهم حق افتتاح مدارس باسم الريال والبارصا من أجل جذب أكبر عدد من الآباء الراغبين في تسجيل أبنائهم. النقل الخاطئ للنموذج المصريخلال فترة التسعينات غزت العاصمة المصرية أندية انجليزية لافتتاح مدارس كروية بها رغبة منها في جذب عدد أكبر من المحبين وربح سوق ظلت إلى وقت قريب موزعة بين «أهلاوي أو «زملكاوي»، ولتحويل كرة القدم من مجرد تعصب وصراع دائم إلى ترفيه، من خلال افتتاح مدرسة يكون هدفها الاستمتاع باللعب دون هدف البحث مستقبلا عن الاحتراف أو اللعب للأهلي أو الزمالك، حلم كل ممارس لكرة القدم بمصر.وبالفعل نجحت أندية مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وأرسنال في تحقيق الهدف، بل إن مدرسة الأخير في مصر نجحت في تحويل نادي «وادي دجلة» من فريق مغمور بقسم المظاليم (الهواة بالمغرب) إلى فريق يشارك في الاستحقاقات القارية.في المغرب العكس تماما، إذ باستثناء مدارس كروية نجحت في أن تجعل من كرة القدم ممارسة وتعلما وترفيها، ظلت باقي النماذج تدخل في إطار النصب والاحتيال باسم أندية عالمية لا تربطها بها أي علاقة. ملياران لـ "الفرانشيز"ليكون لك الحق في استعمال الهوية البصرية «لوغو» لأي فريق عالمي وجلبه إلى المغرب ك «فرانشيز» (توكيل للاشتغال)، عليك المرور بعدد من المراحل أهمها أداء مبلغ مالي يتراوح بين 400 ألف أورو ومليوني أورو، حسب اسم النادي وتاريخه وجماهيريته بالمغرب، مع تجهيز ملعبين للتداريب بمرافقهما الصحية ومستودعاتهما على الأقل، مع الالتزام بالتصريح بكل أعداد الممارسين لديك بالمدرسة.ويلزم الفريق مقدمي طلب الحصول على «الفرانشيز» باستقبال لجنة خاصة من قدماء لاعبيه من أجل القيام بزيارة إلى الملاعب المقترحة لاحتضان مدرسة كرة القدم، لإعداد تقارير تكون حاسمة في اتخاذ قرار منح ال»الفرانشيز» من عدمه.يقول غابرييل اكديرة، صاحب توكيل «أرسنال» و»البارصا»، بالمغرب الذي التقاه «الصباح الرياضي» بملعب ليطوال، «المفاوضات مع الفريق الانجليزي دامت حوالي سنة تم خلالها مناقشة جميع بنود العقد مع تحديد الدول التي يجب الاشتغال فيها، إذ في حال الرغبة في توسيع نشاط الاشتغال، عليك مضاعفة الثمن مع التأكيد على الاستعانة بمؤطرين انجليز وبمنهجية تدريبية وتأطيرية تتبع نموذج الفريق بانجلترا». الملاعب... نقطة الضعفتجارب المدارس الكروية الأجنبية على الخصوص قليلة بالمغرب، إذ لم تظهر بالمغرب إلا مع بداية الألفية الجديدة، ولم تقدم الأمل المرجو منها إلا في استثناءات قليلة، بالنظر إلى ضعف الاقبال وقلة الملاعب التي توفر الخدمة المرجوة.قلة الملاعب هي التي جعلت الكثير من الأندية العالمية تفكر ألف مرة قبل منح التراخيص لافتتاح فروع لها بالمغرب.المدارس الموجودة حاليا بالبيضاء، وفي ظل غياب الملاعب، لم تجد إلا ملعبا وحيدا هو ملعب نجم الشباب البيضاوي (ليطوال) ملاذا لها.يتراوح ثمن كراء ملعب بالبيضاء بين 400 و550 درهما للساعة الواحدة، أو الاتفاق على مبلغ شهري يتراوح بين 20 و50 ألف درهم. مدرسة الكرة.. دجاجة تبيض ذهبافي الفترة الأخيرة ظهرت أكثر من عشر مدارس بالبيضاء، هدفها الأساسي التكوين والتأطير، لكن الهدف غير المعلن هو أن هذا المجال أصبح مدرا للربح السريع دون عناء.لتفتح مدرسة بالبيضاء أو نواحيها لن تحتاج إلا إلى أرض بعشب سواء كان طبيعيا أو اصطناعيا، والباقي حملة تسويقية واستشهارية كبيرة، خصوصا على المواقع الاجتماعية لتبدأ في استقبال الراغبين في ممارسة متعة كرة القدم.حسب مصادر مقربة من المجال الرياضي، فالاستثمار يمكن أن يصل إلى مليار سنتيم مقسمة بين الملعب وباقي التجهيزات، أما الأرباح فيمكن أن تتضاعف في أقل من سنتين. مانشستر يتدخل لإغلاق مدرسة بالمغربفي ماي من السنة الماضية، تدخل مسؤولو مانشستر يونايتد الانجليزي من أجل إنذار أحد الرياضيين الذي أطلق اسم مانشستر يونايتد على مدرسة كروية بالبيضاء دون إذن من الفريق الانجليزي.وبالفعل نزع الرياضي كل إعلاناته من شوارع البيضاء ومن مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن هدد بالمتابعة القضائية.ويعتبر مانشستر من أكثر الأندية الانجليزية تشددا في موضوع بيع هويته البصرية أو توكيل أحد لافتتاح مدرسة باسم النادي العريق. أرسـنـال الاسـم الأوربـي الأولبالمغرب لا توجد إلا مدرسة كروية واحدة تابعة لناد عالمي، هي «أرسنال سوكر سكول المغرب» جرى افتتاحها قبل ثلاث سنوات بمبلغ استثماري يفوق مليارا، تم دفع أكثر من نصف المبلغ ثمنا للهوية البصرية لأرسنال، والباقي استثمار يهم الأمتعة الرياضية ومقر الشركة. تعمل أرسنال باستراتيجية الفريق الانجليزي في التدريب والتأطير وتعلن كل بداية موسم رياضي عن فتح الباب أمام لاعبين شباب من الأحياء الهامشية بالبيضاء لاختيار الموهوبين منهم للمشاركة في دوريات ببلاد الغال وانجلترا وكأس العالم «موندياليتو» الخاص بالصغار بالبرتغال.وبداية من الموسم الرياضي الجاري تم تحميل مسؤولية الإدارة التقنية لأرسنال سوكر سكول لغريغوري داي، الذي سبق له تحمل مسؤولية إدارة أجاكس أمستردام وأرسنال باليونان. ميلان يشترط 5 ملايين درهم اشترط مسؤولو أسي ميلانو الإيطالي مبلغ 5 ملايين درهم للسماح لأحد المغاربة بافتتاح مدرسة لكرة القدم تحمل اسم النادي بالبيضاء مقسمة على خمس سنوات (مائة مليون للموسم الواحد).واشترطوا أيضا الاطلاع على دراسة جدوى المشروع الرياضي وكافة التفاصيل المتعلقة به مع زيارة لوفد يمثل قدماء الفريق إلى البيضاء لإعداد تقرير مفصل عن كل شيء يهم المشروع قبل الموافقة. الـبـارصـا... أخـيـرا بالـمـغـربتفرض الإدارة التسويقية لإفسي برشلونة الاسباني شروطا تعجيزية من أجل الموافقة على افتتاح فروع لها في العالم بأسره، من خلال دراسة الطلبات وإيفاد اللجان لمعاينة الملاعب.ونظرا للشعبية التي يتمتع بها الفريق الاسباني بالمغرب، حاول الكثيرون اللعب على اسم مدينة برشلونة دون ذكر الاسم الخاص بالنادي «إفسي برشلونة» وإغراء الآباء بتسجيل أبنائهم، كما حاول كثيرون تزيين مقر المدرسة بألوان الفريق الاسباني وصور لاعبيه لإيهام الآباء بأن المدرسة فرع للفريق الاسباني بالمغرب، وهو غير صحيح، إذ أعلن الفريق الاسباني مرارا أنه لم يرخص لأحد بافتتاح مدرسة باسمه.وتنافست على الفوز بصفقة «بطاقة» البارصا ست شركات مغربية قبل أن تقرر إدارة الفريق الاسباني اختيار الشركة التي وافقت على مجموعة من الشروط.وبلغ المبلغ الاجمالي للفوز ب «بطاقة» البارصا 500 ألف أورو لمدة ثلاثة مواسم رياضية قابلة للتجديد، مع استفادة الفائز بالصفقة من إمكانية افتتاح مدارس في عدد من المدن المغربية والأولوية في حال الرغبة في افتتاح الفريق الاسباني لمدارس كروية أو أكاديميات بدول شمال إفريقيا، إضافة إلى الأحقية في افتتاح متاجر «ستور» خاصة بالفريق.ويتضمن برنامج الأكاديمية اعداد وتأهيل النشء والاكتشاف المبكر لمواهبهم منذ الصغر حتى مرحلة الاحتراف.ويعتبر الإعلان عن افتتاح أكاديمية البارصا الثاني خلال الفترة الأخيرة بعد إعلان مسؤولي أنتير ميلانو الإيطالي عن افتتاح أكاديمية رفقة الدولي السابق والمدير الرياضي الحالي للمنتخب الوطني عزيز بودربالة.وكان مسؤولو أرسنال الانجليزي أول من قرروا افتتاح مدرسة للفريق الانجليزي بالمغرب من خلال (أرسنال سوكر سكول المغرب) التي تتوفر على أكثر من 500 لاعب شاب.إنجاز: أحمد نعيم

أكاديمية البارصا… استثمار تؤرقه الملاعب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

زيادات مرتقبة في أسعار المحروقات

النادي السالمي يثير أزمة التحكيم بالهواة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات