جزئيات الإقصاء

توقفت رحلة المنتخب الوطني في مونديال أوزبكستان، بعد الخسارة أمام البرازيل بثلاثة أهداف لواحد في المباراة التي جمعتهما، أول أمس (الأحد) بالقاعة المغطاة ببخارى، لحساب الربع النهائي. وغادر المنتخب الوطني المونديال من محطة الربع النهائي للمرة الثانية تواليا، بعد نسخة ليتوانيا 2021، التي خرج منها أيضا على يد المنتخب البرازيلي، ليتأجل حلم أسود القاعة في بلوغ النصف النهائي إلى موعد لاحق. وساهمت أربعة عوامل أساسية في إقصاء المنتخب الوطني أمام البرازيل، وتتجلى في محدودية الاختيارات بسبب الإصابات وقلة التركيز وارتكاب الأخطاء، إضافة إلى خبرة وقوة منتخب "السيليساو». الإصابات عانى المنتخب الوطني كثرة الإصابات في صفوفه منذ انطلاق منافسات كأس العالم بأوزبكستان، بعد إصابة ثلاثة أسماء بارزة، إذ ظهر ذلك واضحا خلال مباراة البرازيل، رغم استرجاع خدمات إسماعيل أمزال، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لمجاراة التركيبة البشرية المتكاملة للبرازيليين. واعتمد المدرب هشام الدكيك على تسعة لاعبين فقط طيلة المباراة، مقابل اعتماد منافسه على 11 لاعبا، ما صعب عليه مأمورية تطبيق نظامه المعتاد، كما وجد صعوبة في إراحة اللاعبين بين الفينة والأخرى عبر إشراك لاعبين آخرين، بسبب محدودية لائحة الاختيارات. ورغم أن المنتخب الوطني وقف ندا للند للمنتخب البرازيلي في الشوط الأول، إلا أنه لم يتمكن من ترجمة الفرص إلى أهداف، بسبب قلة التركيز وغياب الفعالية. قلة التركيز أمام المرمى سقط المنتخب الوطني في فخ التسرع، بسبب غياب التركيز والفعالية أمام المرمى، إذ كان بمقدوره استغلال فرص سهلة في الشوط الثاني لو أحسن اللاعبون التعامل معها على نحو أفضل، فيما انتظر منتخب البرازيل الفرصة المواتية لتسجيل الهدف الأول بعد فراغ في الدفاع. وتبين من خلال المباراة أن مجموعة من لاعبي المنتخب الوطني يفتقدون التجربة الدولية، خصوصا أن معظمهم يخوضون المونديال لأول مرة، باستثناء سفيان المسرار وأنس العيان وسفيان بوريط وعثمان بومزو، الشيء الذي جعلهم يرتكبون أخطاء فردية مباشرة، وهو ما عبر عنه سفيان بوريط، حين قال ل"الصباح": "إن غياب التركيز نتيجة العياء ساهم بشكل كبير في خسارتنا أمام البرازيل". الأخطاء رغم أن المنتخب الوطني قدم أداء أفضل أمام البرازيل، مقارنة مع مبارياته السابقة، إلا أنها لم تخل من الأخطاء الفردية التي ارتكبها اللاعبون منذ انطلاق المباراة. وساهم خطأ مباشر للاعب سفيان الشعراوي في إضافة المنتخب البرازيلي هدفه الثاني، وكادت أخطاء أخرى أن تعمق جراح المنتخب الوطني. وحذر المدرب هشام الدكيك من ارتكاب المزيد من الأخطاء في الشوط الثاني، مطالبا اللاعبين بتجنبها أمام المرمى، كما دعاهم إلى عدم المبالغة في المراوغات، وهي النصائح الذي ظل يلح عليها طيلة المباراة دون جدوى. خبرة البرازيل ظهرت خبرة منتخب البرازيل واضحة أمام المنتخب الوطني، خصوصا في التعامل مع اللحظات العصيبة، إذ نجح البرازيليون في امتصاص اندفاع أسود القاعة في الشوط الأول، قبل أن يسجلوا الهدف الأول ضد مجرى اللعب، مستغلين في ذلك قلة تجربة لاعبي المنتخب الوطني. وبدا المنتخب البرازيلي متفوقا على المنتخب الوطني في نقطتين أساسيتين، حسن التعامل مع ضغط المباراة وخبرة لاعبيه في مثل هذه المنافسات العالمية، دون نسيان براعة حارس مرماه ويليام فيليب، الذي يرجع له الفضل في عدم عودة المنتخب الوطني في النتيجة، بعدما تصدى للعديد من المحاولات الخطيرة في الشوط الثاني، والدليل أن مرماه لم تستقبل سوى ثلاثة أهداف منذ انطلاق المونديال. تصريحات الدكيك: تمنيت مواجهة البرازيل في النهائي مدرب المنتخب الوطني قال إن جزئيات بسيطة وراء الهزيمة قال هشام الدكيك، مدرب المنتخب الوطني داخل القاعة، إنه تمنى مواجهة البرازيل في أدوار متقدمة، وبالضبط في المباراة السادسة أو السابعة في مونديال أوزبكستان 2024، إلا أن القرعة شاءت غير ذلك. وأضاف الدكيك أن لاعبي منتخب البرازيل ينهكون بدنيا مع توالي المباريات، وهو ما ظهر جليا في الشوط الثاني، الذي كان فيه لاعبو المنتخب الوطني الأفضل فنيا وبدنيا. وتابع: "هناك بعض التفاصيل الصغيرة التي تخوننا، وسنشتغل عليها مستقبلا، رغم أن هذه المباراة كانت الأفضل بالنسبة إلينا أمام منتخب قوي يتوفر على تركيبة بشرية متكاملة. حاولنا مجاراة إيقاعه، لكن للأسف اعترضتنا عدة مشاكل لا داعي للتحجج بها". وعبر الدكيك عن حسرته عقب الخروج من المونديال من ربع النهائي، معتبرا أن المنتخب الوطني قدم أداء جيدا ويستحق التأهل، بغض النظر عن قوة المنتخب البرازيلي، المصنف الأول عالميا. وكشف مدرب المنتخب الوطني أن اللاعبين لعبوا بإمكانياتهم واستماتوا طيلة المباراة، إلا أنهم لم يتمكنوا من تحقيق المبتغى، بسبب الإرهاق وكثرة الإصابات أمام منتخب يمتلك لاعبين مجربين، ومجموعة متكاملة تسمح لمدربه القيام بعدة خيارات، وزاد قائلا: «لم يكن المنتخب البرازيلي أفضل منا، فقد عانى أمامنا خصوصا في الشوط الثاني، الذي كنا فيه رائعين على مستوى اللياقة البدنية". واختتم الدكيك حديثه بالقول: "ينبغي الافتخار باللاعبين على كل ما بذلوه في بطولة كأس العالم، باعتبارها أفضل مسابقة على الإطلاق، وأقصينا من قبل أفضل منتخب في العالم، في الوقت الذي غادرت فيه منتخبات عالمية المنافسات مبكرا، مثل البرتغال وإيران". مدرب "سيليساو": عذبنا الأسود قال كزافيي ماركينوس، مدرب منتخب البرازيل، إن المنتخب الوطني كان منافسا قويا بالنسبة إليه، بالنظر إلى تقارب المدرستين البرازيلية والمغربية في لعبة كرة القدم داخل القاعة، خاصة من ناحية المهارات الفردية. وأضاف ماركينوس في تصريحات صحافية، أن منتخب بلده واجه أحد أفضل المنتخبات على المستوى العالمي، وتابع "واجهنا منتخبا متطورا جدا. لقد عذبنا المغرب في هذه المباراة". وعبر مدرب البرازيل عن سعادته بتجاوز عقبة المنتخب الوطني في ربع النهائي، متمنيا أن يواصل منتخب بلده مسيرته الناجحة في مونديال أوزبكستان. بوريط: التركيز خاننا قال سفيان بوريط، اللاعب الدولي المغربي، إن المنتخب الوطني عانى قلة التركيز أمام البرازيل، رغم أنه وقف ندا للند أمام بطل العالم. وأضاف بوريط في تصريحات صحافية، أن المنتخب الوطني قدم أداء جيدا، وكان بمقدوره الفوز لو لا بعض التفاصيل الصغيرة، وتابع "كنا نأمل في بلوغ النصف النهائي، إلا أننا لم نوفق بسبب سوء الحظ وغياب التركيز". وتابع: "طلب منا الدكيك تجنب المراوغات وتفادي الأخطاء ونشكره على كل ما قام به، كما نشيد بالدور الكبير، الذي لعبه الجمهور المغربي من أجل تحفيزنا على الفوز". أخبار منحة استثنائية للاعبين علمت "الصباح" أن جامعة الكرة ستخصص منحة استثنائية للاعبي المنتخب الوطني داخل القاعة، رغم الإقصاء أمام البرازيل في ربع نهائي كأس العالم بأوزبكستان 2024. وكشف مصدر مطلع أن المنحة المالية تتراوح بين 30 و40 مليون سنتيم لكل لاعب، بعد بلوغ ربع النهائي، فيما ينال المدرب هشام الدكيك منحة مضاعفة كما جرت العادة. ووعدت الجامعة اللاعبين بمنحة مالية غير مسبوقة لو بلغ المنتخب الوطني نصف النهائي أو نهائي المونديال. ماركينوس ينحني للعيان قام كزافيي ماركينوس، مدرب المنتخب البرازيلي، بتحية أنس العيان، لاعب المنتخب الوطني، بطريقة خاصة بعد نهاية المباراة. وانحنى المدرب ماركينوس احتراما للعيان قبل أن يعانقه بحرارة نظير المجهود الكبير، الذي قدمه اللاعب المغربي طيلة المباراة. وأبدى المدرب البرازيلي إعجابه الكبير بالأداء الذي أظهره المنتخب الوطني في الربع النهائي ضد منتخب "السيليساو". لقجع يهنئ الدكيك رغم الإقصاء اتصل فوزي لقجع، رئيس الجامعة، هاتفيا بالمدرب هشام الدكيك، بعد نهاية مباراة المنتخب الوطني ونظيره البرازيلي في ربع نهائي كأس العالم بأوزبكستان. وكشف مصدر مطلع، أن لقجع هنأ الدكيك على مسيرة المنتخب الوطني الناجحة في المونديال، رغم الإقصاء من ربع النهائي، مشيرا إلى أن رئيس الجامعة كان على علم بالمشاكل التي عاناها المنتخب الوطني، جراء كثرة الإصابات في صفوفه، لهذا تعهد بتقديم المزيد من الدعم للمدرب الدكيك والمنتخب الوطني مستقبلا. المنتخب يعود اليوم يعود المنتخب الوطني داخل القاعة إلى المغرب في رحلة عادية من مطار طشقند، إلى مطار محمد الخامس في البيضاء. وغادر أعضاء المنتخب الوطني مطار بخارى، أمس (الاثنين)، نحو طشقند، التي سيمضون فيها ليلة واحدة، قبل العودة إلى المغرب. وينتظر أن يلتحق لاعبو المنتخب الوطني بمركز محمد السادس لكرة القدم، بالمعمورة ضاحية سلا، لاستقبالهم من قبل فوزي لقجع، رئيس الجامعة، قبل العودة إلى عائلاتهم. إنجاز: عيسى الكامحي وتصوير: (أحمد جرفي وعبد الحق خليفة) (موفدو "الصباح" إلى أوزبكستان)

جزئيات الإقصاء

الإصابات والخيارات المحدودة وقوة المنافس وراء الهزيمة أمام البرازيل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"ميدفيلم" يعزز إشعاع السينما المتوسطية والأوربية

"شمس العشية" على "الأولى"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات