تفاصيل ملحمة بوخارى

حقق المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة إنجازا تاريخيا جديدا، بعد التأهل إلى ربع نهائي كأس العام بأوزبكستان، بعد الفوز على نظيره الإيراني بأربعة أهداف لثلاثة، خلال المباراة التي جمعتهما، أول أمس (الخميس) بالقاعة المغطاة في بوخارى، لحساب ثمن نهائي المونديال. وبدا اللاعبون واثقين من قدرتهم على الإطاحة بمنتخب إيران قبل انطلاق المباراة، لهذا خيم عليهم التفاؤل والارتياح، ومعهم المدرب هشام الدكيك، ومساعدوه، معتبرين أن المنافس لن يكون مخيفا، كما كان عليه في مونديال كولومبيا 2016، حين تجاوز عقبة منتخب البرازيل في نصف النهائي. وعليه، لم يخطئ حدس اللاعبين هذه المرة، وهم يقدمون ملحمة مغربية في بوخارى أبدع في إخراجها أيضا المدرب هشام الدكيك، والجمهور المغربي الذي لعب دورا بارزا في بقاء أسود القاعة في أجواء المونديال. الأمن والمنظمون يكتسحون القاعة فشلت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم بأوزبكستان، ومعها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في استقطاب الجمهور إلى القاعات المغطاة لمتابعة مباريات المنتخبات المشاركة، بغض النظر عن المجهودات التي بذلت منذ انطلاق هذه البطولة العالمية. وعلى غرار المواجهات السابقة، عرفت مباراة المغرب وإيران قلة عدد الجماهير، التي تكاد تكون معدودة على رؤوس الأصابع، بمن فيهم المشجعون المغاربة، الذين لم يتجاوز عددهم 70 فردا، بعدما فضل الباقي العودة من طشقند إلى المغرب، والدول الأوربية والعربية، التي جاؤوا منها. وعاينت "الصباح" حضور رجال الأمن والمنظمين بكثافة، سواء في محيط القاعة أو داخلها، وبدا واضحا أن عدد الذين أسندت إليهم مهمة التنظيم والتفتيش والمراقبة أكثر بكثير من عدد المشجعين، الذين تابعوا مباراة المنتخب الوطني ونظيره الإيراني. ورغم قلة الجماهير المغربية، إلا أنها خلقت أجواء احتفالية من خلال ترديد الهتافات والأناشيد التي ظلت تميزها طيلة المونديال مثل "سير..سير» و»جيبوها يالولاد» و»فيفا مغرب"، وغيرها من الأهازيج، التي كرست الاستثناء المغربي في هذه البطولة العالمية. المنتخب بتشكيلة ناقصة دخل المنتخب الوطني داخل القاعة أرضية القاعة المغطاة في بوخارى بتشكيلة ناقصة، عن المسموح به من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، إذ تكونت من 12 لاعبا فقط، في الوقت الذي ظهر فيه منتخب إيران بتشكيلة كاملة من 14 لاعبا. ويعود سبب ذلك إلى إبعاد اسمين بارزين عن اللائحة النهائية في آخر لحظة، بعد تعرضهما للإصابة، وهما عثمان الإدريسي وإسماعيل أمزال. ولم ينجح المنتخب الوطني في الدخول في أجواء المباراة، وارتكب لاعبوه بعض الأخطاء، التي منحت التفوق لمنتخب إيران، بواسطة هدافه محمد حسين، قبل أن يتمكن خالد بوزيد، الدولي المغربي المحترف ببرشلونة من إحراز التعادل، ثم أضاف اللاعب الإيراني رافي بور الهدف الثاني ضد مرماه، ليبسط المنتخب الوطني سيطرته على المباراة، رغم المحاولات الخطيرة التي كان يقوم بها الإيرانيون بين الفينة والأخرى. صرامة الدكيك ظهر المدرب هشام الدكيك أكثر صرامة وتركيزا في الآن نفسه، وتدخل في عدة مناسبات لتنبيه اللاعبين إلى أخطائهم، تارة بحثهم على إصلاحها وعدم تكرارها، وطورا باستبدال اللاعب المخطئ لمنحه قسطا من الراحة. وزادت حدة غضب الدكيك عندما تعرض خالد بوزيد لإصابة قوية غادر إثرها الملعب، خصوصا أن اللائحة النهائية ستتقلص إلى 11 لاعبا فقط، بعد إصابة كل من عثمان الإدريسي وإسماعيل أمزال، وقبلهما الثنائي يوسف جواد وبلال البقالي. بوزيد يغادر على كرسي متحرك لم تنفع الإسعافات الأولية التي تعرض لها خالد بوزيد في عودته إلى الملاعب، رغم المجهودات التي بذلها طبيب المنتخب الوطني المهدي الأمراني، ومعه أطباء تابعون للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". ورغم الضربة الموجعة التي تلقاها المدرب الدكيك بإصابة أحد أبرز لاعبيه، إلا أنه بقي مركزا على المباراة من خلال دعوة اللاعبين إلى الحذر أكثر، وعدم ارتكاب الأخطاء، وهو ما أثمر بإضافة هدفين متتاليين من قبل العميد سفيان المسرار وإدريس الرايس الفني. أما اللاعب بوزيد، فغادر الملعب على كرسي متحرك، وعلامات الحسرة بادية على محياه، لإدراكه أن الإصابة ربما تغيبه عن الملاعب لفترة طويلة. انتفاضة الإيرانيين حقق المنتخب الإيراني انتفاضة غير متوقعة مع انطلاق الجولة الثانية، بعدما استطاع تسجيل هدفين في أقل من دقيقتين، إثر فراغ كبير في خط الدفاع. وبدا واضحا تأثير الخروج الاضطراري للاعب بوزيد للإصابة، وتعذر تعويضه بلاعب آخر يملك المواصفات نفسها. وأمام اندفاع المنتخب الإيراني في الربع ساعة الأخير من الشوط الثاني، اضطر المدرب الدكيك إلى تغيير نهجه التكتيكي من الضغط على حامل الكرة إلى تحصين الدفاع، مع المراهنة على المرتدات الخاطفة، التي كادت تعطي ثمارها في عدة مناسبات، إضافة إلى استبدال الحارس عبد الكريم أنبيا بزميله يوسف بنسالم، الذي يحسن اللعب برجليه، بغرض تنويع اللعب، وإرباك حسابات الإيرانيين. قرارات تحكيمية مثيرة للجدل أثارت قرارات الحكم السويسري دانييل ماتكوفيتش علامات استفهام كبرى حول مشروعيتها، كما خلقت جدلا واسعا سواء أثناء مباراة المنتخب الوطني أو بعدها، خصوصا لحظة إشهار بطاقات مجانبة للصواب في حق عدد من لاعبي المنتخب الوطني وأعضاء من طاقمه الفني. وكادت المباراة تخرج عن السيطرة لحظة عودة الحكم إلى تقنية الحكم المساعد "فار" للحسم في ضربة جزاء عقب حصول اللاعب سفيان المسرار على الخطأ السادس، الذي يستوجب ضربة جزاء حسب قوانين لعبة كرة القدم داخل القاعة، أي إعلان ضربة خطأ دون حائط، على بعد 10 أمتار. ولم يتقبل المدرب الدكيك قرار الحكم واعتبره غير عادل، إلا أن تضييع اللاعب الإيراني يوسف خاه سجاد ضربة جزاء دفع الحكم إلى إعلان أسود القاعة فائزين ومتأهلين إلى ربع النهائي للمرة الثانية تواليا. الجمهور يتصدى لمؤامرة "لكرونو» فوجئ الجمهور المغربي، ومعه الطاقم التقني للمنتخب الوطني بالتوقف عن تشغيل عداد المباراة لبضع ثوان من قبل مندوبها، حينما كانت على مشارف نهايتها. وارتفعت صيحات المشجعين المغاربة، الذين احتجوا بشدة على تعطيل العداد في توقيت حساس، في وقت تدخل الطاقم التقني برمته لتنبيه مندوب المباراة إلى هذا الخطأ الفادح، ومساءلته عن الأسباب التي دفعته إلى عدم تشغيل "لكرونو» بمجرد استمرار اللعب، في وقت استغرب فيه عدد من الصحافيين تعيين مندوب برازيلي لمباراة سيكون أحد طرفيها منافسا مباشرا لمنتخب بلده البرازيل في ربع النهائي. فرحة هستيرية بعد المباراة عمت فرحة هستيرية داخل القاعة المغطاة في بوخارى، حيث تعانق اللاعبون مع المشجعين بعد نهاية المباراة، لتتواصل الاحتفالات في مستودع الملابس وأثناء مرور اللاعبين بالمنطقة المختلطة المخصصة للصحافيين، فيما تواصلت أهازيج الجمهور المغربي والتغني بالمنتخب والمغرب خارج القاعة. وعبر عدد من المشجعين في حديث ل"الصباح" عن سعادتهم بالتأهل إلى ربع النهائي، مشيدين بالإنجاز الكبير، الذي يحققه المدرب هشام الدكيك كل مرة. وقال أحدهم "كل مباراة يصاب فيها لاعب، ومع ذلك يجد المدرب الدكيك الحلول لهزم أقوى المنافسين عالميا". إنجاز: عيسى الكامحي وتصوير أحمد جرفي وعبد الحق خليفة (موفدو "الصباح" إلى أوزبكستان)

تفاصيل ملحمة بوخارى

أسود القاعة يهزمون إيران وسط جدل تحكيمي وفرحة هستيرية بعد المباراة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"المايسترو" على "دوزيم"

تسمم 26 تلميذا بخنيفرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات