وكيل الملك أمر بوضعه رهن الحراسة النظرية وتابعه بالتهديد بارتكاب جناية ضد عائلته أكدت مصادر مأذونة أن الشرطي، الذي احتج بالانتحار رفقة عائلته، أمام وفد رسمي مشكل من والي الجهة ووالي أمن البيضاء، ومسؤولين في الداخلية والأمن، غداة افتتاح مقر المنطقة الأمنية الجديد بحي مولاي رشيد بالعاصمة الاقتصادية، جرى إيقافه مساء أول أمس (الأربعاء)، ووضع رهن تدبير الحراسة النظرية للاستماع إليه وإحالته على النيابة العامة.وعلمت "الصباح" أن وكيل الملك لدى المحكمة الزجرية عين السبع، تابع الموقوف، الذي كان يمارس مهامه بالمنطقة الأمنية الحي الحسني، برتبة مقدم شرطة رئيس، من أجل التهديد بارتكاب جناية.وأوضحت مصادر متطابقة أن تطورات جديدة عرفها ملف الشرطي الذي احتج على قرار إلزامه بارتداء الزي الأمني، وظهر في شريط فيديو، وهو يلح على أن القرار جائر وأنه سينتحر رفقة أفراد عائلته، قبل أن يتدخل مسؤول أمني محاولا ثنيه، إلا أن الحالة التي كان عليها، جعلته لا يبالي بكلام رؤسائه ويتمادي في التشكي إلى خالد سفير، والي الجهة.وأكدت المصادر ذاتها أن دخول القضاء الواقف على خط الحادث، استبقه إجراء تأديبي، متع فيه الشرطي، بحقوقه في الدفاع عن نفسه، كما حضر مسطرة الاستماع التأديبي، مسؤولون في الأمن بينهم شهود عاينوا الواقعة.وووجه الشرطي بسيل من الأسئلة التي تدور حول الأسباب الذي دفعته لرفض ارتداء زي رجال الشرطة، والدوافع التي جعلته يحتج بهذه الطريقة غير المفهومة دون سلوك المساطر الإدارية الواجب اتباعها في حال التعرض إلى شطط، إلا أنه لم يرد بجواب مقنع، ما دفع مصالح المديرية العامة للأمن الوطني إلى اعتبار السلوك الذي صدر عن المعني بالأمر، منافيا للضوابط المهنية، كما أنه تسبب في عرقلة نشاط رسمي متمثل في حضور شخصيات عمومية لافتتاح مرفق عمومي، لتقرر تمهيديا إيقافه عن العمل في انتظار إخضاعه للإجراءات الإدارية والقانونية الواجبة في حقه. وأكدت مصادر "الصباح" أن الشرطي برتبة مقدم شرطة رئيس، اشتغل في مصلحة الشرطة القضائية بالحي الحسني لفترة طويلة قبل التحاقه بأمن مولاي رشيد، قبل عشرة أيام من وقوع الحادث، ليعمل ضمن الرتبة التي يتوفر عليها في سلك الأمن الوطني وإلزامه بمهام أخرى يعتبر فيها ارتداء الزي ضروريا، وهو ما لم يعجبه واعتبره ظلما، ليقرر الاحتجاج بالطريقة التي ظهرت للعموم في شريط الفيديو الذي حظي بمشاهدة واسعة.وأوضحت المصادر نفسها أن الشرطي وضع رهن الحراسة النظرية في معقل مقر ولاية أمن البيضاء، كما جرى الاستماع إليه في محاضر قانونية، لكشف ظروف وملابسات احتجاجه بهذه الطريقة، وأيضا حول تهديداته بالانتحار وتعريض أبنائه للمصير نفسه، وهي النقطة التي دفعت النيابة العامة للدخول على الخط، والبحث معه فيها، بعد أن وجهت له تهمة التهديد بارتكاب جناية.وينتظر أن يحال الشرطي المتهم، على وكيل الملك، صبيحة اليوم (الأربعاء)، في إطار مسطرة التقديم لاتخاذ الإجراء الملائم لهذه الحالة.المصطفى صفر