كرمة: «الكلمة» أعادتني إلى آسفي

قال أمين كرمة، المدرب العائد إلى أولمبيك آسفي، إن رئيس الفريق اقترح عليه العودة إلى تدريب الفريق قبل نهاية الموسم الماضي، من خلاله تعيينه مشرفا عاما، مضيفا، في حوار مع» الصباح»، أنه طلب تأخير الالتحاق بالفريق إلى بداية الموسم الكروي الجاري. وأكد كرمة بأنه جاهز للنجاح في هذا التحدي الكبير في مساره التدريبي، بدعم ومساندة كل مكونات الفريقـ رغم الصعوبات الكبيرة التي تعترضه، مشيرا إلى أن المكتب المسير، بقيادة الرئيس محمد الحيداوي، يعمل على توفير كل ظروف العمل من أجل إنجاح هذه المرحلة. وأفاد بأن هدف فريقه هو التنافس على مستوى أكبر، رغم أن ذلك ليس سهلا، وشدد على أن نجاحات المنتخبات الوطنية ستعود بالنفع على كرة القدم المغربية. في ما يلي نص الحوار: حدثنا عن ظروف عودتك إلى أولمبيك آسفي… عودتي إلى أولمبيك آسفي جاءت باقتراح من رئيس الفريق قبل نهاية الموسم الماضي بست أو سبع دورات، واقترح علي أن أشغل مهمة مشرف عام بالفريق، لكني اعتذرت له، وطلبت منه التريث إلى بداية الموسم الجديد، لأنني كنت بحاجة إلى بعض الوقت للراحة، وكشفت له بأنه حينها سيدلي كل طرف بوجهة نظره، وننتظر ما ستؤول إليه النقاشات. بعد نهاية الموسم جلسنا إلى طاولة الحوار من جديدـ وتطرق معي إلى الإمكانات التي يتوفر عليها الفريق، و الصعوبات التي يواجهها. بطبيعة الحال، عندما تكون ابن الفريق يجب أن تقدم بعض التنازلات. شعرت ببعض المسؤولية، وكان يجب أن أقدم المساعدة لفريقي، وفكرت مليا، واقتعنت بأنه يجب أن أدخل هذا التحدي، وقررت مجابهة الخصاص والمشاكل بالعمل، من أجل هدف واحد هو مصلحة الفريق. ماهي الأهداف التي حددتها مع مسؤولي الفريق؟ منذ أول لقاء لي مع رئيس الفريق، وضعت أمامه ثلاثة خيارات، ويجب أن يكون الجميع على علم بأي اختيار سنتفق عليه، لأن الفريق بحاجة إلى دعم جميع مكوناته وإلى تضافر الجهود، وبالتالي يجب أن تكون الأمورواضحة للجميع. تلك الاختيارات مرتبطة أساسا بالإمكانات المتوفرة لدى الفريق. أول خيار أنه في حال لم يتوفر الفريق على إمكانات كافية نتجه إلى الاعتماد على اللاعبين الشباب، من أبناء الفريق، ولكن هذا الاختيار يحتاج كثيرا من الوقت كي نشتغل باطمئنان، وهذا يتطلب على الأقل ثلاث سنوات، وبالتالي بدا أن الأمر صعب تنفيذه على أرض الواقع، بالنظر إلى تطلعات الجماهير، وتطلعاتنا نحن طاقما تقنيا. والاختيار الثاني يرتكز على المحافظة على ركائز الفريق، مع محاولة دعم الفريق بلاعب أو لاعبين، مع شرط أن يتم التمديد لكل اللاعبين، وبعدها نرى من سيكمل معنا، ومن سيغادر، مع وضع لاعبينا الشباب دائما في الحسبان. أما الاختيار الثالث فإذا أردنا أن نعلن لجمهورنا أننا سننافس من أجل التتويج بالألقاب، سأضع لائحة بأسماء اللاعبين الذين أرغب في انتدابهم، مع إعطاء الفرصة الكبيرة للاعبين الشباب، لكن قبلها أن يكون لدي فريق تنافسي، وأن أجري انتدابات على المقاس، تتيح لي الفرصة للتنافس على أعلى مستوى، كان الاختيار الأوسط هو الأقرب، وبالتالي تم التوافق بخصوصه. مع الأسف لم ننجح في الحفاظ على المجموعة بأكملها، بعد مغادرة لاعبين اثنين، لكن هذا هو التوجه الذي تم اختياره، ونتمنى أن ننجح فيه. ما هي الخلاصات التي خرجتم بها من معسكر الزيايدة؟ قبل ذلك كان هناك معسكر بآسفي. كان أوليا، وطلبت تنظيمه من أجل الوقوف على مستوى بعض اللاعبين، الذين طلبت تزويدي بأسمائهم، من قبل مدربي الفئات الصغرى. في المحطة الأولى تابعنا أكثر من خمسين لاعبا، وفي المرحلة الثانية تم تقليص العدد، وفي المرحلة الأخيرة تم اختيار اللاعبين الذين تم وضعهم رهن إشارة الفريق الأول، ووضع آخرين في فئة الأمل، من أجل منحهم فرصا أكبر، بعد التحاق لاعبي الفريق الأول وبرمجة المعسكر المغلق بابنسليمان (الزيايدة)، الذي شاركنا فيه بثلاثين لاعبا، في غياب صماكي وديارا اللذين تأخرا في الالتحاق بالمجموعة، وهو ماسبب لنا بعض المشاكل، لكن بمجرد وصولهما حاولنا تدارك ذلك. منتجع بنسليمان في مستوى عال جدا، بكل مكوناته، وكان العمل داخله إيجابيا. كما قلت سارت الأمور وفق ما خططنا له، وبرمجنا مباريات إعدادية، اخترت أن تكون ضد فرق قوية في البداية، عكس المعتاد، من أجل الوقوف على إمكانات اللاعبين الذين تم اختيارهم، وهل هم قادرون على تحمل المسؤولية. الأمور سارت في الاتجاه الصحيح، وسجلنا التزاما كبيرا للاعبين والمستوى كان كبيرا، مع احترافية للاعبين، وأعتقد أنه كان ناجحا. وماذا بعد ذلك؟ بعد العودة كان ضروريا اتخاذ قرارات تخص لاعبين شبابا، يجب أن يغادروا الفريق على سبيل الإعارة، لأنهم غير جاهزين للعب مع الفريق، وآخرون أظهروا أنهم جاهزون للعب، وبالتالي تم الاحتفاظ بهم، كذلك لاعبون وصلوا مرحلة الكبار، منهم من أثبت جدارته، وتم اختياره، ومنهم من كان يحتاج بعض العمل، والكل يعلم ذلك، ونحن هنا من أجل التغلب على كل الصعوبات. بخلاصة المعسكر مر في أجواء جيدة، اشتغلنا كثيرا، وأعتقد أننا بلغنا نسبة كبيرة من الاستعداد للموسم الجديد. لعبتم أربع مباريات ودية ضد فرق من القسم الأول ماذا استفدتم منها؟ فعلا، تم اختيار فرق من القسم الأول لإجراء مباريات ودية للوقوف على مستوى الفريق، خصوصا ضد فرق أقوى، لمعرفة مدى إمكانية التنافس معهم. عندما تلعب مباريات من هذا الحجم يتأكد بأن فريقك جاهز للتنافس، وحينها يعطي اللاعب للمباراة قيمتها، رغم أنها إعدادية، وليست رسمية. المباراة ضد فريق قوي تكون الفوائد منها أحسن بكثير، وكما قلت الاختيار هو قياس حجم الاستعداد، والوقوف على النقائص، خصوصا بعد إجراء تغييرات على مستوى مراكز الللعب، ورفع مستوى الإعداد بدرجة عالية. أغلب اللاعبون تجاوبوا مع طريقة الاشتغال، وكانت الأمور إيجابية، للأسف في فترة الإعداد لم يلتحق بنا ديارا وصماكي، إلا مع الاقتراب من نهاية المعسكر، بالإضافة إلى ويشو، الذي كان يعاني الإصابة. عرفنا ما لنا، وما علينا، واللاعبون بدورهم عرفوا ماذا نريد منهم، وكيف سنلعب، وسيبقى فقط تنفيذ ذلك على أرضية الملعب في المباريات الرسمية للبطولة. ما هي الأسباب التي دفعتك إلى تغيير مراكز لعب بعض اللاعبين؟ يقولون مكره أخوك لا بطل. كان أمامنا خيار وحيد وهو ملء بعض المراكز الفارغة، خصوصا أن هناك بعض اللاعبين لديهم إمكانات للنجاح في مراكز لم يتعودوا على اللعب فيها. اخترت إحداث التوازن داخل المجموعة واختبار لاعبين في مراكز جديدة، ونحتاج إلى ملئها، وبالتالي كانت الفكرة ناجحة، ولأن الفريق لا يمكنه إجراء الانتدابات، كان مفروضا علينا استغلال طاقات بعض اللاعبين، في مراكز الخصاص، وقلت حينها لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي، ونطلب تعزيز صفوف الفريق، كما يعلم الجميع أن لدي تجربة في التكوين، ومتعود على البحث عن الحلول، وإلى حدود اللحظة هؤلاء اللاعبون الذين غيرنا مراكز لعبهم أعطوا إشارات إيجابية، في انتظار التأكيد في المباريات الرسمية، وكما قلت سابقا، ومن أجل النجاح في هذا التحدي، يجب أن نجد الحلول. لا يمكن أن نتحدث عن الأخطاء، لكن نحن هنا للعمل والإصلاح، ويجب أن ننجح في المهمة. هل تعتقد أن نجاحات المنتخبات الوطنية ستعود بالنفع على الكرة المغربية؟ قبل أن نتحدث عن الشق التقني، يجب التأكيد أن النظرة السامية لملك البلاد، ووضعه خارطة طريق تم إنجاحها إلى حد كبير، من قبل مسؤولين أثبتوا علو كعبهم، وهنا نتحدث عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، برئاسة فوزي لقجع، الذي يبذل مجهودات كبيرة، كي تتبلور رؤية عاهل البلاد على أرض الواقع، وهذا ليس سهلا، والكل شاهد تألق منتخبنا في كأس العالم، وأعتقد أن الكثيرين لم يستوعبوا بعد حجم وقيمة هذا الإنجاز. الطموح يكبر لدى اللاعبين والأطر التقنية بصفة عامة، وخصوصا لدى لاعبي البطولة والمدربين المغاربة، بعد مشاهدة ابن وطنهم يبلغ هذا المستوى،. المنتخب الأولمبي زكى نجاحات المنتخب الأول، من خلال وصوله إلى نصف نهائي الألعاب الأولمبية، وتتويجه بالميدالية النحاسية مع الإطار الوطني طارق السكتيوي، وبالتالي يظهر أن المنتخبات الوطنية تسير في منحى إيجابي، وهذا يعطي الحافز الكبير لكل مكونات الكرة المغربية،.بطبيعة الحال الطموح يكبر ويجب تغيير عدة أشياء، وأتمنى دائما أن يكون منتخبنا في المستوى الكبير، وأن تحذو حذوه باقي الفئات. كيف تتوقع مباراتكم أمام المغرب التطواني في افتتاح الموسم الجديد؟ المباراة الأولى في البطولة لن تكون سهلة للطرفين، نظرا لأنهما لا يتوفران على المعلومات الكافية عن بعضهما. هناك معطيات كثيرة تغيبهما، بالنسبة إلينا، نحن مستعدون جيدا، وتركيزنا منصب على العمل، ليست لدينا أعذار ويجب علينا أن نجد الحلول، كما قلت سابقا دخلت غمار هذا التحدي، ويجب أن نكون في مستوى التطلعات، أملي أن نكون في المستوى المطلوب يوم المباراة، ونعلم أننا سنكون مؤازرين بجمهورنا، وهذا حافز يشجعنا على بذل أقصى مجهود. لدينا أيضا مؤازرة كبيرة من المكتب المسير، خصوصا من رئيس الفريق. بالنسبة إلي فريقي جاهز لدخول غمار البطولة، ولن تكون الأمور سهلة، وهذا يجب أن يعرفه الكل، ولكن في الوقت نفسه سندافع عن حظوظنا كاملة من أول مباراة حتى آخر دورة. كيف تتوقع التنافس في الموسم الجديد؟ كما قلت سيكون صعبا والكل يتابع أن مجموعة من الفرق غيرت جلدها، وهناك فرق أخرى طعمت مجموعاتها وأخرى غيرت تركيبتها البشرية بنسبة كبيرة، هناك عدد من الفرق سارت في هذا التوجه من أجل الظهور بمستوى أفضل من الموسم الماضي. ظاهريا يمكن القول أن تركيبتنا أضعف من الموسم الماضي، لأننا لم نتمكن من الحفاظ على لاعبين متميزين ولم نقم بالانتدابات، ولكن كما قلت هنا يكمن التحدي، وهو تعويض هؤلاء اللاعبين بلاعبين شباب من أبناء الفريق، ولدي ثقة بأنهم سيكونون في المستوى. البطولة لن تكون سهلة ودائما تلعب على جزئيات وأحيانا تعيش على المتناقضات، وترى فريقا غير جاهز يسبب مشاكل للفرق الأخرى التي استعدت على أكمل وجه. يبقى كيف ستكون مركزا في المباريات والبحث عن تحقيق الانتصارات. فريقنا جاهز وليست لدينا أعذار، وأكرر هذه الجملة فريقنا قادر على التنافس في بطولة أعطت إشارات على أنها ستكون قوية جدا. المغرب مقبل على تنظيم تظاهرات كبيرة كيف تنظر إلى هذه التحديات؟ اليوم نرى بلادنا في جميع المجالات سائرة نحو النجاح. بخصوص كرة القدم، فالمغرب قطع أشواطا كبيرة، وبلغ مستويات تؤهله إلى احتضان تظاهرات عالمية، وأن ذلك يبدو عاديا. مستقبلا ستكون لدينا القدرة لتنظيم تظاهرات أخرى. أظهرنا لعدة مناسبات أننا في المستوى، وأملي أن ينجح المنتخب المغربي في التتويج بكأس إفريقيا، كي يفتح لنا ذلك آفاقا أخرى. هل سيؤثر إغلاق الملاعب على البطولة؟ يجب التفكير في المصلحة العليا للبلاد، أولا، البعض لن يتفق معي وأعتقد لو أن الفرق كانت تتوفر على ملاعب مجهزة، ربما لن تواجه متاعب. مصلحة البلاد فوق أي اعتبار، وهذه مرحلة انتقالية، وأمامنا تظاهرات عالمية ستكون فارقة في مسار كرة القدم المغربية، ويجب أن يتحمل كل مسؤول مسؤوليته، ويجب تقديم التضحيات، لأن المستقبل سيكون أفضل يجب فقط الصبر. مستقبلا ستجد الفرق أمامها ملاعب جيدة من مستوى عال، وسيعود ذلك عليها بالنفع بكل تأكيد. أجرى الحوار: حسن الرفيق (آسفي) في سطور: الاسم الكامل: أمين كرمة تاريخ ومكان الميلاد: 8 أبريل 1986 بآسفي ألقابه: توج بكأس العرش رفقة نهضة بركان حاصل على شهادة التدريب كاف برو مساره التدريبي: أولمبيك آسفي ونهضة بركان اشتغل مديرا تقنيا بمركز التكوين لأولمبيك آسفي ومسؤولا عن مركز التكوين للنهضة البركانية

كرمة: «الكلمة» أعادتني إلى آسفي

مدرب الأولمبيك قال إن نجاح المنتخب سيعود بالنفع على البطولة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وثيقة مزورة تربك العصبة والأندية

قالوا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات