ينافسه ثلاثة أقوياء والمشاورات ستحسم في اسم رئيس الوزراء يسابق إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، الزمن لأجل اختيار رئيس حكومة جديد، بعد نكسة الانتخابات السابقة لأوانها. وأجرى ماكرون مشاورات ماراثونية مع الكتل، والمجموعات البرلمانية أخيرا، لتعيين رئيس جديد للحكومة المقبلة يكون مقبولا من قبل المجموعات البرلمانية المؤثرة في اتخاذ القرار السياسي. وبرز فجأة على الساحة السياسية، اسم كريم بوعمران، فرنسي من أصل مغربي، رئيس بلدية سان دوني، لقيادة الحكومة، باعتباره أحد أبرز الشخصيات السياسية الصاعدة في فرنسا المثير للإعجاب حتى في أوربا وأمريكا. وشارك بوعمران ماكرون في كل الاحتفالات المقامة منذ يونيو الماضي، بما فيها افتتاح القرية الأولمبية. وتردد اسم بوعمران، بشكل متزايد في أروقة الإليزي، من قبل النخبة السياسية الفرنسية التي أيدت رئاسته للحكومة رفقة أسماء أخرى وهي لوسي كاستي، مرشحة فرنسا الأبية، وبرنار كازنوف الاشتراكي، الذي شغل منصب رئيس حكومة ووزير داخلية في عهد الرئيس السابق فرانسوا هولاند الذي يحظى بدوره بمكانة لدى الاشتراكيين واليمين الجمهوري، وأيضا كزافييه برتران، الوزير السابق في عهد حكومة نيكولا ساركوزي، الذي أعلن عن استعداده لرئاسة الحكومة. وسيختار ماكرون، واحدا من بين الشخصيات الأربعة التي رشحتها النخبة السياسية والحزبية والبرلمانية، لقيادة الحكومة المقبلة. و ازداد بوعمران في 1973 لأبوين مغربيين هاجرا إلى فرنسا، وهو الأصغر في الأسرة من أب عامل في البناء. وبدأ مسيرته السياسية داخل الحزب الشيوعي الفرنسي، لمدة عشرين سنة قبل أن ينضم إلى الحزب الاشتراكي. وبعد أن عمل في مجال الأمن السيبراني في وادي السيليكون بالولايات المتحدة الأمريكية، عاد إلى فرنسا ليصبح رئيس بلدية سانت دوني في 2020، المدينة التي نشأ فيها، وأسس فيها شركته الخاصة. وبعد حصوله على درجة الماجستير في الاقتصاد والقانون الأوربي، تولى بوعمران منصبا قياديا في شركة للأمن السيبراني في بدايات الإنترنت. ومن خلال هذه التجربة، تمكن من السفر، إلى أمريكا وطور معارفه ولغته الإنجليزية. وفي 1995، تم انتخابه لأول مرة في المجلس البلدي لمدينة سان دوني، وانضم بعد ذلك إلى الحزب الاشتراكي، إذ أصبح المتحدث الرسمي باسمه. وتميز بوعمران بشكل خاص خلال الألعاب الأولمبية في باريس، إذ جعل من سان دوني المدينة المضيفة للرياضيين البرازيليين، وفق ما كشفته مجلة "لو فيغارو" في تقريرها، وذكرت المجلة أنه " يتبنى القيم اليسارية دون أن يخجل من الدفاع عن مبادئ مثل السلطة والأمن والوطنية". أ. أ