العدد 17 من مجلة «الربيع» يشخص الوضع البيئي وموقع البيئة في الفكر الاشتراكي صدر العدد السابع عشر من مجلة "الربيع"، التي تصدر عن مركز محمد بنسعيد آيت إيدر للدراسات والأبحاث، وهو مكرس بالكامل لموضوع "الإيكولوجيا والسياسة وتحديات مواجهة تهديد الحياة على كوكب الأرض". يتضمن العدد مساهمات باللغتين العربية والفرنسية، بعضها دراسات تشخيصية قطاعية لجوانب محددة في الوضع البيئي المغربي(تراث جيولوجي، تربة، آثار بيئية لاستغلال المعادن، كارثة مناخية...، وبعضها تحليلي واستشرافي يتناول الأزمة الإيكولوجية الراهنة وقضايا "الانتقال الطاقي "ببلدان المغرب الكبير وشمال إفريقيا والمنطقة العربية. ومن بين الموضوعات، التي تطرق لها العدد، البيئة واليسار شمالا وجنوبا، والعلاقات بين الإيكولوجيا والسياسة، وبين الإيكولوجيا والاشتراكية، والدور المتنامي للنسوية الإيكولوجية رافدا من روافد التغيير... خصوصا قضايا العلاقات بين الإيكولوجيا والماركسية. ومما جاء في كلمة العدد، " يعنينا كثيرا أولا، أن نلحظ، وأن نتساءل عن مغزى عودة هاتين الفاعليتين البارزتين، الإيكولوجيا والسياسة، لتصدر قائمة الوقائع والأحداث في يوميات اللحظة الانتقالية الراهنة، في العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين، في تاريخ العالم، وهي لحظة تعج وتضج كما نعاين، بكل هذا القدر الذي لا يتصور من الجرائم ضد الطبيعة وضد الإنسانية - والمجرم فيها جميعا هو هو- وبكل هذا القدر الذي لا يتصور من التصديات والمقاومات هنا وهناك على امتداد العالم، بأشكال من البطولة أسطورية حقا أحيانا". إننا نشهد منذ بعض الوقت، تقول كلمة العدد، عودة متجددة وواعدة للفكر التحرري الماركسي، من بوابة الإيكولوجيا، وعودة موازية من نفس الطراز والروح لنسخ جديدة منقحة ومزيدة من فكر إيكولوجي مناضل وثوري، وذلك من بوابة ماركسية حية، لا تكف عن تحديث ذاتها عبر جدليات من الذهاب والإياب الدائمين بين متطلبات الواقع الجديدة من ناحية، ومتون الأصول الماركسية المفتوحة باستمرار، على القراءة والاستنطاق بالأسئلة الجديدة. وبفضل جهود هذا التيار في الموقعين معا، لم تنتقل الإيكولوجيا من مجرد أنها فقط أحد أقوى القطاعات الإستراتيجية المؤثرة في السياسة، بل أصبحت قوة تجديد لمفاهيم وممارسات العمل السياسي، إن لم يكن لمعناها أيضا، في محل ما... وحتى ما يعتمل في السياق الخاص بالإيكولوجيا، والذي لا يقل أهمية، إن هو إلا جزء من هذه اللوحة الجديدة قيد التشكل والتزين بتعددية ألوان أكيدة: فأقوام وشعوب البلدان التي تعرضت بالأمس للاستعمار، لم تكن الضحية الوحيدة، فثروات وموارد بلدانها تحت الأرض وفوقها، وبيئاتها الطبيعية وأصناف زراعاتها المحلية تعرضت أيضا للاستنزاف والتدمير، كما تعرضت بنياتها الاجتماعية وثقافاتها للتشويه والمحو. وتتساءل الكلمة "هل لدينا الآن، نحن اليسار في هذا المغرب، واليسار الماركسي ضمنه بالأخص، موقع ما من الإعراب في هذين النصين المفتوحين (السياسة والإيكولوجيا)، اللذين يكتبان وتعاد كتابتهما أمام أنظارنا بكل لغات اليسار الماركسي في العالم، فذلك شأن آخر؟… ولكن، حتى وإن كان يقلب أكثر من موجع عند أكثر من يساري وماركسي عندنا، ويضيف أشجانا جديدة على أشجانهم القديمة…فلا نملك إلا أن نجيب بلا وبنعم في آن. برحو بوزياني