القوى تقاوم لإنقاذ ماء الوجه

إنجاز: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن /تصوير: عبد الحق خليفة (موفد الصباح إلى فرنسا) تحاول ألعاب القوى الوطنية إنقاذ ماء وجه الرياضة المغربية في أولمبياد باريس 2024، عندما يخوض عدد من العدائين السباقات المبرمجة، اليوم (الثلاثاء) وغدا (الأربعاء). وحققت العداءة المغربية نورا النادي تأهلا مستحقا إلى نصف النهائي في سباق 400 متر حواجز، أول أمس (الأحد)، وتسعى جاهدة لبلوغ النهائي، اليوم (الثلاثاء)، انطلاقا من السابعة مساء، فيما خاض سفيان البقالي ومحمد تيندوفت ومصطفى فايد الدور الأول لمسابقة 3 آلاف متر موانع، أمس (الاثنين). وتأمل العداءة النادي، التي قطعت سباق 400 متر حواجز في زمن قدره 55.26 ثانية، في التأهل إلى السباق النهائي، أملا في ربط الماضي بالحاضر، حين توجت العداءة الأولمبية نوال المتوكل بذهبية السباق نفسه في أولمبياد لونس أنجلوس، قبل أن تحرز نزهة بيدوان فضية أولمبياد سيدني. وتوقفت مغامرة العداء المغربي الشاب أنس الساعي في أولمبياد باريس، بعد إقصائه في نصف نهائي سباق 1500 متر، بعدما احتل المركز الثاني في التصفية الثانية، علما أنه حطم رقمه الشخصي بتوقيت 3 دقائق و32 ثانية و49 جزءا من المائة. وانضم الساعي إلى مواطنته آسية رزيقي، التي غادرت بدورها سباق 800 متر من الدور الأول، لتكرس بذلك التراجع المخيف لألعاب القوى الوطنية في السباقات المتوسطة. كما كرست أولمبياد باريس تواضع الرياضيين المغاربة، بعدما غادروا معظم المنافسات من الدور الأول أو الثاني، على غرار الملاكمات الثلاث ياسمين متقي ووداد برطال وخديجة المرضي وماتيس سودي في رياضة كاياك وأشرف الدغمي في سباق الدراجات ومجدولين العلوي في التجديف، إضافة إلى الإقصاء الصاغر لأبطال الجودو والكرة الطائرة الشاطئية. آخر أولمبياد للمرضي عبرت الملاكة المغربية خديجة المرضي عن حسرتها بعد إقصائها أمام الأسترالية كايتلين باركر في وزن 75 كيلوغراما، خلال ربع النهائي. وقالت المرضي في تصريحات صحافية، وهي تذرف الدموع، "لم أتمكن من الفوز في هذا النزال، وأطلب السماح من جميع المغاربة ومن جلالة الملك ووالدي وزوجي وابنتي، وأيضا من والدتي المتوفية. حاولت القتال من أجل التأهل إلى نصف النهائي للمنافسة على إحدى الميداليات، لكن لم أستطع". وكشفت الملاكمة المرضي عن المجهودات التي بذلتها رفقة مدربيها من أجل الفوز بالميدالية الذهبية. وتابعت "عملت على إنقاص وزني ب30 كيلوغراما، حتى أصبح بطلة أولمبية، لكن يبدو أن ذلك أثر علي. لقد حاولت منذ دورة ريو دي جانيرو من أجل إهداء المغرب ميدالية أولمبية، ولم أنجح في ذلك، لهذا أعتذر لجميع المغاربة. وأتمنى أن يعوضنا الله خيرا في الاستحقاقات المقبلة". وحول أسباب خسارتها المفاجئة أمام الأسترالية باركر، أوضحت قائلة "حتى أكون صريحة جدا، منافستي كانت قوية جدا، ووجهت لي لكمات صائبة، كما فعلت الشيء نفسه، لكنها أكثر مني توجيها للكمات. بادرت نحو هذه الملاكمة الأسترالية، أملا في السيطرة على النزال أكثر، لكن في نهاية المطاف خسرت، وأنا آسفة لعدم إسعاد المغاربة". واختتمت المرضي حديثها بالقول "الآن انتهت مسيرتي في ألعاب الأولمبياد بعد ثلاث مشاركات، وأملي كبير في تعويض هذا الإخفاق في بطولة العالم المقبلة". الكروج: صناعة بطل تحتاج سنوات قال هشام الكروج، البطل العالمي والأولمبي السابق في سباق 1500 متر، إن صناعة بطل أولمبي تحتاج سنوات من العمل والمثابرة والجهد، وربما قد تتطلب أربع سنوات أو أكثر. وأضاف الكروج في تصريحات صحافية أنه لا ينبغي استعجال الحصول على الميداليات، وهو أمر مستحيل، بقدر ما يجب إعداد مشروع هادف وبرنامج محكم لصناعة الأبطال، وتابع قائلا "أظن أن مشروع بطل أولمبي لا يتحدد فقط في الوزارة أو اللجنة الأولمبية أو الجامعة، بل ينخرط فيه محيط الرياضي والعائلة والنادي والعصبة، طالما أن المستوى الأولمبي عال، ويتطلب تفكيرا سديدا وإمكانيات كبيرة ودعما ماليا. مثل هذه المنافسات التي نمثل فيها بلدنا، تحتاج إلى عمل مضن ومتواصل، سواء من المسؤولين أنفسهم، أو الرياضيين ذاتهم". ريشاردسون يسيل لعاب أندية أوربية الأشبال يشعلون "الميركاتو" الصيفي بعد بلوغهم نصف النهاية أبدت العديد من الأندية الأوربية رغبتها في التعاقد مع أمير ريشاردسون، لاعب المنتخب الأولمبي، بعد المستوى الذي قدمه في الألعاب الأولمبية، المقامة حاليا بباريس إلى غاية الأحد المقبل. وكشفت مواقع إعلامية أوربية، أول أمس (الأحد)، أن أندية "بريمر ليغ" الإنجليزية تتابع ريشاردسون رفقة المنتخب الأولمبي، في أفق التعاقد معه خلال مرحلة الانتقالات الصيفية الجارية، إذ يقدم مستوى كبيرا مع الأشبال، وتسعى لحسم صفقته قبل نهاية الألعاب الأولمبية. وقررت العديد من الأندية الأوربية إيفاد كشافيها إلى باريس، من أجل التواصل مع ريشاردسون ووكيل أعماله، وربط الاتصال مع فريقه ريمس الفرنسي، بغية حسم الصفقة، قبل انطلاق المنافسات الأوربية في غشت الجاري. ويعد توتنهام الإنجليزي من بين أبرز الأندية الأوربية الراغبة في التعاقد مع ريشاردسون، إذ قرر مسؤولوه مواصلة مراقبتهم له، خلال مباراة إسبانيا، أمس (الاثنين)، لحساب نصف نهاية الأولمبياد. ويتابع عدد من الأندية الأوربية لاعبي المنتخب الوطني، في مقدمتهم سفيان رحيمي وبلال الخنوس، الغائب عن مباراة إسبانيا بسبب التوقيف، وإلياس أخوماش وعبد الصمد الزلزولي، الذي أبدت أندية أوربية بدورها رغبتها في التعاقد معه. ومن بين اللاعبين الذين أثاروا انتباه الأندية الأوربية في أولمبياد باريس، زكريا الواحدي، لاعب جينك البلجيكي، بعد أن قدم مستوى جيدا في دور المجموعات، واختير ضمن اللائحة المثالية، رغم أنه لا يلعب في مركزه، إذ تلقى عروضا من أندية برتغالية وفرنسية. المطالبة بمحاسبة المسؤولين تعالت الأصوات المنددة بمحاسبة رؤساء ومسؤولي الجامعات الرياضية، بعد إخفاقها في الصعود إلى منصة التتويج، وتوالي نكساتها في كل دورة أولمبية. وطالب رياضيون ومتتبعون في مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية بمحاسبة المسؤولين عن الإخفاق الأولمبي، خاصة بعد عجز جل الرياضيين عن المنافسة في الأدوار النهائية، وعدم قدرتهم على الصمود إلى آخر رمق، والمنافسة المباشرة على إحدى الميداليات، من خلال خروج الرياضيين المغاربة من الأدوار الأولى. ويرى مغاربة غاضبون بسبب المشاركة في الأولمبياد، أنه آن الأوان لمحاسبة المسؤولين، وتفعيل أحد أبرز مبادئ دستور 2011، ويتعلق الأمر بربط المسؤولية بالمحاسبة، بعد أن عجزوا طيلة السنوات الماضية والمشاركات الكثيرة في الألعاب الأولمبية، عن الصعود إلى منصة التتويج، بل الخروج المبكر من الأدوار التمهيدية. وقارن الغاضبون بين المؤهلات والإمكانيات المتاحة للرياضيين المغاربة، والمتاحة لنظرائهم بدول أقل كثافة سكانية من المغرب، وتوجوا بميداليات في أولمبياد باريس، معتبرين أن الأمر لا يتعلق بالمال أو الإمكانيات، بقدر ما يتعلق بفشل المنظومة الرياضية الوطنية في إنتاج أبطال، بعد مرور أزيد من 12 سنة، على برنامج تكوين الرياضيين من المستوى العالي. حوافز مالية للاعبين خصصت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم منحة خاصة للاعبي المنتخب الوطني الأولمبي، في حال صعودهم إلى منصة التتويج، والظفر بإحدى الميداليات الأولمبية. وعلمت "الصباح" أن فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حفز اللاعبين معنويا، بوجوده رفقة بعض أعضاء المكتب المديري للجامعة، أبرزهم نائبه حمزة الحجوي، بعد أن نبههم إلى صناعة تاريخ الكرة المغربية بفرنسا، ببلوغهم نصف النهائي، وبالسعي نحو تحقيق إحدى الميداليات، التي ستبقى راسخة في الرياضة العالمية. وأبدى لقجع أمله في تحقيق المنتخب الأولمبي الميدالية الذهبية، داعيا اللاعبين إلى التشبث بحقوقهم المشروعة في التألق، سيما أنهم يملكون المؤهلات التقنية والبدنية نفسها، التي تملكها باقي المنتخبات المشاركة، وأن الجيل المغربي الحالي يزخر بمواهب كروية عالمية.

القوى تقاوم لإنقاذ ماء الوجه

النادي تخوض نصف نهائي 400 متر حواجز والساعي يغادر الأولمبياد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"فوتصال" بني بوعياش يعزز صفوفه

مسؤولية مزدوجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات