“القرطاسة” و”الفرشاخة” مخدرات قاتلة

تصنع من خليط مواد خطيرة من قبيل قطرات أدوية مرضى الإعاقات الذهنية وأقراص مهلوسة يبقى "المعجون" أكثر المخدرات رواجا وشعبية بين فئات المجتمع المغربي، تعود جذوره إلى حقب زمنية ضاربة في القدم، وقتها كان حكرا على الأسر الأرستقراطية، وكان يقدم على شكل وجبة "سلو" أو "تقاوت"، والتي تتكون من دقيق محمص ومختلف أنواع الفواكه الجافة.يعود تاريخ المعجون إلى أزيد من ثلاثة قرون، وقتها كانت الأسر الأرستقراطية، بالمدن الكبيرة بالمغرب وقتها، من قبيل فاس ومكناس ومراكش من تتكلف بإنجازه بحكم كلفته الغالية، ويقدم في الجلسات العائلية والحميمية، بعد إضافة كمية قليلة من " الكوزة"، وذلك للوصول إلى مرحلة النشوة والمرح والضحك.إلا أنه مع مرور الوقت، تم الزيادة في كميات "الكوزة" إلى وجبة "سلو"، وذلك لتجاوز مرحلة النشوة إلى مرحلة التخدير التام.سيشهد المعجون تطورا جديدا، هذه المرة مع اكتشاف نبتة الكيف، التي ستصبح الأساس الرئيسي لصناعة المعجون كما هو متعارف عليه، عبر سحق بقايا الكيف ودمجها في "سلو"، الأمر الذي سيجعل مستهلكه يعيش حالة من الهلوسة والتي قد تصل إلى حد الجنون في حال تجاوز الكميات المسموح بها. بعد دخول نبتة الكيف إلى مكونات "المعجون" سيصنف ضمن خانة المحرمات والمتابعة القضائية، سيما أنه مع تقدم الزمن، سيتم إضافة مواد خطيرة، ولينتقل المعجون من منتوج "العائلة" إلى مخدر يسوق للعامة ووسيلة لتحقيق الربح المادي، لحمل ألقاب حسب قوة التخدير، إذ نجد "القرطاسة" و"الفرشاخة" و"الصماكة" وغيرها.كشف أمصدر أمني ل"الصباح" أن خطورة المعجون، لا تنحصر فقط في خطورته العقلية على المستهلك، والتي تصل إلى حد فقدان الوعي، وإنما أيضا على صحته الجسدية، إذ من خلال المداهمات لأوكار إنتاج المعجون، وقفت مصالح الأمن على طرق إنتاج المعجون والتي تتم في ظروف وبوسائل غير صحية، إضافة إلى احتوائه على مواد تشكل تهديدا خطيرا على صحة الإنسان.وحسب المصدر الأمني دائما، فإن من بين المواد التي تستعمل في إنتاج "المعجون"، وتلقى إقبالا من قبل المدمنين، قطرات من أدوية لمرضى الإعاقات الذهنية، والأقراص المهلوسة بعد سحقها، والتي تجعل مستهلكها يعيش عالما مليئا بالهلوسات والخرف، والمثير يؤكد المصدر الأمني أن هذا المنتوج رغم خطورته، يعد الأغلى ثمنا.وأكد المصدر أن طريقة صناعة "سلو" من قبل مروجي المعجون تختلف بكشل مطلق مع ما هو متعارف عليه لدى العديد من الأسر المغربية، مقدما أمثلة عديدة، منها أن صانع المعجون، من أجل كسب هامش مهم من الربح، يستغني عن إضافة الفواكه الجافة في إنتاجه، ويكتفي فقط بالدقيق المحمص الممزوج ببقايا مخدر الكيف، مع مواد مخدرة خطرة، أهمها مادة اللصاق "سيليسيون".كما كشف المصدر أن مروجي المعجون، ابتكروا أشكالا جديدة للمعجون، الذي تطور من "سلو أو تقاوت""،إلى حلوة "غريبة" اشتهرت في فترة السبعينات وما زالت تنتج إلى الوقت الحالي، وصولا إلى بيعه على شكل "شوكولاته"، أو حلوة "الكيك"، وذلك للتمويه على العناصر الأمنية.وكشف المصدر الأمني أن أغلب الحالات المرضية الخطيرة الناتجة عن استهلاك المخدرات، من بينها الحمق وفقدان الذاكرة وغيرها، يحتل فيها المعجون الرتبة الأولى، بل يشدد المصدر على أن أغلب من فارقوا الحياة بسبب مخدر المعجون، تعرضو لتسمم غذائي، بسبب المواد الخطيرة الممزوجة فيه.مصطفى لطفي

“القرطاسة” و”الفرشاخة” مخدرات قاتلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الإكستازي" ... مخدر جديد يكتسح عالم الإدمان

تفكيك شبكة لترويج "المعجون" بين تلاميذ بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات