في حاجة لفهم الدوافع

تناسلت خلال الأسابيع الأخيرة، العديد من الجرائم بمختلف مدن المملكة، جعلت العديد من المهتمين يدقون ناقوس الخطر، بخصوص توالي هذه الجرائم وفي ظرف قياسي. وبجماعة أجدور سجلت جريمتا قتل تزامنا مع عيد الأضحى، إذ وضع زوج حدا لحياة زوجته البالغة من العمر 62، قبل أن ينتحر. وتشير المعطيات المرتبطة بهذه النازلة، إلى أن الزوجين لهما أبناء وأحفاد، وكانوا يعيشون حياة عادية وطبيعية جدا، بيد أن وقوع هذه الجريمة، خلف أسئلة عديدة حول الأسباب والدوافع.. أسئلة ظلت معلقة، بدون جواب. وبالجماعة ذاتها التي لا يتعدى عدد سكانها 20 ألف نسمة، وقعت جريمة أخرى راح ضحيتها شاب متزوج وأب لطفل، بعدما وجه له شاب آخر يبلغ من العمر 19 ضربة بواسطة حجارة سقط معها على الأرض ليتم نقله إلى المستشفى، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة، قبل الوصول إلى المستشفى. وبآسفي، أجهز شخص على خمسيني طعنا بسكين أردته قتيلا بحي أشبار شمال المدينة، تزامنا مع عيد الأضحى. وقبل ذلك بشهر تقريبا، انتهت جلسة خمرية بالقرب من سوق ملوكي بجريمة قتل، إذ تلقت عناصر الديمومة بالأمن الإقليمي، إشعارا مفاده أن شخصا لقي حتفه بالقرب من السوق اليومي بحي كاوكي، لتنتقل فرقة أمنية إلى هناك، حيث عاينت جثة الضحية المسمى قيد حياته «م.ر» البالغ من العمر 34 سنة، الذي يسكن بالقرب من مسرح الحادث. وخلصت المعاينات الأولية التي قام بها تقنيو مسرح الجريمة بمعية عناصر الشرطة القضائية، إلى أن الضحية تلقى عدة ضربات في أنحاء مختلفة من جسده بواسطة حجارة، ما تسبب في وفاته، ليتم نقل الجثة نحو مستودع الأموات، قصد تشريح الجثة بناء على التعليمات الصادرة عن نائب الوكيل العام المداوم. وتمكنت عناصر الشرطة القضائية، بناء على أبحاثها الميدانية، من تحديد هوية المشتبه فيه، ويتعلق الأمر بالمسمى «م.أ» البالغ من العمر 26 سنة، والذي يقطن بالقرب من وحدات تعليب السمك بالحي الصناعي بطريق الصويرية القديمة، إذ تم إيقافه في ظرف وجيز. وبإقليم الحوز، أجهز شاب في مقتبل العمر على خاله، نتيجة خلاف عرضي بين الأخير وشقيقته، جعل ابنها يتدخل لتأديب خاله فحوله إلى جثة. هذه الجرائم المروعة أثارت تساؤلات عديدة حول أسبابها ودوافعها، ودفعت المواطنين إلى مطالبة المختصين بتحليل هذا الواقع. على الرغم من تأكيد العديد من المواطنين على أن هذه الجرائم تبقى معزولة ولا تشير إلى حالة انفلات أمني، إلا أن هناك قلقا من تأثير التفكك الاجتماعي والنفسي في ارتكاب هذه الجرائم. محمد عبد الجواد، البالغ من العمر 45 سنة، وهو يحاول تقديم تفسير لظاهرة النزوع إلى العنف، يقول «الغلاء أصبح لا يطاق، كل شيء ارتفعت أسعاره، ونحن بالكاد نجد قوت يومنا.. هذا الضغط اليومي يجعل البعض يفقد السيطرة على أعصابه، وللأسف يؤدي أحيانا إلى العنف»، في حين تشير فاطمة (50 سنة ربة بيت)، إلى أنه مع كل الضغوطات والغلاء، أصبحنا نعيش في قلق دائم، وأصبحت الحياة صعبة جدا، ولا نعرف كيف ندبر أمورنا. هذه الضغوطات تجعل الناس أكثر عرضة للانفجار». أما يوسف البالغ من العمر 30سنة، فاعتبر أن البطالة والفقر يجعلان الحياة بلا معنى، مضيفا أنه عندما تكون بدون عمل ولا تستطيع إعالة أسرتك، تشعر بأنك بلا قيمة، أعتقد أن الكثير من الشباب يلجؤون إلى العنف نتيجة لهذه الضغوطات. محمد العوال (مراكش)

في حاجة لفهم الدوافع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أوباما على "نتفليكس"

بطولة الهواة تنطلق يوم 28 شتنبر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات