الضغط يدفع التلاميذ إلى الانتحار

لم يستفق الرأي العام من صدمة انتحار تلميذة آسفي، التي ضبطت تغش في اليوم الأول من امتحان الباكلوريا، حتى أعادت تلميذة أخرى بتطوان الكرة نفسها، بإلقاء نفسها من الطابق الخامس، بمنزل أسرتها، ما عجل بوفاتها. وتتضارب المعطيات والروايات في انتحار تلميذة تطوان، البالغة من العمر 15 سنة فقط، إذ هناك من رجح رواية نقاطها الدراسية السيئة، ومن أرجع الأمر إلى مشاكل أسرية. ولم يقف الأمر عند التلميذتين، بل إن تلميذا ثالثا قرب مركز ميدلت، وضع حدا لحياته، بعدما شنق نفسه في منزل أسرته، وسبب صدمة للأسرة وسكان قريته، علما أن عمره 13 سنة، ويتابع دراسته في المستوى الأول إعدادي. وليست هذه الحالات الوحيدة المسجلة في الآونة الأخيرة، بل إن عشرات القصص والحوادث، وقعت في الأشهر والسنوات الأخيرة، ويكون ضحيتها أطفال صغار السن، جلهم تلاميذ، ومنهم من انتحر داخل المرافق الدراسية. وأصبح الانتحار طريقة للهروب من الواقع بالنسبة إلى البعض، خاصة الذين يعانون مشاكل اجتماعية وأسرية، لكن الغريب في الأمر أن الظاهرة أصبحت منتشرة في صفوف الأطفال، الذين ليست لديهم مسؤوليات ومشاكل كبيرة، يمكن أن تؤدي بهم إلى الانتحار. ويطرح انتحار الأطفال الكثير من الأسئلة، خاصة إذا ما تم ربطه بتغير نمط الحياة في جل الأسر، خاصة الحضرية، وغياب الوالدين عن البيت بسبب العمل، إضافة إلى تفاقم المشاكل الأسرية، وارتفاع نسب الطلاق، وغياب الدعم النفسي والمعنوي للأطفال في المدارس. وراجت بعض الأخبار في الفترة الأخيرة، مفادها أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بصدد إعداد دراسة في الموضوع، بعدما حوصرت في أكثر من مرة في الفترة الأخيرة بسيل من الأسئلة، والتي لا تملك جوابا علميا عليها. ومن المرتقب أن تطول مدة الدراسة التي تنجزها الوزارة، علما أنها ستشمل مختلف جهات المملكة، وسيتم تجميع الأرقام والمعطيات، حول الحالات المصرح بها، والتي حررت بشأنها محاضر للشرطة أو الدرك الملكي، وخضعت للتشريح الطبي، قبل دراس الحالات المختلفة، والخروج بخلاصات وأجوبة عن الأسئلة الكثيرة الغامضة، أهمها ما الذي يدفع الأطفال للانتحار؟ عصام الناصيري

الضغط يدفع التلاميذ إلى الانتحار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

فضيحة تهز وزارة الصحة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات