مقاول شاب اختار عرض كفاءته لإنشاء مصنع يستهدف مخلفات المستشفيات والمساهمة في تشغيل الشباب هو واحد من الشباب الذين قرروا العودة من المهجر للاستثمار في وطنهم الأم، ونقل تجربتهم حتى يستفيد منها أبناء البلد، أخذ على عاتقه تحقيق تحدي الاستثمار في ميدان صعب، يعتبر في نظر أغلب المقاولين مغامرة ومقامرة برأس المال لما يتطلبه من ضخ دائم في الموارد المالية والبشرية، لكن عشقه للغة التحدي جعله يقرر الاعتماد على إمكانياته الذاتية لتحقيق هدفه في إخراج مشروع جمع ومعالجة النفايات الطبية والصيدلية. سعد التازي من الشباب الذين اختاروا التسلح بإمكانياتهم الذاتية والاعتماد على أفكار متجددة ناتجة عن كفاءة في الدراسة، وهو ما مكنه من دخول غمار التحدي في الاستثمار في مجال يحتاج لخطوات دقيقة ومحسوبة لنيل ثقة الشركاء وضمان المواكبة، في انتظار حصد ثمار التجربة التي ستعود على صاحبها بالترقي وعلى الوطن بحماية البيئة والمواطنين والمساهمة في توفير فرص شغل للشباب العاطل. الخطوة الأولى يحكي سعد، مقاول ومدير مشروع مازال في بداياته الأولى متخصص في جمع وتدوير النفايات الطبية افتتح أبوابه بسيدي البرنوصي بالبيضاء، بلغة الافتخار والانبهار بخطوته الأولى التي كانت مجرد حلم، قبل أن تصير واقعا ملموسا، أن بداية الحكاية كانت نتيجة لاطلاعه على معاناة المرافق الصحية مع النفايات الطبية والصيدلية وتحديات التخلص منها بطريقة آمنة، في ظل مخاطر رميها بشكل عشوائي في حاويات الأزبال، المخصصة لمخلفات المنازل والمحلات التجارية. وأضاف المقاول الشاب أن الفكرة اختمرت في دماغه، بعدما خبر الميدان بشكل جيد، من خلال الخلاصات التي استجمعها من قبل عدد من أصدقائه وأفراد عائلته، نظرا لتحدره من عائلة تتضمن عدة أطباء في تخصصات مختلفة، قبل أن يشرع في تنزيل فكرة إنشاء شركة متخصصة في جمع ومعالجة النفايات الطبية والصيدلية، وهي الفكرة التي تطورت إلى هاجس وتحد عندما قرر مغادرة فرنسا والعودة إلى وطنه الأم، لإقامة مشروعه الشبابي الطموح. ماهية المشروع استطاع سعد إخراج مقاولته الشابة إلى الوجود، بعد أن بدأت عملها قبل أشهر في مجال تدبير النفايات الطبية والصيدلية، عن طريق امتلاك وحدة بسيدي البرنوصي بالبيضاء، وهو المشروع الذي يعتمد على تقنية الميكروويف في معالجة النفايات، التي تفرزها المستشفيات والمراكز الصحية. مؤهلات وأرقام أوضح سعد أن مقاولته شرعت في تثبيت موقعها وسط السوق، بعد معالجة 40 طنا شهريا، بهدف تحقيق 2000 طن من النفايات الطبية سنويا، في انتظار تطوير مشروعه الذي يسير بخطوات متقدمة، تتمثل في اتساع دائرة ثقة المستشفيات والمراكز الطبية التي يتعامل معها، ما أهله للاشتغال من محور الجديدة، مرورا بالبيضاء ووصولا إلى سلا. وكشف سعد أن مقاولته الصناعية تشتغل خلية نحل بطاقات متمرسة لا تتجاوز 10 مستخدمين وإطارا، منهم ذوو كفاءات كبيرة وسائقو الشاحنات والمكلفون بالآليات المتطورة، في انتظار تحقيق النتائج المأمولة لزيادة الموارد البشرية، مشير إلى أن أوقات العمل تنطلق من 8 صباحا إلى السادسة مساء. وسلط المستثمر الشاب الضوء على كيفية تدبير هذه النفايات، من قبل عمال وأطر الوحدة التي يديرها، موضحا بأنه يتم فرزها وتصنيفها حسب درجة خطورتها، قبل وضعها في حاويات صغيرة صفراء اللون، ويتم وضعها في مكان للتخزين، إلى أن تأتي الشاحنة التابعة للشركة لنقلها قصد المعالجة، تفاديا لخطورتها. ومن الأمور التي يركز عليها سعد لإنجاح عمله، الاعتماد على تقنيات ومعدات رقمية متطورة "ديجيتال"، في ما يخص تتبع مراحل جمع النفايات والفرز والتدوير، تفاديا لأي خطأ يمكن أن يعصف بمشروعه. صعوبات ومشاكل لم يخف الشاب المشاكل التي تعانيها مقاولته بعد 6 أشهر من الانطلاق الفعلي، بسبب الحاجة إلى إمكانيات هائلة من الموارد المالية والبشرية، إذ كشف أن الاستثمار في جمع ومعالجة النفايات الطبية والصيدلية بلغت تكلفته 20 مليون درهم، بعد سنتين من الدراسة والإجراءات المعقدة وطرق أبواب المؤسسات البنكية، للحصول على موارد مالية لإخراج مشروعه إلى الوجود. محمد بها