“الحولـي البرانـي”… إقبـال ضعيـف

اضطرت مجموعة من الأزواج وأرباب الأسر، في ظل موجة غلاء أسعار الأضاحي بشكل غير مسبوق هذا الموسم، إلى صرف النظر عن الكبش المغربي خاصة «الصردي»، الذي لم يعد في متناول الطبقة المتوسطة وذوي الدخل المحدود، وصار من مظاهر الثراء الفاحش، بعدما وصل ثمنه إلى 8 آلاف درهم. مكنت الجولات المكوكية التي دفعت الأفراد والجماعات إلى التنقل بين الأسواق، لجس نبض أسواق الأغنام المستوردة من إسبانيا، بحثا عن ثمن معقول وسط لهيب الأسعار المرتبط بأغنام البلد بمختلف سلالاتها، (مكنتهم) من العودة بخفي حنين، بعد اصطدامهم بصخرة «غلاء سعر» الكبش الإسباني والروماني»، الذي قرر مستوردوه استغلال أزمة ارتفاع سعر الأضاحي لعرض منتوجاتهم بأثمنة خيالية، جعلت الباحث عن «حولي بثمن 1800 درهم» يعيش حلم اليقظة، إضافة إلى عدم أهليته ليكون في مستوى شروط الأضحية ومطالب عشاق «المليح». إحجام يكشف السبب أروقة بيع الكبش الإسباني والروماني، واحدة من الفضاءات التي تميزت هذا العام بضعف الإقبال، بسبب حمى ارتفاع أسعار الأضحيات، التي لم تستثن سوق السلالات المستوردة، والتي ينطبق عليها المثل المغربي «ما تبدل صاحبك غير ما كرف»، بعد دخول «الشناقة» وتجار الأزمة على خط البيع وعرض أغنام بأسعار خيالية. من بين المشاهد التي تسترعي انتباه زبناء أسواق الأضاحي بمختلف مناطق العاصمة الاقتصادية، مشهد أروقة وخيام خالية من التجمعات الكثيفة، كما هو حال نظيرتها الخاصة بمختلف أنواع السلالات المغربية. وباستثناء ذلك حرصت نساء وأطفالهن ورجل ومرافقه على معاينة خرفان صغيرة الحجم، وهي مستلقية على الأرض يبدو عليها التعب الشديد من فرط الحرارة، التي لم تألفها في موطنها الأصلي، وهو المشهد الذي علقت عليه امرأة بسخرية «هادو تعول تعيد بيهم؟ مساكن جاو تال عندنا وسخفو مامولفينش الجو ديالنا». وكشف عدد من الأسر في حديث مع «الصباح»، أن سبب إحجام المواطنين عن اقتناء الأغنام المستوردة، يعود لثمنها المرتفع هذا الموسم، عكس السنة الماضية، التي تميزت بإقبال كثيف، نظرا لسعرها الذي كان في المتناول، مشددين على أن الثمن المعروض لم يعد في استطاعة الفئات المتوسطة وذوي الدخل المحدود، وهو ما يعني صعوبة اقتناء الكبش الإسباني والروماني. وتكررت مشاهد إحجام الأسر ورواد أسواق الأغنام، أفرادا وجماعات عن زيارة أروقة الكبش المستورد، التي اكتفى أغلبها باستقصاء الثمن من بعض الزبناء الآخرين، والتعليق عليه بالقول «من الثمن المعروض لا يمكن تضييع الوقت في مساومة تاجر يعرض كبشا صغير الحجم بثمن صادم، واش الحولي مشري ب500 ومدعوم ب500 درهم من الدولة وطالبين فيه 2500 درهم و3 آلاف درهم؟ وا الحماق هذا». شروط الأهلية مكنت جولة «الصباح»، في عدد من الأسواق والفضاءات، التي تعرض الأغنام المستوردة من إسبانيا ورومانيا، من الوقوف على أن سبب الإقبال الضعيف على شراء هذا النوع من السلالات المستوردة، يأتي بسبب تخوفات الزبناء من عدم أهليتها في ما يخص شروط الأضحية، باعتبار أن أغلب المعروضات لا يتجاوز سنها 6 أشهر. ومن العوامل التي تتداخل في ما بينها في إعراض الزبناء هذا الموسم عن اقتناء الأغنام المستوردة، الحرص على توفرها على «القرون»، إضافة إلى المعطى الأهم الذي نفر أرباب الأسر من السلعة المستوردة، صدمة الثمن الخيالي، رغم صغر حجم الكبش «البراني» ودعمه من قبل الدولة لمساعدة الفقراء ومحدودي الدخل على اقتناء الغنم المخصص لإقامة شعيرة دينية معظمة، وعدم حرمان الأطفال من فرحة العيد. احتقان وسط الزبناء «هاد العام كلشي متافق علينا، اللي ما كملو الصردي والبركي زادو الحولي الكاوري اللي تاهو دارو ليه الشان واخا بلا كرون، الشناقة وتجار الأزمة دايرين مابغاو»، «هاد العام كيبان ليا الدرويش محال واش يعيد»...من بين عبارات الاستهجان التي توحد فيها الزبناء القادمون من عدة مناطق بالبيضاء، الذين كانوا يمنون النفس في العثور على خروف ينقذهم من شبح البقاء بلا أضحية، مقارنة مع الأسعار الملتهبة للأغنام المغربية، التي تركوها خلف ظهورهم وسط مدينتهم وضواحيها، قبل أن يتأكد لهم أن معاناة تنقلاتهم بين الأسواق والفضاءات المنظمة بالمراكز التجارية الكبرى، لم تسفر عن أي نتيجة. وأدى الموقف الموحد لتجار الحولي الإسباني والروماني وتعنتهم في رفع ثمن البيع إلى أسعار قياسية واشتراط بيعه بالوزن، إلى ظهور احتقان كبير وسط الزبناء، بعدما وصلت أثمنة السلعة المعروضة إلى 67 درهما للكيلوغرام الواحد، ما يعني أن خروفا صغير الحجم لا يتجاوز وزنه 37 كيلوغراما لا يمكن الظفر به دون أداء 2479 درهما، في حين يزيد الثمن ليصل إلى 3 آلاف درهم وما فوق، وما يعنيه ذلك من حرمان لذوي الدخل المحدود الذين كانوا يضعون آمالهم على الكبش المستورد، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتفادي البقاء بلا عيد. وكشفت مجموعة من أرباب الأسر، في حديث مع «الصباح»، وهم يتكلمون بلهجة الغضب والاستنكار، أنا لغلاء أنهك جيوب الطبقة المتوسطة وأعدم قدرة محدودي الدخل، خاصة في المناسبات الكبرى، بما فيها عيد الأضحى الذي تحول من مناسبة دينية ويوم للفرحة، إلى شبح يقض مضجع العاجزين ضحايا أزمة ثقب الميزانية. ووجد الساعون للظفر بالكبش الإسباني والروماني غير المكترثين لشكله وجودته وشروط الذبح، بسبب الرغبة الجامحة في تفادي «شوهة الجيران والعائلة»، عكس الباحثين عن «المليح والأهلية»، أنفسهم رهينة بين «قصوحية» التجار و»الشناقة»، الذين وجدوا في قضية «السوق طالع» وارتباك ذوي الدخل المحدود بعد اختفاء كبش 1800 درهم وألفي درهم، الفرصة لفرض شروطهم وأثمنتهم الخيالية لتحقيق أرباح خيالية، على حساب مواطن مقهور. محمد بها

“الحولـي البرانـي”… إقبـال ضعيـف

أثمنته المرتفعة والخوف من عدم أهليته في ما يخص شروط الأضحية عوامل لمقاطعته

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لاعبو "الماص" ينهون إضراب 12 يوما

جنات‭ ‬في‭ "‬وحدة‭ ‬وحدة‭"‬

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات