يعد تمادي أشخاص في الأخطاء وتكرارهم لها رغم طي أطراف أخرى لصفحة الماضي، بمثابة لامبالاة أو استغلال للآخرين، حسب ما قاله مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي ل"الصباح". وتتعدد أسباب التمادي في ارتكاب الأخطاء، حسب علوي أمراني، موضحا "هناك حالتان رئيسيتان لتكرار الخطأ، أولاهما أن الشخص لا يكون متعمدا لها لكنه يقع فيها عن غير قصد، بينما الحالة الثانية حين يتعمد تكرار الأخطاء نفسها أو أخرى باعتبار أن الطرف الآخر يعتبر متسامحا". وأكد علوي أمراني ضرورة التمييز بين الأخطاء التي يمكن تقبلها وبين ما أسماه "الأخطاء المؤثرة"، التي تؤدي إلى نشوب مشاكل وتوتر العلاقة مع الأطراف المعنية. وقال علوي أمراني إن الأشخاص الذين يسامحون كثيرا كلما صدرت أخطاء من شخص ما، يكونون أكثر عرضة لتماديه فيها، موضحا "إنه استغلال لسذاجتهم وطيبوبتهم، فالآخرون دائما يقولون مهما ارتكبنا من أخطاء في النهاية سيسامحوننا". وشدد علوي أمراني على ضرورة الحزم عند تعرض شخص ما لموقف يتمادى فيه الطرف الآخر في الخطأ سواء صديق أو زوج أو ابن إلى غير ذلك، مضيفا "لابد من وضع النقط على الحروف وتسليط الضوء على المشكل بدلا من تجاهله". ونصح علوي أمراني بتأكيد من يواجه تكرار الأخطاء نفسها من قبل شخص آخر بفتح نقاش معه وتحذيره من ذلك، مضيفا "الأشخاص بطبيعتهم دائما يسعون في علاقاتهم إلى الحصول على أكبر قدر من الامتيازات ما يجعلهم يتمادون في متطلباتهم". وأكد علوي أمراني أنه إذا تعلق الأمر بأخطاء غير متعمدة فيمكن التعايش معها برضى، موضحا "يجب أن نكون راضين عنها وغير ساخطين". أمينة كندي