الحفل تخللته استعادة لأشهر الأغاني الوطنية خلدت الفدرالية الوطنية لجمعيات أبناء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، نهاية الأسبوع الماضي بالدار البيضاء، الذكرى الحادية والسبعين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال ، ضمن حفل فني متنوع. واشتملت فقرات الحفل الذي احتضنه المركب الثقافي سيدي بليوط على مجموعة من الأنشطة التي برمجت للمناسبة، منها كلمة عبد الحق نفزاوي رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات أبناء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الذي اعتبر فيها أن تخليد ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال من شأنه أن يطلع الأجيال الجديدة على حدث كان «وليد معاناة الشعب المغربي الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل ترسيخ مبادئ وثيقة الاستقلال وتحقيق أهدافها المتمثلة في الانعتاق من الاستعمار نحو الحرية والاستقلال». واستعاد نفزاوي في كلمته مجموعة من المحطات التاريخية المرتبطة بحدث وثيقة 11 يناير، معتبرا إياها من أهم إنجازات الحركة الوطنية التي قامت في هذا السياق بخلق جبهة وطنية لمقاومة الاستعمار وجاء إعداد الوثيقة، بتنسيق مع الملك الراحل محمد الخامس، إلى أن تمت الصياغة النهائية لها في بيت المقاوم أحمد بلافريج. وقال نفزاوي إن وثيقة 11 يناير «ركزت على الاستقلال الذي يعني بشكل واضح إنهاء عهد الاحتلال والاستعمار ولم تنطلق من الدعوة إلى إلغاء معاهدة الحماية، لأنها لم تكن حماية وإنما كانت استعمارا بالقهر وكسر إرادة الشعب المغربي». وأردف رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات أبناء المقاومين وأعضاء جيش التحريرة أن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال كان له الأثر العميق في مختلف جهات المملكة، إذ تلتها صياغة عرائض التأييد كما نزلت جماهير غفيرة إلى الشوارع في مظاهرات تأييد أشهرها مظاهرة 29 يناير 1944 بالرباط التي سقط فيها عدة شهداء برصاص قوات الاحتلال. من جهته اعتبر محمد الدياني، المندوب الجهوي للمندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، في كلمته، أن ذكرى تقديم وثيقة 11 يناير تعتبر وقفة تأمل وتدبر في منعطف مفصلي وبرزخ فارق بين مرحلتين متباينتين: مرحلة مطالبة سلطات الحماية بالإصلاحات التي التزمت بها بمقتضى معاهدة الحماية، ومرحلة الجهر بمطالب الاستقلال. وأضاف الدياني أن الوثيقة بقدر ما كانت تؤرخ لمرحلة متميزة من مراحل تطور الفكر الوطني والنضالي المغربي، ونمطا متحررا وراقيا في طرح قضايا شائكة لم يكن من الممكن طرحها أو الحديث عنها قبل سنوات قليلة، فإنها كانت الانطلاقة الفعلية للمطالبة باستقلال المغرب، وهو المطلب الذي تم التأكيد عليه من قبل الراحل محمد الخامس في خطابه التاريخي يوم 9 أبريل 1947 وتم الإعلان عنه وتحقيقه يوم 18 نونبر 1955. كما تخللت الحفل مجموعة من الفقرات الفنية تم فيها تقديم أشهر الأغاني والأناشيد الوطنية التي تختزنها الذاكرة المغربية وترتبط تاريخيا بهذه المرحلة من توقيع المنشدة نعيمة مباح ومجموعة من الفرق الموسيقية الأخرى. عزيز المجدوب