إشادة بالشباب المغاربة المقبلين على الدراسة في المدارس الفرنسية بسط التلاميذ المغاربة في الفترة الأخيرة سيطرتهم على المقاعد المخصصة للطلبة الأجانب في فرنسا، إذ في كل موسم جديد يتأكد تميزهم في امتحانات الولوج إلى أكبر الجامعات الفرنسية، وهو ما يلقى إشادة من قبل المسؤولين المغاربة والفرنسيين. وهنأت السفارة الفرنسية قبل أيام الطلبة الناجحين في امتحانات مدرسة "بوليتكنيك"، التي تعتبر من أرفع المدارس الفرنسية، إذ قالت في تدوينة لها على مواقع التواصل الاجتماعي، "تهانينا لـ 54 طالبا مغربيا، الذين نجحوا في الامتحانات الكتابية لبوليتكنيك هذا العام". وأضافت السفارة أنها تتوجه إليهم بأحر التهاني وأطيب التمنيات بالتوفيق في المرحلة النهائية للامتحانات الشفوية. ويفضل الطلبة المغاربة هذه المدرسة بالنظر إلى نجاح خريجيها في التربع على رأس أهم المؤسسات العمومية المغربية والإدارات الترابية، إضافة إلى الوزارات وغيرها من المناصب طيلة العقود الأخيرة. وعبر الطلبة الناجحون في امتحان العام الماضي، في مقطع فيديو شاركته السفارة الفرنسية، عن فرحتهم للانضمام لهذه المدرسة، كما أكد بعضهم أنهم يفضلون المدارس الفرنسية بسبب العدد الكبير من المنح المتاحة في جامعاتها، إضافة إلى سهولة الاندماج بسبب أن الطلبة يجيدون اللغة الفرنسية. وتمكن 41 طالبا مغربيا، العام الماضي، من أصل 60 طالبا أجنبيا، من الفوز ببطاقة النجاح في الأقسام التحضيرية الإعدادية للمدارس الكبرى، التي تمكن من الولوج إلى أعرق مؤسسات الهندسة الفرنسية المعروفة بجودة التدريس ومستواها الأكاديمي. واستحوذ المغاربة، العام الماضي، على نحو 70 في المائة من المقاعد المخصصة للطلبة الأفارقة، وهو ما يظهر تفوقا غير مسبوق لأجيال من الطلبة المغاربة، الذين يترجمون جودة التعليم المغربي في المواد العلمية، خاصة الرياضيات. وتكسر هذه الأرقام والنجاحات التي يحققها الطلبة المغاربة في الخارج، أساطير التقارير الدولية، التي تضع المغرب في ذيل لوائح مؤشر جودة التعليم، إذ كيف يمكن لطلبة دول متقدمة على المغرب في التصنيف الرسوب في الامتحانات التي تجمعهم بزملائهم خريجي المدرسة المغربية. وإذا كانت تقارير مغربية وطنية تقر بدورها بضعف التلاميذ المغاربة في المواد العلمية، وفي القراءة والكتابة في المستويات الابتدائية، فإن هذا الأمر واقعي بنسب معينة، عندما يتعلق ببعض الفئات، لكن هناك تعليم آخر ومدارس أخرى أكثر كفاءة، وتتميز بجودة خريجيها. عصام الناصيري